من طهران إلى العراق .. تحركات قطرية لفك عزلة الملالي!

يوسف بنده

رؤية

قام أمير قطر تميم بن حمد بزيارة طهران الأحد الماضي، بعد أيام من زيارة قام بها وزير خارجيته، محمد بن عبدالرحمن إلى طهران في الرابع من يناير/ كانون الثاني الجاري.

وأشار تميم خلال زيارته، أنها تأتي ي وقت حساس بالمنطقة. مؤكداً أن أي حل لأزمات المنطقة يجب أن يتم عن طريق تخفيف التصعيد والحوار. ودعا أمير قطر الرئيس الإيراني إلى زياردة الدوحة في أقرب وقت.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن طهران والدوحة اتخذتا قرارات “مهمة” لتعزيز العلاقات بينهما. ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية، إن الجانبين اتخذا قرارات مهمة لتعزيز وتوسيع العلاقات بين البلدين.

وكان روحاني قد نوه بوقوف بلاده إلى جانب قطر في أعقاب المقاطعة من جانب الرباعي العربي على خلفية دعمها للإرهاب، مضيفاً أن طهران ستواصل الوقوف بجانب الدوحة.

إلى العراق

وخلال زيارته إلى العراق، قال وزير الخارجية القطري، إن زيارته إلى بغداد “جاءت للتباحث في مستجدات الأوضاع وخفض التصعيد في المنطقة”. ولفت إلى أن “المنطقة تمر بمرحلة متوترة جدا، وأنه على كل الدول السعي تجاه التهدئة”، مشيداً بـ “تحركات العراق الأخيرة”.

ويأتي التحرك القطري في إطار لعب دور الوساطة بين طهران وواشنطن لتهدئة الأوضاع في المنطقة بعد استنجاد إيران بالدوحة لفك عزلتها وتخفيف الضغوط الدولية المسلطة على النظام الإيراني.

من جانبه، قال وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، إن “زيارة وزير الخارجية القطري استراتيجية ومهمة للبلدين، وناقشنا تهدئة الوضع في المنطقة وحرية الملاحة في الخليج”. وأضاف الوزير العراقي “شددنا على ضرورة احترام سيادة العراق من جميع الأطراف ورفض تحويل أراضينا لساحة صراع”.

ومن المنتظر أن يلتقي وزير خارجية قطر، رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.

فك عزلة

تعوّل طهران على دور قطري للتوسط لها أمام المجتمع الدولي وفتح قنوات اتصال، خصوصا وأن الأمور ما زالت غير واضحة في سلطنة عمان التي كانت الوسيط الأمثل لإيران في علاقتها مع الغرب، بعد رحيل السلطان قابوس بن سعيد، واختيار هيثم بن طارق آل سعيد سلطانا لعمان.

وذكّر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمير قطر الشيخ تميم بالموقف الإيراني المساند للدوحة في أزمتها مع دول المقاطعة، في مطالبة غير مباشرة بأنه حان الوقت كي ترد الدوحة الجميل لطهران.

وحسب تقرير صحيفة العرب، بات النفوذ الإيراني في العراق على المحك، خصوصا في ظل رفض الشارع العراقي تبعية القرار السياسي في بغداد لنظام ولاية الفقيه، وفشل جميع المساعي الإيرانية لفرض شخصية سياسية من صلب الأحزاب العراقية الموالية لها في منصب رئاسة الوزراء.

ولا شك في أن تصفية قاسم سليماني بغارة أميركية في العراق لا تخدم مصلحة طهران، باعتبار أن الأخير يعد مهندس العمليات في العراق، والحريص على ضمان نفوذ إيران.

وكشفت مصادر دبلوماسية غربية أن روحاني طالب الشيخ تميم بتوسط قطر مع الدول الغربية لإيقاف الحملة المتصاعدة ومساعدة إيران بدفع التعويضات عن إسقاط الطائرة الأوكرانية، كنوع من رد الجميل لطهران على موقفها المساند لها في أزمتها مع دول المقاطعة.

جدير بالذكر أن قطر سبق وأن شاركت في صفقات إطلاق رهائن ودفع أموال كبيرة في أزمات عمليات اختطاف تمت في العراق وسوريا من قبل ميليشيات متطرفة.

ولا تبدو الضغوط الدولية الوحيدة التي تهدد النظام الإيراني، فيما يبدو أنها أكبر أزمة تواجهها البلاد منذ ثورة 1979، لكن على المستوى الداخلي هناك غضب متصاعد بين المواطنين بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في الوقت الذي يجاهد فيه مسؤولون كبار دينيون وسياسيون وعسكريون لمواجهة التبعات الصعبة.

ووجدت إيران نفسها محاطة بضغوط دولية حادة، جراء فضيحة إسقاط الطائرة الأوكرانية، ما دفعها إلى إعادة تقييم حجم المخاطر المترتبة على حركة الميليشيات الموالية لها في العراق.

ربما يعجبك أيضا