حراك العراق يفضح مخطط إيران أمام السفارة الأمريكية

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

الأحداث السياسية والميدانية المتسارعة في العراق فرضت على الأطراف الفاعلة في البلاد توضيح الموقف منها، إذ تشهد العاصمة بغداد والمدن القريبة منها احتجاجات متواصلة ضد الطبقة السياسية الفاسدة والفساد المستشري في أوساطها.

الاحتجاجات التي قادتها ميليشيات الحشد الشعبي أمام السفارة الأمريكية في بغداد فرضت على واشنطن التفريق بين الاحتجاجات السلمية للشعب العراقي ليأتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويقول للعراقيين إن هذه فرصتكم للتخلص من إيران.

ترامب يخاطب العراقيين

الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد سبّب موجةً من الغضب تُرجمت في تصريحات شديدة اللهجة من قبل مسؤولين أمريكيين، وجهوا التهمة لإيران بأنها تقف وراء تحريض الموالين لها في العراق على القيام بهذه الأعمال.

وزارة الخارجية الأمريكية أكدت أنه لا ينبغي الخلط بين احتجاجات الشعب العراقي وما حدث أمام سفارتها بالعاصمة بغداد مشيرة إلى استمرارها في الوقوف إلى جانب الشعب العراقي. وسمى بومبيو من أسماهم بـ”الإرهابيين” الذين خططوا لأحداث السفارة وهم، أبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي وهادي العامري وفالح الفياض.

وخاطب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العراقيين قائلا “الذين يريدون الحرية ولا يريدون أن يخضعوا لهيمنة وسيطرة إيران: هذا هو وقتكم”. وذلك في تغريدة عبر حسابه على تويتر.

طهران تواصل خلط الأوراق

بالتزامن بين احتجاجات ميليشيات الحشد الشعبي أمام السفارة الأمريكية في بغداد والتظاهرات الشعبية المستمرة منذ أشهر، ترى طهران فيما حدث فرصة لضرب الاحتجاجات الشعبية وتصدير موقف ميليشياتها في العراق على أنه الممثل للشعب العراقي.

كما ترى طهران أن احتجاجات السفارة الأمريكية هي الحراك الحقيقي للشارع العراقي، مستمرة في خلط أوراقها لتحافظ على مكاسبها في الجار الغربي.

التظاهرات الأخيرة التي قام بها موالون لإيران أمام السفارة الأمريكية، واللقطات التي أظهرت تعاون القوى الأمنية في تسهيل وصولهم إلى مقر السفارة بالمنطقة الخضراء، فضح لعبة إيران في العراق، بعدما سفكت دماء مئات الأبرياء من أبناء الشعب العراقي منذ بدء الحراك قبل أشهر للحيلولة دون مواصلة الحراك “الفاضح” لأذنابها في العراق.

وهو ما عبر عنه نائب الرئيس العراقي الأسبق طارق الهاشمي بالقول “أليس غريباً !! أن يتمكن محتجون عراقيون من الوصول إلى السفارة الأمريكية داخل المنطقة الخضراء بسهولة ويسر بينما سقط المئات غيرهم من المحتجين قتلى بالقنص على جسر الجمهورية لمحاولاتهم الوصول لنفس المنطقة ! الأمر لايحتاج تفسير ولدينا عقول نفقه بها “.

الحراك يفضح لعبة طهران

المحتجون في بغداد كان لهم رأي آخر نفوا علاقتهم بما تفعله أحزاب السلطة وميليشياتها أمام السفارة الأمريكية، مؤكدين استمرار حراكهم السلمي لرفض الطبقة السياسية الفاسدة.

وأكد تحالف القوى في العراق أن هذه التصرفات لا تمثل توجهات العراق الرسمية أو الشعبية، كما لا يمكن السماح لأي جهة بأن تفرض سيطرتها أو إرادتها على بلد مثل العراق أو أن تجازف بدوره ومكانته بهذه الطريقة.

فيما رأى مصدر مقرب من المرجع الشيعي مقتدى الصدر أن تظاهرات السفارة الأمريكية هدفها إنهاء تظاهرات الشعب العراقي الرافض للطبقة السياسية في البلاد. ما يؤشر على محاولات الأحزاب الموالية لإيران استخدام تظاهرات الموالية للحشد ضد احتجاجات الشارع قيامها بنصب خيام اعتصام لمؤيديها في مناطق قريبة من حراك الشعب العراقي الأساسي.

ربما يعجبك أيضا