القصف في بغداد والعواقب في الأرض المحتلة‎

محمود

رؤية – محمد عبدالكريم

لم يعد خافيًا أن فلسطين غابت -أو تراجعت- عن الاهتمام العربي والإسلامي؛ بشقيه الرسمي والشعبي عقب الأحداث التي عصفت بالإقليم، لتصبح في أطراف الاهتمام بعد أن كانت في القلب، وهو ما جرّأ الاحتلال على ارتكاب المزيد والمزيد من الجرائم بدعم أمريكي.

ومع أحدث تداعيات أحداث الإقليم المتمثلة في مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العاصمة العراقية بغداد، فإن طبول الحرب التي تقرع هناك تجد صداها في فلسطين، فقد حذر كيان الاحتلال الإسرائيلي في رسالة بعثها إلى حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، من أي تدخل في هذا الشأن ومن أن الرد سيكون “قاسيًا”، كما وصفته وسائل الإعلام العبرية.

وامتنعت السلطة الفلسطينية عن إصدار أي تعقيب على عملية اغتيال سليماني.

في المقابل نعت فصائل وأجنحة عسكرية فلسطينية في قطاع غزة سليماني، وأشادت به ودعمه لها.

وصرحت حركة حماس بأن “الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل المسؤولية عن الدماء التي تسيل في المنطقة العربية، خاصة أنها بسلوكها العدواني تؤجج الصراعات دون أي اعتبار لمصالح الشعوب وحريتها واستقرارها”.

وأصدرت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس بيانًا قائلة: “أننا كمقاومة في فلسطين سنواصل طريقنا في مواجهة العدو الإسرائيلي منبع الشرور في المنطقة بأسرها، ونحن على يقين بأن دماء سليماني ستكون لعنة على القتلة وعلى الاحتلال”.

وفي السياق أكدت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها أن “حركة المقاومة في المنطقة لن ترتبك (باغتيال سليماني) ولا محورها في المواجهة، ولن تتردد في مسيرتها نحو أهدافها الكبرى في تحرير فلسطين”.

كما أكدت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد أن “‎محور المقاومة لن يهزم ولن ينكسر وسيزداد تماسكًا وقوة في مواجهة المشروع الإسرائيلي الأمريكي”.

من جهتها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (يسارية): إن اغتيال سليماني “يشكل نقلة نوعية في العدوانية الأمريكية وفي الحرب التي تخوضها بأشكال مختلفة مع الكيان الإسرائيلي ضد شعوب المنطقة وقوى المقاومة فيها”.

وكانت وزارة الخارجية وأجهزة الأمن الإسرائيلية قد أعلنت رفع حالة التأهب الأمنية، وتعزيز الحراسة في كافة سفاراتها وممثلياتها حول العالم خشية أعمال انتقامية إثر اغتيال سليماني.

ولم تشر إسرائيل إلى تهديدات محددة، لكنهم ألمحت بعد عمليات اغتيال مشابهة لعملية اغتيال سليماني إلى إمكانية شن هجمات من الأراضي الفلسطينية ولبنان وسوريا من قبل حزب الله اللبناني ومجموعات إيرانية.

إلا أن مصادر فلسطينية مطلعة في قطاع غزة، قالت: إن حركة “حماس” تؤكد أنها “غير معنية” بأي تصعيد، وإن الحركة تنطلق من حقيقة أن القطاع لا يحتمل أي حرب في هذا الوقت، وهي لا تريد جرّه إلى مواجهة ضمن حرب أوسع وأكبر وأكثر كلفة وغير معروفة التبعات إن حصلت، في إشارة إلى إمكان لجوء إيران إلى تحريك جماعات مرتبطة بها للانتقام من قتل سليماني.

وفتحت “حماس” و”الجهاد الإسلامي” أمس، بيت عزاء لسليماني في ساحة الجندي المجهول في مدينة غزة من الساعة الحادية عشرة صباحًا وحتى الثانية بعد الظهر.

وشاركت إلى جانب “حماس” و”الجهاد” فصائل يسارية مقرها دمشق أو تحظى بعلاقات جيدة مع دمشق، ورفعت صور سليماني في مقر العزاء، فيما أحرق مشاركون أعلام الولايات المتحدة.

وتخشى إسرائيل من أن يجر تدخل الفصائل في غزة في قضية “الثأر” لسليماني إلى تصعيد ميداني مع جنودها، وهي لا تريد الانشغال بجبهة قطاع غزة حاليًا، نتيجة انشغالها على الجبهة الشمالية في سوريا ولبنان.

وقال المحلل العسكري في موقع “والا” العبري، أمير بوخبوط: إن إسرائيل حذّرت حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بغزة من الرد على اغتيال قاسم سليماني انطلاقًا من قطاع غزة. وأضاف: إن إسرائيل نقلت رسالة التحذير إلى “حماس” و”الجهاد” من خلال مصر.

وأكد المحلل بوخبوط أن المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) سيعقد اليوم (الأحد)، جلسة خاصة لمناقشة التوترات الأمنية في المنطقة بعد اغتيال سليماني.

والتقديرات الأمنية الأولية في إسرائيل ترجح ألا ترد إيران على اغتيال سليماني باستهدافها هي، على الرغم مما ينشر حول أن الإدارة الأمريكية أطلعت المستوى السياسي الإسرائيلي على قرار اغتيال سليماني.

ربما يعجبك أيضا