البرلمان التركي يوافق على إرسال قوات إلى طرابلس.. والجيش الليبي يعلن النفير

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي  

يبدو أن تركيا لا تكتفي بتحويل الشمال السوري إلى حرب أهلية بين مواطنيه، لتبدأ في تصدير منهجها هذا إلى جارتها على الشاطئ الآخر من البحر المتوسط، حيث تسارع أنقرة الخطى لتزكية الصراع الليبي بشتى أدواتها؛ إذ تارة ترسل فصائل مسلحة، وتارة أخرى تعقد اتفاقا بحريًا ينافي الأعراف الدولية. أما اليوم، فقد مرّرالبرلمان االتركي قرارًا فوّض من خلاله الجيش لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.

وفي ليبيا، حيث يحشد الجيش الوطني لأفراده، معلنًا النفير، وفتح التطوع أمام القادرين على حمل السلاح، استعدادًا لوقف الزحف التركي إليها، وفي الشرق منها، وجه وزير الخارجية الشكر إلى أنقرة بشأن التصديق على إرسال مساعدات عسكرية، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من نوعها، تتولى بها أنقرة صناعة القرار بحكومة فايز السراج بالتعاون مع مليشيا الإرهاب.

البرلمان التركي يعطي أردوغان الضوء الأخضر

صادق البرلمان التركي على مشروع قرار يسمح بإرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتحدة في طرابلس. وأكد رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب موافقة البرلمان على مشروع القرار، في خطوة تمهد الطريق إلى تعاون عسكري متزايد مع حكومة السراج.

وأضاف شنطوب أن مشروع القانون حظي بتأييد 325 صوتا في حين رفضه 184 نائبا في البرلمان الذي يتمتع فيه حزب العدالة والتنمية الحاكم وحلفاؤه القوميون بالأغلبية. وصوتت كل أحزاب المعارضة الكبيرة بالمجلس ضد مشروع القانون. 
 
الجيش الليبي يعلن النفير

من جهته، أعلن مجلس النواب الليبي ومقره طبرق أنه سيجتمع غدًا السبت لمناقشة التدخل التركي السافر في ليبيا. 

وصرح المتحدث باسم المجلس عبد الله بليحق، بأن المجلس سيعقد جلسة طارئة بمدينة بنغازي لمناقشة تداعيات التدخل التركي السافر في ليبيا ومصادقة البرلمان التركي على إرسال قوات غازية إلى ليبيا. 

أعلن الجيش النفير العام وفتح باب التطوع لكل ليبي قادر على حمل السلاح، بعد إقرار البرلمان التركي إرسال قوات لدعم حكومة الوفاق الليبية ومليشياتها. وأوضح مصدر من مكتب القيادة العامة للجيش الليبي أن حالة النفير معلنة منذ مدة استعدادا لأي تطور عسكري ينال من أمن ليبيا القومي.

على صعيد متصل، طالب رئيس مجلس أعيان وشيوخ قبائل ترهونة صالح الفاندي الشعب الليبي بالتحرك لمواجهة الغزو التركي. يذكر أن الدفاعات الجوية التابعة للقوات المسلحة تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة تركية في سماء مدينة عين زارة الليبية (تبعد 9 كم عن وسط العاصمة طرابلس).
 
الوفاق تشكر أردوغان

على الناحية الأخرى من الساحل الليبي في طرابلس، أجرى وزير خارجية حكومة الوفاق الوطني الليبية، محمد الطاهر سيالة، اتصالا بنظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو، ليقدم شكره بشأن التصديق على قرار البرلمان. 

  وبحسب تقارير إعلامية، يبدو أن أنقرة لم تنتظر حتى يصدر برلمانها قرارها الغاشم، كي ترسل مسؤولين عسكريين إلى طرابلس. 
 
معارضة تركية

بالرغم من مرور قرار البرلمان بأغلبية إلا أن هناك أصواتًا لم تقبل بتهديد أمن بلادها وفقًا لأحلام أردوغان الواهية باستعادة إرث الأمبراطورية العثمانية، إذ أعلن حزب “إيي” التركي إنه سيصوت بالرفض على إرسال قوات تركية إلى ليبيا. وقالت زعيمة الحزب ميرال أكشنر، “إن إرسال قوات لليبيا مسألة تهدد الأمن القومي التركي.
 
وصوت البرلمان في جلسة طارئة على المذكرة التي قدمتها الرئاسة التركية بشأن إرسال قوات إلى ليبيا، وكما كان متوقعا فقد صوت البرلمان بالموافقة نظرا لما يملكه الحزب الحاكم من أغلبية في عدد المقاعد.
 
مصر تندد

أدانت مصر بأشد العبارات خطوة تمرير البرلمان التركي المذكرة المقدمة من الرئيس التركي بتفويضه لإرسال قوات تركية إلى ليبيا، وذلك تأسيسًا على مذكرة التفاهم الباطلة الموقعة في إسطنبول بين فايز السراج والحكومة التركية حول التعاون الأمني والعسكري. 

وأكدت مصر ما تُمثله خطوة البرلمان التركي من انتهاك لمقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن حول ليبيا بشكل صارخ، وبالأخص القرار (1970) لسنة 2011 الذي أنشأ لجنة عقوبات ليبيا وحظر توريد الأسلحة والتعاون العسكري معها إلا بموافقة لجنة العقوبات.

ربما يعجبك أيضا