بدء أعمال منتدى “حوار طهران” بمشاركة‌ وزير خارجية سلطنة عمان

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

بدأ “منتدی حوار طهران؛ المؤتمر الـ23 الدولي للخليج” في مرکز الدراسات السياسية والدولية للخارجية‌ بمشارکة وزير الخارجية‌ الإيراني محمد جواد ظريف.

وحضر افتتاحية المنتدی الذي يرکز علی “مبادرة هرمز للسلام”، وزير الخارجية‌ الإيراني محمد جواد ظريف، ووزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي، والرئيس الأفغاني السابق حامد کرزاي وعدد من سفراء الدول في طهران.

وقال ظریف -في تغريدة، مساء الإثنین- “بالتزامن مع الازدراء العلني لمیثاق الأمم المتحدة من قبل الولایات المتحدة ومغامراتها الکارثیة التي تؤجج التطرف والاغتیال فنحن نستضیف غدا الثلاثاء، منتدی حوار طهران وسندرس فیه سبل إرساء الأمن الإقلیمي منها مبادرة هرمز للسلام”.

وخلال هذا المنتدی الذي يستغرق يوماً، يشارك المفکرون والمسؤولون من مختلف الدول إلی جانب العديد من الخبراء وکبار المسؤولين في الخارجية منهم نائب وزير الخارجية‌ في الشؤون السياسية سيد عباس عراقجي.

وتتمثل الأجندة الرئيسية لمنتدى حوار طهران في استعراض آخر التطورات في منطقة الخليج، وتقييم خطط التعاون الإقليمي، وخاصة مبادرة هرمز للسلام، إلی جانب مناقشة المبادئ والعناصر الرئيسية للترتيبات الإقليمية الجديدة.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي قد كشف، الأسبوع الماضي، أن بلاده ستعقد الدورة الثانية لمنتدى “حوار طهران” هذا الأسبوع، موضحاً أن محور نقاشات المنتدى سيكون مبادرة “السلام في هرمز”، التي طرحها الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال سبتمبر/ أيلول الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

اغتيال سليماني

وخلال كلمته في المنتدى اليوم، قال ظريف: إن اغتيال سليماني يعد مقامرة كبيرة، مؤكدًا أن واشنطن باغتيال سليماني وضعت الأساس لبداية نهايتها في المنطقة.

وأكد أن ما حصل يوم الجمعة (اغتيال سليماني)، ليس هجومًا على سيادة العراق فقط وإنما هو استهدافٌ لأحد أركان من كان يحارب “الإرهاب”، وأن واشنطن ستتلقى جواب حماقتها وجرأتها في الوقت المناسب.

وأضاف ظريف: إن حسابات واشنطن الخاطئة تسببت في زعزعة الاستقرار في المنطقة، داعيًا دول المنطقة إلى التعاون والتفاهم الإقليميْين والحوار للخروج من الأزمة وتحقيق الأمن، وأكد أن طهران ما زالت محور السلام على أساس التعاون بين دول المنطقة.

وقال: إن ترمب ارتكب خطأ فادحًا باغتيال سليماني، وهناك خطأ كبير في حسابات واشنطن وبعض دول المنطقة، وأضاف: إن الولايات المتحدة أثبتت أنها ليس لديها عهود أو التزام بالقواعد والمواثيق الدولية.

مشاركة “بن علوي”

تأتي مشاركة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، في ظل تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، على خلفية قيام الأخيرة باغتيال قائد “فيلق القدس” الجنرال قاسم سليماني، بما يُحمّل الزيارة دلالات أخرى، كون بلاده تلعب منذ 40 عاماً دور الوساطة بين الطرفين، بالإضافة إلى سويسرا راعية المصالح الأمريكية في إيران، ليتزايد هذا الدور العماني خلال العام 2019، لأجله قام وزير الخارجية العماني بثلاث زيارات إلى طهران فيه، وزيارته اليوم الثلاثاء تعتبر الرابعة خلال تسعة أشهر.

وقد أفادت مصادر إيرانية، أن طهران رفضت استقبال الوفد العماني الذي زارها للتوسط بين إيران والولايات المتحدة. وعلق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، على هذه الأنباء بقوله: “لم يأت أي وفد من عمان إلى طهران، وآخر لقاء جمع مسؤولي البلدين كان زيارة ظريف لمسقط”. وأضاف، “ينبغي على من يدعو إلى عدم زيادة التوتر أن يقدم هذه التوصية إلى الولايات المتحدة، وليس لنا”.

وعلى الأغلب تأتي الزيارة الجديدة لـ “بن علوي” أيضا في سياق جهود تلعبها سلطنة عمان لنزع فتيل هذا التوتر، خصوصاً أنه أجرى قبل يومين مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني، معزياً بمقتل سليماني، مناقشاً معه، بحسب بيان للخارجية الإيرانية، تطورات الأوضاع في المنطقة.

والأحد، دعت سلطنة عمان كلاً من الولايات المتحدة وإيران إلى “تغليب لغة الحوار” لتهدئة التوتر بينهما بعد اغتيال قائد فيلق القدس، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العمانية عن وزارة الخارجية.

ودعت الخارجية العمانية، في بيانها، “المجتمع الدولي إلى اغتنام ما عبر عنه الطرفان بعدم رغبتهما في التصعيد، وذلك بتكثيف الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وقد ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، أمس الإثنين، قادة العالم “وقف التصعيد والعودة إلى المفاوضات والتعاون الدولي”، مذكّراً بـ”المعاناة الإنسانية التي تسببها الحروب”.

ربما يعجبك أيضا