إيران: زيادة مخصصات “فيلق القدس” و13 سيناريو للانتقام من واشنطن

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

في جلسته اليوم الثلاثاء، أعلن رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، عن زيادة ميزانية فيلق القدس بقيمة 200 مليون يورو في الشهرين الأخيرين من العام الإيراني الجاري (ينتهي 19 مارس 2020)

وقال لاريجاني، في اجتماع علني للبرلمان: إنه تم تخصيص 200 مليون يورو للشهرين الأخيرين من العام الجاري من صندوق التنمية الوطنية دعمًا لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الذي يتحمل مسؤولية المقاومة على مستوى المنطقة وتزداد ميزانيته.

وأضاف لاريجاني: إن قائد الثورة أمر بتخصيص هذه الميزانية.

وجاء ذلك عقب اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، التابع للحرس الثوري ورفاقه في غارة أمريكية استهدفت سيارتهم فجر الجمعة بالقرب من مطار بغداد الدولي.

البنتاجون على قائمة الإرهاب

كما صادق البرلمان الإيراني، اليوم الثلاثاء، على مشروع قانون بصفة عاجلة جدا، لتعديل قانون الإجراء المضاد للجريمة الأمريكية الأخيرة. وتم تصنيف الجيش والبنتاجون الأمريكي بالإرهابيين.

وحسب وكالة رهانا الإيرانية، بذلك تم تعديل قانون الإجراء المضاد الذي تم إقراره من قبل البرلمان في تاريخ 23 أبريل/ نيسان 2019، والمصنفة بمقتضاه القيادة المركزية الأمريكية في المنطقة “سنتكوم” كمنظمة إرهابية، وذلك ردًّا على إدراج أمريكا الحرس الثوري على لائحة “الإرهاب” حينئذ.

ووافق نواب المجلس بالإجماع على تعديل نص قانون الإجراء المضاد عبر إدراج كافة أعضاء وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” والشركات والمؤسسات التابعة لها والقادة والمتورطين بجريمة اغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني، وذلك قبل عبارة القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” والقوات والمنظمات والمؤسسات التابعة لها بنص القانون.

كما ألزم القانون الحكومة الإيرانية بتعزيز البنية الدفاعية لقوات القدس التابعة للحرس الثوري، عبر استقطاع مبلغ 200 مليون يورو من احتياطي الصندوق الوطني للتنمية.

13 سيناريو للانتقام

وفي إطار تهديدات الرد الإيراني على اغتيال سليماني، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، اليوم الثلاثاء، أن هناك 13 سيناريو للانتقام أضعفها سيكون كابوسًا تاريخيًّا لأمريكا.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن شمخاني قال -في تصريح له اليوم الثلاثاء- لتعلم أمريكا أنه تم طرح 13 سيناريو للرد في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أضعفها سيكون كابوسًا تاريخيًّا للأمريكيين.

وأضاف: بناء على بعض الاعتبارات لا يمكننا الإفصاح عن المزيد من المعلومات لوسائل الإعلام لكننا نعد شعبنا البطل بأن عمليات الثأر لأخينا الشهيد ليس من المقرر أن يكون في إطار عملية واحدة؛ لأنه وفقًا لمضامين بيان قائد الثورة فإن جميع قوات محور المقاومة ستثأر للقائد الشهيد.

وأوضح أنه حين اتخاذ القرارات الاستراتيجية لا يمكن تحديد الموقف الدولي لدولة ما على أساس الانفعال بل هنالك المئات من العوامل الأخرى التي تلعب الدور في القضية.

وأضاف، أن المجلس الأعلى للأمن القومي وضع متابعة القضية في جدول أعماله ورغم أن اتخاذ القرار سيكون على أساس اعتبارات أمنية ودولية، ولكن هناك بالإجمال 19 قاعدة من ضمنها 11 قاعدة رئيسية تعد قواعد قيادة أمريكية في المنطقة، وتقع على بعد مسافات قصيرة من الحدود الشرقية والغربية مع 8 قواعد عسكرية أمريكية في شمال وجنوب البلاد، هي الآن في وضع طارئ، ونحن على علم بالإحصائيات الدقيقة لعدد عناصرها ومعداتهم العسكرية، ونرصد أدنى تحركات لهم.

من ناحية أخرى، قال القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي: إن اغتيال قاسم سليماني سيليه انتقام حازم وقاطع وصارم, وإن خروج أمريكا من المنطقة بات قريبًا جدًّا.

