أول كلمات “داعش” في 2020: الموت لأمريكا واليهود ومطالبة الفلسطينيين بالانضمام

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تحدث أبوحمزة القرشي، المتحدث باسم تنظيم “داعش” الإرهابي، للمرة الأولى في عام 2020، في تسجيل صوتي، الإثنين الماضي، تحت عنوان: (دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها)، بثته مؤسسة الفرقان أحد أذرع التنظيم المتطرف الإعلامية، وتناقلته منصات التنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي.

وقال أبوحمزة القرشي، في كلمته الصوتية: التنظيم مقبل على مرحلة جديدة، شعارها قتال اليهود وفتح بيت المقدس واسترداد ما سلبوه من المسلمين وتسليم الراية للمهدي المنتظر، داعيًا أنصاره لاستهداف المستوطنات الإسرائيلية وأسواقهم؛ لتكون أرضًا لتجربة أسلحة الدواعش و”صواريخهم الكيمياوية”.

واستعرض “القرشي” تاريخ التنظيم في العراق ثم سوريا بدءًا من أبي مصعب الزرقاوي، وصولًا إلى الزعيم الحالي “إبراهيم الهاشمي القرشي”، مؤكدًا أن “داعش” لا يزال باقيًا ويتمدد -على حد زعمه- على الرغم من فقدانه أكثر من 90% من الأراضي التي كانت تحت سيطرته.

كما وجه “القرشي” رسالة صوتية إلى الفلسطينيين ليكونوا رأس حربة لقتال اليهود، وإفشال مخططاتهم، وعلى رأسها صفقة القرن الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، داعيًا إياهم للانضمام لصفوف التنظيم.

وسخر المتحدث باسم تنظيم “داعش” الإرهابي من تصريحات دونالد ترامب وسابقيه -باراك أوباما وجورج بوش الابن- بسبب تصريحاتهما المتكررة بالقضاء على “داعش”، وهو ما لم يتحقق حسب زعمه، مشيرًا إلى الكلفة الاقتصادية التي تكبدتها الولايات المتحدة نتيجة الحرب على داعش.

وصية إرهابية

تضمنت الكلمة الثانية لأبوحمزة القرشي والأولى في العام 2020، وصية من المتحدث باسم “داعش” لأنصاره بـ”مضاعفة العمل وتكثيف الضربات، ورسم الأهداف، ووضع الخطط، وتفخيخ الطرقات، وإحكام العبوات، ونشر القناصات، وكتم الأنفاس بالكواتم، وتحويل الأفراح إلى مآتم”، موجهًا الشكر للمؤسسات الإعلامية المناصرة للتنظيم؛ لترويجها له ودفاعها عنه.

وتوعد المتحدث باسم التنظيم الإرهابي العشائر والأفراد التي تعاونت مع الأجهزة الأمنية في العراق، بالإبلاغ عن عناصر التنظيم بفاتورة الانتقام والقتل والاستهداف.

كما استخدم المتحدث باسم التنظيم الأسلوب ذاته الذي استخدمه سابقيه أبوالحسن المهاجر وأبومحمد العدناني من حيث وصف أمريكا بـ”حامية الصليب”، والفصائل الأخرى بـ”الصحوات”، والتحريض ضد رجال الجيش والشرطة والقضاء، وانتقاد الحملات الإعلامية ضد التنظيم.

الإفتاء المصرية

قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية في تحليل له لكلمة المتحدث باسم تنظيم “داعش” أبوحمزة القرشي التي نشرها التنظيم عبر منصاته على شبكات التواصل الاجتماعي بعنوان “دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها”، إن تنظيم داعش يسعى لاستغلال القضية الفلسطينية لتحقيق حاضنة اجتماعية وبشرية له تعوضه عن الخسائر البشرية والمادية التي تعرض لها التنظيم في السنوات الأخيرة.

