تضيئنا كثيرًا تلك الأحزان التي تجعلنا ننضج

شيرين صبحي

رؤية- شيرين صبحي

“ربما ليس الغرض من الرحلة أن تحقق أي شيء على الإطلاق، ولكن أن تتخلى عن كل ما لا يمثل حقيقتك بشيء، حتى تستطيع أن تكون “أنت”.

رحلة قد تأخر القيام بها طويلا ولكن قد حان أوانها الآن، أغلقت كل الأبواب خلفها دون أن تبالي بما تركته وراءها، لتبدأ رحلة خارج حدود عزلتها الى المجهول”..

في رحلة شيقة بين القاهرة وباريس وبيروت، تطوف بنا مريم هرموش في روايتها “أكبر من العشق”، وقد تبدو الرحلة ذاتها هي المبتغى، ولكن يصبح الجوهر من خلال أحداث الرواية هو الطريق نفسه وليس الوصول.

تبدأ “ريم” رحلة إلى المجهول بكل تحدياته خارج حدود عزلتها، هربا من ماضيها الذي فرضته عليها ظروفها بعد أن أدركت أنه لا شيء يضاهي خسارة النفس وإن خسرت كل شيء آخر..

تختار باريس حيث يوجد خالها “لطفي” وجهة لها. تضع الصدفة في طريقها الحب الذي أضاء قلبها من جديد وأعاد إليها ثقتها في الحياة وفي نفسها، لتكتشف أن ما كانت تبحث عنه طويلا لم يكن سوى مفهوم خاطئ عن الحب..

تاخذنا الرواية في رحلة ممتعة، لتعيد إلينا ثقتنا بقدسية الحب وحقيقة أنه لا يكتمل سوى بالألم.

تكثر الروايات الرومانسية بين أروقة وجنبات معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي تستمر فعالياته حتى 4 فبراير المقبل، وتبلغ عدد الأجنحة 808 بزيادة 86 جناحًا، وعدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والأجنبية 900 دار نشر وجهة بزيادة 153 دار نشر وجهة عن العام الماضي، بمشاركة 38 دولة بزيادة ثلاث دول عن دورة اليوبيل الذهبي العام الماضي.

أطياف الحب

في روايتها “مضيء كالقمر حزين كالبيانو”، تقول الكاتبة نورا خشبة: “تضيئنا كثيرا تلك الأحزان التي تجعلنا ننضج. الحياة تشبه أصابع البيانو، لا بد من امتزاج تلك الأصابع باختلاف ألوانها وتقسيماتها لتخرج منها أحداث الحياة وتعطي لها معنى، تتلون بلحن الحياة كهارموني حزين يمر بتجارب ربما ترى فيها نغمات نشاذ لكنها تصنع في النهاية أشخاص ناضجة، أشخاص مضيئة تجردت من عتماتها”.

جانب مختلف من الحب بين الرجل والمرأة، تأخذنا إليه رواية “امرأة يناير”، الصادرة عن دار فواصل للنشر، للكاتبة الروائية نهال الراوي، حيث تخبرنا كيف تعود الحياة بينهم بشكل أفضل، عندما تغفر المرأة خيانة الرجل لها، وهو الأمر الذي يصعب أن يحدث في الحياة الطبيعية، إلا بين شخصين ساد بينهم رابط حب حقيقي وقوي.

في حقبة التسعينيات، تدور رواية “أطياف كاميليا”، حول طفلة تشاهد عمّتها تذوب أمامها في المرآة ذات صباح، فتشعر بدهشة وذعر من العالم يستمر معها حتى الكِبَر.

تتمحور الرواية حول تساؤل الطفلة عن سر اختفاء عمّتها التي تحمل نفس اسمها، متسائلة عن الغموض الشديد الذي يحيط حديث والديها عنها؛ حتى تجد مذكراتها التي تبدأ من خلالها اكتشاف وجه جديد للحياة، وتفهم أن لكل شخص نسخته الخاصة من الحكاية، وأن الزمن هو القوة الوحيدة المتحكمة في كل شيء.

تتحرى الرواية العلاقات الإنسانية المتشابكة، دون أن تقع في فخاخ الإدانة أو صك البراءة لأبطالها.

