2020.. بداية خارجة عن السيطرة

هدى إسماعيل

تفاؤل وسعادة وانتظار لغدٍ أفضل، هي كلمات نحملها بداخلنا مع بداية كل عام جديد، عام ننتظر فيه السعادة للعالم أجمع، ولكن للأسف يأبى أن تكون بداياته مطمئنة، فجاء عام 2020 في أولى لحظاته محملا بالكثير المتاعب، فلم يمر على بداية العام الجديد سوى أيام قليلة لتكون العناوين الإخبارية كلها “حرب عالمية ثالثة في انتظار العالم”.

ابحثوا عن مأوى

في أستراليا خرجت حرائق الغابات عن السيطرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقوة الرياح وحذرت السلطات من أن الأسوأ لم يحدث بعد، فيما يحارب رجال الإطفاء لإنقاذ الأرواح والممتلكات، وتخشى السلطات أن يصبح الوضع أسوأ مما كان عليه عشية العام الجديد عندما أتت الحرائق على مساحات شاسعة من الأراضي العشبية وأجبرت السكان والسائحين على الفرار إلى الشواطئ.

يقول رئيس الوزراء الأسترالي “سكوت موريسون”: إن عدد القتلى في موسم الحرائق الراهن الذي بدأ في سبتمبر الماضي بلغ 23 شخصا منهم 12 في حرائق الأسبوع الماضي فحسب.

وقامت خدمة إطفاء الحرائق الريفية بتحديث تحذيرات الطوارئ المتعلقة بالحرائق حيث كررت نفس النصيحة لمن لم يتسن لهم المغادرة وقالت: “فات أوان الرحيل. ابحثوا عن مأوى لأن الحرائق تقترب”.

وأطلقت الحكومة الاتحادية استغاثة غير مسبوقة لقوات الاحتياطي في الجيش لدعم رجال الإطفاء، وطالبت بموارد أخرى؛ منها سفينة بحرية ثالثة مجهزة لعمليات الإغاثة الإنسانية والإنقاذ من الكوارث.

فيضانات إندونيسيا

اندلعت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا فيضانات وانهيارات أرضية نتيجة الأمطار الغزيرة الأمر الذي أدى إلى إجلاء 30 ألف شخص ومقتل ما يقرب من 21 شخصا، وتعتبر هذه الأمطار الأكثر غزارة منذ أكثر من 20 سنة، حيث تسبب في فوضى فى أكبر مدن جنوب شرق آسيا الأمر الذي أدى إلى إغلاق خطوط القطارات وانقطاع التيار الكهربائي وغمرت الفيضانات مساحات واسعة من جاكرتا والمدن المجاورة في ليلة 31 ديسمبر وحتى صباح رأس السنة.

يقول “أجوس ويبوو” -المتحدث باسم وكالة “التخفيف من الكوارث”- أنه تم إجلاء أكثر من 62 ألف شخص في جاكرتا وحدها.

وذكرت وكالة الأرصاد الجوية وعلم المناخ والجيوفيزياء أن معدل هطول الأمطار بلغ في مطار في شرق جاكرتا 377 مم (15 بوصة) في صباح الأول من يناير، وهي أعلى قراءة يومية خلال الفيضانات الكبرى منذ عام 1996 على الأقل.

يقول حاكم جاكرتا “أنيس باسويدان”: إن السلطات نشرت مئات المضخات لامتصاص المياه من المناطق السكنية في جميع أنحاء العاصمة، والتي سمحت لبعض الناس بالعودة إلى ديارهم”، إلا أن السلطات حذرت الناس من أن يظلوا متيقظين حيث من المتوقع أن يستمر “الطقس القاسي” حتى 7 يناير.

لا تنسوا 2019

الحرب العالمية الثالثة جملة ترددت مع بداية العام الجديد 2020 بعد مقتل “قاسم سليماني” قائد فيلق القدس الإيراني في العراق على يد القوات الأمريكية، ليصبح الأمر على صفيح ساخن بين ترامب وروحاني، لتلوِّح إيران بالرد بعنف على أمريكا وحلفائها.

لم يقف الأمر عند الولايات المتحدة وإيران بل تردد اسم أردوغان مع بداية العام الجديد بعد أن وافق البرلمان التركي، على مذكرة الحكومة الليبية بإرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا بأغلبية 325 صوتًا مقابل رفض 184 للقرار، وهى الموافقة التي نالت استنكار الرأي العام العالمي، حيث حذرت مصر من مغبة التدخل العسكري التركي فى ليبيا، مؤكدة أن الاتفاقيات التى تأسس عليها هذا الموقف مخالفة لاتفاق الصخيرات، الذي لا يمنح “فايز السراج” رئيس حكومة الوفاق الوطني الحق في توقيع اتفاقيات بشكل منفرد دون موافقة البرلمان الليبي.

أما في هونج كونج فالأمر مختلف فلا دخل بالطبيعة في الأمر فعلى مدى شهور من المظاهرات المطالبة بالديمقراطية والتي تحولت في بعض الأحيان إلى العنف، تلقى المحتجون بحسب مواقع التواصل الاجتماعي دعوة لارتداء أقنعة في مظاهرة بمناسبة العام الجديد عنوانها “لا تنسوا 2019 وواصلوا في 2020”.

ونشرت السلطات نحو ستة آلاف من قوات الشرطة، ودعت الرئيسة التنفيذية “كاري لام” إلى الهدوء والمصالحة في كلمتها المصورة بمناسبة العام الجديد، بينما عبر الرئيس الصيني شي جين بينغ عن أمله في عودة “الوئام” إلى المدينة.

قانون الجنسية

استهل الآلاف في الهند العام الجديد بالتظاهر ضد قانون الجنسية الجديد الذي يرونه تمييزًا ضد المسلمين، ولا يتماشى مع دستور الهند العلماني، وقد أعلن المتظاهرون رفضهم لممارسات الشرطة التي وصفوها بالقمعية لمواجهة التظاهرات ضد التمييز في القانون الجديد الذي يتيح للمهاجرين غير المسلمين فقط الحصول على الجنسية الهندية، وكانت الاحتجاجات قد خرجت إلى الشوارع فى جميع أنحاء الهند رفضًا للقواعد الجديدة التي تم إقرارها الأسبوع الماضي، على الرغم من الحظر المفروض على التجمعات العامة في مختلف المناطق المعمول بها الآن.

حرب عالمية