ترامب يؤكد

وقد تطرق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمام الصحفيين، مرة أخرى، إلى هجوم بلاده المحتمل على المراكز والنقاط الثقافية الإيرانية، إذا ما أرادت طهران الرد على مقتل قاسم سليماني، متسائلًا عن مبررات عدم السماح للولايات المتحدة بمثل هذا الإجراء، في الوقت الذي يقتل فيه النظام الإيراني مواطنين أمريكيين.

وأفادت وكالة أنباء “أسوشييتد برس” أن ترامب قال للصحفيين المرافقين له في الطائرة الرئاسية: “يُسمح لهم بقتل شعبنا وتعذيبه وإصابته بجروح.. يُسمح لهم باستخدام القنابل وتفجير الناس.. (ولكن كيف) لا يُسمح لنا بالمساس بمراكزهم الثقافية؟”.

وأفادت وكالة “رويترز” للأنباء أن الرئيس الأمريكي قال عند سؤاله عن رد إيراني محتمل: “إذا فعلوا أي شيء فسيكون هناك انتقام كبير”.

وكان ترامب قد أكد، أول من أمس السبت، على حسابه في “تويتر”: “ليكن هذا بمثابة تحذير، إذا هاجمت إيران الأمريكان أو المصالح الأمريكية، فسوف نستهدف 52 موقعًا في إيران ’يشير ترامب هنا إلى الرهائن الأمريكيين الـ52 الذين احتُجزوا كرهائن قبل عدة سنوات‘، بعضها على مستوي عالٍ جدًّا ومهم بالنسبة لإيران والثقافة الإيرانية، وهذه الأهداف وإيران نفسها ستتلقى ضربة قاسية جدًّا جدًّا. الولايات المتحدة لا تريد المزيد من التهديدات!”.

وتقول وكالة أنباء “أسوشييتد برس”: إن الرئيس الأمريكي رفض وجهات نظر الباحثين وأساتذة الجامعات في هذا الخصوص، حيث قالوا: إن استهداف المراكز الثقافية يمكن اعتباره جريمة حرب.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قد أكد في تصريح لقناة “إيه بي سي” الأمريكية، أمس الأحد، أن أي عمل عسكري أمريكي مقبل ضد إيران سيكون ضمن إطار القانون الدولي.

وكان بومبيو قد قال سابقًا: إن الأهداف الـ52 التي حددتها أمريكا للهجوم المحتمل هي أهداف مهمة للدفاع عن الأمريكيين.

ورفض كل من ترامب وبومبيو إعطاء تفاصيل حول الأهداف المحتملة.

فيلق القدس

هذا، ويعتبر فيلق القدس، وحدة قوات خاصة للحرس الثوري الإيراني، ومسؤولة عن عمليات خارج الحدود الإقليمية، المسؤول الأول عن فيلق القدس هو المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، وقائدُها الحالي هو إسماعيل قاآني، وتُعتبر المعلومات عن الفِرقة قليلة، حيث قُدِّر عدد أفراده بـ 18,000 جندي سنة 2007. وقد أُنشِئ فيلق القدس في حرب الخليج الأولى كوحدة خاصة من قوات حرس الثورة. وذلك أثناء وبعد الحرب.

وبعد ساعات من مقتل قاسم سليماني في بغداد، أصدر المرشد الأعلى، علي خامنئي، مرسومًا بتعيين إسماعيل قاآني قائدًا جديدًا لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وكان قاآني، لسنوات، نائبًا لقاسم سليماني في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وهو من مواليد مشهد، وانضم إلى الحرس الثوري أواخر عام 1980، عندما كان عمره 20 عامًا فقط.

وتشير التقارير إلى أن قاآني كان حاضرًا في الجبهات، منذ عام 1982، حتى نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وقد تم نشر صور عديدة له في مناطق الحرب.

تعرّف قاآني على قاسم سليماني عام 1982، وقد دفعه هذا التعرف إلى البدء في التعاون مع سليماني في فيلق القدس.

وقبل أن يشغل قاآني منصب نائب سليماني في فيلق القدس، عمل فترة نائبًا لقائد الأركان المشتركة للحرس الثوري للشؤون الاستخبارية.

وبخلاف قاسم سليماني، لا يحجم إسماعيل قاآني عن التعليق على الشأن السياسي الداخلي، وخطبه ومواقفه السياسية العنيفة متاحة ضد بعض التيارات السياسية.

ربما يعجبك أيضا