وأشار المرصد -في بيان اليوم السبت- إلى أن تنظيم “داعش” يسعى عبر هذه الكلمة إلى توظيف القضية الفلسطينية في خطابه على غرار ما يفعل تنظيم “القاعدة”، وهو تحول جديد ظهر في خطاب التنظيم، فقديمًا لم يوظف القضية الفلسطينية بشكل واضح، الأمر الذي يعطي إشارات إلى طبيعة الخطاب الداعشي في المرحلة القادمة، كما أن توظيف التنظيم لهذه القضية يعد محاولة لحشد مؤيدين جدد، خاصة أنه في الكلمة كان قد تحدث أن وجوده في العراق وسوريا هو مقدمة للانطلاق نحو “بيت المقدس”.

وذكر المرصد أن كلمة “أبي حمزة القرشي” المتحدث باسم التنظيم شهدت تحولًا جديدًا في فكر التنظيم، وهو التحول من الدعوة إلى السفر والانتقال إلى أرض الخلافة المزعومة إلى الدعوة إلى التوجه نحو أقرب ولاية، ما يعني تخلي التنظيم في تلك المرحلة عن وجود ولاية مركزية للدولة المتوهمة، والتي كانت محلها سوريا، إلى ولايات متعددة تمثل الطابع الجديد في الفكر اللامركزي للتنظيم.

انشقاقات الدواعش

واعترف المتحدث باسم تنظيم داعش أبوحمزة القرشي بوجود انشقاقات عن التنظيم في أعقاب مقتل أبي بكر البغدادي، حيث توعد المتحدث باسم داعش كل من انشق عنه بالملاحقة والقتل، ويؤكد على ما سبق وأشار إليه المرصد في تقارير صدرت مؤخرًا أكد فيها على تلك الأزمة التي يعاني منها “داعش”؛ فبالرغم من التماسك الهيكلي للتنظيم والتغيرات التي قد يجريها على هذا الهيكل للتعامل مع طبيعة المرحلة الجديدة، إلا أن هذا لم يمنع من حدوث انشقاقات بين عناصره الأمر الذي يدفعه إلى البحث عن سيناريوهات جديدة للتعامل مع تلك الأزمة، بحسب ما أورد مرصد الفتاوى الكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، اليوم.

وفي ذات السياق، أكد أبوحمزة القرشي على أهمية الآلة الإعلامية في المرحلة الحالية الأمر الذي يشير إلى أهميتها في تحقيق أهداف التنظيم، وخاصة بعد مرحلة قتل “البغدادي”، فقد شهدت الآلة الإعلامية الأساسية للتنظيم كالوكالات الإعلامية وغيرها من المنصات التي تصدر عما يعرف بـ”ديوان الإعلام” تراجعًا من حيث مستوى الإصدارات وعددها إضافة إلى رداءة جودتها، وبدلًا من ذلك اتجه التنظيم نحو التطبيقات الإلكترونية، وهذا يفسر طبيعة أن التنظيم قد يصعد في المراحل القادمة من المنصات الإلكترونية ومنصات الدردشة كونها متاحة للجميع.

ويعتمد التنظيم في خطابه الإعلامي الجديد على سيناريوهين هما تكثيف خطابه القائم على إبراز العمليات الإرهابية التي يقوم بها، وهذا يتضح عبر ما تقدمه صحيفة النبأ التي تكثف من المادة الخبرية حول جرائم التنظيم الإرهابية، والدعوة من جهة أخرى إلى تبني أساليب إرهابية رخيصة التكلفة، إضافة إلى التركيز على مواجهة الحملات التي تقوم بها بعض الدول من أجل التصدي لهذا الخطاب إذ بات التنظيم يسعى إلى احتلال مساحة جديدة عبر منصات التواصل الاجتماعي بلغات عدة.

واختتم المرصد بيانه بالتأكيد على أن خطاب القرشي هو خطاب مأزوم، ويصدر الأزمة التي يعاني منها التنظيم، ويسعى لتصدير خطاب جديد عبر منصات متعددة لخلق حالة من الحاضنة الاجتماعية المفقودة بعدما تم لفظه من عموم المسلمين في العالم.

يذكر أن هذه الكلمة هي الثانية للمتحدث باسم التنظيم منذ توليه منصبه بعد مقتل أبوبكر البغدادي، ورفيقه العدناني، 27 أكتوبر 2019م، وكانت الكلمة الأولى له يوم 31 أكتوبر 2019م، بعنوان: “وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا”.

ربما يعجبك أيضا