فيض الأحلام

“عربة قطار واحدة وفيض من الأحلام لا ينتهي”، يحدثنا محمد فاروق الشاذلي، في روايته “عربة السيدات”، عن ثلاث سيدات تتعلق أحلامهن في الحياة ذلك اليوم بالانتهاء من مهام محددة، لكن عربة السيدات في قطار الأنفاق لها قرار مختلف.. يركب ثلاثتهن عربة السيدات ولا يعلمن كيف ستتغير الأمور إلى الأبد، تنتهي الرحلة ولا ينتهي أثرها.. ترى ما الذي حدث في تلك العربة؟ وهل تركب القطار يومًا ما وتخرج منه شخصًا مختلفًا؟

يقول: “أحيانًا تجبرنا الحياة على أن نلتقي بمن يغيِّر مسارها إلى الأفضل، علينا فقط أن نعيد النظر في تدابير القدر وتغيرات الزمان”.

عن الدار المصرية اللبنانية صدرت حديثا رواية “للقلب مرسى أخيرا” للروائية الدكتورة رشا سمير.

على غلاف الرواية نقرأ: “تقاطعت مصائرهم، وتداخلت أقدارهم ليلتقوا مرة أخيرة تحت سماء قمر بعيد.. غرباء، قرباء.. مُهاجرون وعائدون.. حملوا حقائبهم وارتحلوا يبحثون عن مرسى لقلوب سكنها الحنين تارة والعشق تارة والحزن آلاف المرات.. وتبقى معركة أخيرة، لا الفوز فيها للقوي ولا الهزيمة من نصيب الضعفاء.. بشرٌ يبحثون عن حيواتهم الضائعة وسط أنقاض الذكريات البعيدة.. أبطال هذه الرواية أدركوا في لحظة فارقة، أن أجمل القصص هي تلك التي لم تُرو بعد.. في هذه الرواية تُبحر بنا رشا سمير في أغوار النفس البشرية، لتنسج عالما من السحر، وترسم بقلمها الرشيق خيوط من الواقع بمغزل الخيال.. في رحلة تصطحب فيها قلوب قرائها إلى مرساها الأخير”.

معزوفات الجراح

إلى أي مدى يمكن أن نضحي في سبيل من نحب؟ وإلى أي مدى يمكن أن نسامح من نحب؟ تنطلق رواية “عازف جريح”، للكاتب كامل قضيب، إلى عالم فريد من الحب. مع أحداث الرواية ستفرح، تحزن، تتألم، وتبكي. كل هذا مع عازف ستسمع من عزف أصابعه أجمل وأرق معزوفة جراح.

نفس القدر من الحب والألم نقرأه في “رواية لم تكتمل”، للكاتبة فاطمة عبدالرحيم

على الغلاف نقرأ:

“أنت روايتي التي لم تكتمل، وحكايتي التي أقصها على نفسي كل مساء.. “

“ليست كل نهاية بداية جديدة، هناك نهايات مطلقة؛ حيث اللا تراجع، هناك قرارات حاسمة. ذاك أن ثمة خسارات لا خسارة بعدها، وسقوط لا يعادله سقوط”.

هذا ما قالته لي كاتيا عيسى الشماس، وهي تغادر أحلامي، فقد عشت معها عامين كاملين، في حالة من الهذيان التام وكأنها مخلوقة من لحم ودم.
كاتيا يا وجع عشرين عاما أين رحلت؟

وراء كل باب قصة تختلف عن الأخرى، ويعتقد الكل أن القصص هي التي تُحكى وتُقص بإبتسامة هزيلة على وجوههم، فنظن أننا وحدنا الذين نحارب يوميا. كلنا لدينا حياة داخلنا تختلف تماماً عما يراه الناس. فماذا تفعل إن اكتشفت أن كل ما تعرفه عن أقرب الناس ما هو إلا نبذات صغيرة من حياتهم؟ ماذا تفعل إن علمت أنك لا تعلم شيئا عن من ظننت أنك تعلمهم ظهراً عن قلب؟.

بعد الحرب العالمية الثالثة والتي غيرت شكل العالم؛ بُنيت مدينة روزلاندا الجديدة التي احتوت على قوانين صارمة لحماية من تبقى من سكان العالم فيها. في رواية “وراء جدران القلوب”، للكاتبة ياسمين جلال، نتعرف على جميلة، جهاد، سارة، مها وشهاب، وهم مجموعة من شبابها الجامعي الذين يمضون أيامهم كلها سويًا. روزلاندا كانت المكان الأمثل لتسكن فيه حتى حدث خطأ غير مقصود، وأصبحت جميلة أول شاهد عيان لما يحدث بعد الثانية عشر مساء، أصبحت شاهد عيان للقطع التي لم تكن تدري أن لها وجود في حياة أقرب ناس لها وكل قطعة جعلت الصورة تكتمل، فكيف ستصبح حياتها الآن بعد أن رأت بوضوح ما كان يختبئ وراء جدران القلوب؟

ربما يعجبك أيضا