خطبة بعد 7 أعوام.. خامنئي يحاول تجديد الثقة وجمع الشتات

يوسف بنده

رؤية

عقب سبع سنوات من الانقطاع، جاءت خطبة المرشد الأعلى الإيراني، اليوم الجمعة، كمحاولة لتجديد الثقة في حكومته الفاشلة، بعدما أسقط الحرس الثوري الطائرة الأوكرانية، وفضح الرد الخاوي على مقتل سليماني بما يثبت “جعجعة” النظام الإيراني واستناده لمليشيا محدودة القدرات لا تجيد سوى حرب العصابات، فضلًا عن المظاهرات التي امتلأت بها الشوارع إيرانية تنديدًا بفشل النظام في تحقيق مطالبه لحد مطالبته بتنحي المرشد نفسه، جاء ذلك وسط عقوبات دولية محتملة جديدة على النظام من قبل دول ضحايا الطائرة الأوكرانية.

ألقى المرشد الإيراني علي خامنئي خطبة الجمعة من العاصمة طهران، للمرة الأولى منذ عام 2012، حسبما كشفت مصادر محلية.
وتأتي خطبة خامنئي وسط اضطرابات محلية وعالمية تحيط بإيران، بعد اعتراف الحرس الثوري بإسقاط طائرة مدنية بطريق الخطأ، مما أدى لاحتجاجات غاضبة في الشوارع على مدى أيام، وضغط دولي غير مسبوق.

دليل فشل الدفاعت الإيرانية

اعتبر خامنئي في خطبة الجمعة في طهران أن كارثة الطائرة هي “حادث مرير (…) أحرق قلبنا”. وأضاف أن “البعض حاول (استغلال الحادث) بشكل يجعل (العالم) ينسى الشهادة العظيمة والتضحية” التي قدّمها سليماني.

وبعد أيام من نفي المسؤولية عن سقوط الطائرة أقر الحرس الثوري الإيراني في 11 يناير/ كانون الثاني بأن دفاعاته الجوية أسقطت طائرة شركة الخطوط الدولية الأوكرانية في الرحلة رقم 752 عن طريق الخطأ.

وسرعان ما تحول الحداد على 176 شخصا كانوا على متن الطائرة معظمهم إيرانيون وكنديون وقتلوا في الحادث إلى احتجاجات ضد حكام إيران. وهتف المحتجون “الموت لخامنئي” وكتبوا شعارات على الجدران في طهران وغيرها.

وأضاف خامنئي أن “الأعداء”، وهو مصطلح يشير به إلى الولايات المتحدة وحلفائها، استغلوا حادث سقوط الطائرة للتغطية على اغتيال سليماني الذي خرجت حشود ضخمة إلى الشوارع لتشييعه.

وبدأت الشرطة حملة لإخماد الاحتجاجات التي اندلعت بعد حادث الطائرة وانتشرت قوات مكافحة الشغب خارج الجامعات التي نظم بها الكثير من الطلاب احتجاجات.

وتعرض المحتجون للضرب ورصدت تسجيلات مصورة متداولة على الإنترنت طلقات نارية وغازا مسيلا للدموع ودماء في الشوارع. ونفت الشرطة الإيرانية إطلاق النار على المحتجين، وقال أفرادها: إن لديهم أوامر بضبط النفس.

التعويل على الخارج لتوحيد الداخل 

قال خامنئي -في خطبة الجمعة أمام آلاف المصلين- إن الدول الأوروبية “لا يمكن الوثوق بها” بعد أن فعّلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا آلية تسوية النزاعات في الاتفاق النووي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.

واتهم خامنئي “أعداء إيران”، وهو تعبير يشير إلى واشنطن وحلفائها، بمحاولة استخدام مسألة إسقاط إيران طائرة أوكرانية بالخطأ، للتغطية على مشاهد الحزن العامة التي أعقبت مقتل سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.

وتابع خامنئي في أول خطبة جمعة له في طهران منذ نحو 8 أعوام: “الصفعة التي وجهت لأمريكا من الحرس الثوري كانت ضربة لهيبة الاستكبار الأمريكي ولهيبة الولايات المتحدة بشكل مباشر”، في إشارة إلى القصف الإيراني لقاعدة عين الأسد الجوية بالعراق، التي تستضيف قوات واشنطن.

وأضاف: “أمريكا تلقت الصفعات في سوريا ولبنان. لكن هذه الصفعة كانت أكبر لأنها وجهت إلى أمريكا بشكل مباشر”، على حد زعمه. واتهم خامنئي واشنطن بالسعي إلى تقسيم العراق، مشددا على ضروة مغادرة القوات الأمريكية للمنطقة. ودعا المرشد الإيراني إلى “الوحدة الوطنية والإقبال بقوة على المشاركة في الانتخابات”، التي ستجرى في شهر فبراير القادم.

حاول المرشد الإيراني توحيد الصف الإيراني عقب الأزمات المتتالية التي تعصف به يومًا بعد الآخر والتي اشتددت كثيرًا في الآونة الأخيرة مع بداية التصعيد مع واشنطن، ما أودى لمقتل مهندس حروبها بالمنطقة، قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، ولاسيما عقب ردها المحدود على مقتله، مقارنة بالبروباجندا الإعلامية التابعة له، بما كشف من ضعف أسلحتها العسكرية، وخوفها من احتدام المواجهة مع الولايات المتحدة، كما انفضحت صورتها أمام مؤيدي مخططها بعدما اسقطت دفاعاتها الطائرة الأوكرانية؛ التي لولا الضغط الغربي عليها ما كان انكشف أمر سقوطها بصاروخ من الحرس الثوري أثناء هجومها على القواعد الأمريكية بالعراق.

ربما يعجبك أيضا