زيارة تميم الأولى لإيران.. دعم للإرهاب بـ3 مليارات دولار

كتب – حسام عيد

في وقت يتصاعد فيه منحنى الإرهاب الإيراني والسلوك العدائي المهدد لأمن واستقرار دول وشعوب العالم، والرد السريع على مقتل قاسم سليماني، ذراع المرشد علي خامنئي، في ميليشيا الحرس الثوري، عبر شنّ هجوم صاروخي على قواعد أمريكية بالعراق، تسبب في فاجعة إنسانية عبر إسقاط طائرة أوكرانية على متنها 176 راكبًا، ليطالبها المجتمع الدولي بتحمل “كامل المسؤولية” عن الحادث، بما في ذلك دفع تعويضات مالية باهظة في ظل اقتصاد متأزم.

توجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى العاصمة طهران، في زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه أميرًا للبلاد في العام 2013، فور اعتراف إيران بإسقاط طائرة أوكرانية فوق العاصمة طهران عن طريق الخطأ، أثناء استهداف قوات أمريكية في العراق بالصواريخ، وسط تأكيد مصادر إيرانية، بأن أمير قطر سيقدم لروحاني حوالى 3 مليارات دولار كتعويضات لضحايا الطائرة الأوكرانية.

الزيارة الأولى.. رد الجميل لحليف الدرب

في وقت يعاني فيه العالم من سياسات النظام الإيراني الإرهابية، لطالما تعمل الدوحة على إظهار الولاء والدعم للسياسات الإيرانية، بما في ذلك التي تهدد الأمن القومي لدول الخليج مثل استهداف السفن التجارية أو ناقلات للنفط، فضلا عن المنشآت النفطية مثل منشآت أرامكو السعودية التي استهدفها المتمردون الحوثيون.

ويؤكده اليوم، ما نسبته الرئاسة الإيرانية في بيان للشيخ تميم قوله: إن “قطر لن تنسى موقف إيران من العقوبات المفروضة على الدوحة”، في ما اعتبره مراقبون تصريحًا ضمنيًّا يمهد لتحمل الدوحة تعويضات الطائرة الأوكرانية التي اعترفت إيران بإسقاطها، في ظل العقوبات الاقتصادية المسلطة عليها من قبل الولايات المتحدة.

واستنجدت إيران بقطر لمساعدتها في فتح باب لها مع الولايات المتحدة خلال الأزمة المتصاعدة بعد إسقاط الطائرة الأوكرانية، في وقت تتصاعد فيه التظاهرات الرافضة للنظام في طهران ومدن إيرانية أخرى.

وزيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لإيران، تأتي في خضم احتجاجات متصاعدة وغير مسبوقة تطالب برحيل النظام، ووسط تصاعد الضغوط الدولية المسلطة على النظام الإيراني على خلفية تورطه بإسقاط طائرة مدنية أوكرانية.

وتكشف زيارة الشيخ تميم إلى طهران أن إيران تبحث عن أي نافذة لمساعدتها، بعد أن كشفت تصريحات المسؤولين الإيرانيين الانحناء للعاصفة أمام الغرب.

3 مليارات دولار.. هدية قطرية لدفع التعويضات

وقالت مصادر إيرانية: إن أمير قطر سيقدم لروحاني حوالى 3 مليارات دولار كتعويضات لضحايا الطائرة الأوكرانية التي اعترفت طهران بإسقاطها بعد أيام من نفيها وإنكارها ذلك.

وانتقد نشطاء إيرانيون المحاولة القطرية لإسعاف النظام الإيراني واصفين ذلك “بالتستر على جريمة”.

وأقرّت الجمهورية الإسلامية السبت بمسؤوليتها عن هذه الكارثة التي أودت بحياة 176 شخصًا وأثارت موجة تنديد في إيران، بعد نفي السلطات على مدى ثلاثة أيام لفرضية إصابة الطائرة بصاروخ التي طرحتها كندا، ما يعزز فرض عقوبات عليها وإجبارها على دفع تعويضات على الحادثة.

وتصدر هاشتاج “إيران تحلب قطر” قائمة الأكثر تداولًا على “تويتر” خلال الساعات القليلة الماضية، ليوم الأحد الموافق 12 يناير 2020، بالتزامن مع زيارة أمير قطر تميم بن حمد لإيران، من أجل عقد مباحثات مع مسؤولين كبار على رأسهم الرئيس حسن روحاني.

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هاشتاج “إيران تحلب قطر”، بالهجوم الحاد على الأمير تميم بن حمد، واعتبر الكثيرون أن الزيارة هدفها توجيه دعم نقدي من أمير قطر إلى حسن روحاني رئيس إيران لدفع تعويضات لضحايا الطائرة الأوكرانية والشركة التابعة لها، وطالبت الكثير من التعليقات الشعب القطري بالوقوف أمام تصرفات أمير قطر التي تهدر المليارات بإنفاق أموال الشعب القطري لتمويل المليشيات الإيرانية واستهداف الدول العربية.

وتعقيبًا على الزيارة، قال مغرد: “تلجأ إيران دائما لحليفتها قطر لتنجدها من كل مأزق”، وآخر: “الشيء الوحيد الذي تجيده قطر هو دفع الأموال، حيث ستسد كل التعويضات لحادث الطائرة المنكوبة لصالح إيران”، وتعليق آخر: “#إيران_تحلب_قطر وتنهب أموالها إجبارا لسد غرامات الطائرة الأوكرانية التي أسقطتها”.

ربما يعجبك أيضا