الاكتشافات الأثرية في صعيد مصر تتوالى.. دفائن الفراعنة كنوز تنطق بالتاريخ

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

أعلنت مصر، الأسبوع الماضي، عن أول كشف أثري لعام 2020 بمنطقة “الغريقة بتونا الجبل” في محافظة المنيا بصعيد مصر، ونجحت البعثة الآثرية التي تعمل في المنيا، برئاسة مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في الكشف عن العديد من المقابر العائلية التي تخص كبار كهنة الإله جحوتي وكبار الموظفين بالإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا وعاصمته الأشمونين.

وأكد خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري، أن هذا هو الموسم الثالث لأعمال البعثة والتي كشفت خلاله عن ١٦ مقبرة بها حوالي ٢٠ تابوتا مختلفة الأشكال والأحجام، من بينهم 5 توابيت مصنوعة من الحجر الجيري على هيئة آدمية منقوشة بكتابات الهيروغليفية، وخمس توابيت خشبية في حالة جيدة من الحفظ بعضها محفور عليه أسماء أصحابها مثل تابوت “حر” وتابوت “جحوتي آير دي اس” وتابوت “حر وجا”، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف تمثال أوشابتي مصنوع من الفيانس الأزرق والأخضر أغلبها محفور عليها ألقاب المتوفيين.

وعثرت البعثة أيضًا -بحسب ما قال الوزير المصري- على أكثر من ٧٠٠ تميمة مختلفة الأشكال والأحجام والمواد من بينها جعارين القلب، وتمائم الآلهة، وأعمدة الجد رمز المعبود أوزير، والتمائم المصنوعة من الذهب الخالص منها تميمة على شكل علامة “البا المجنحة”، وتميمة عين الأوجات، وتميمة على شكل الكوبرا المجنحة، فضلًا عن العديد من الأواني الفخارية مختلفة الأشكال والأحجام، كانت تستخدم أغلبها للاستخدام الجنائزي، وبعضها كان دينويا، وأدوات قطع المحاجر وتحريك التوابيت مثل الشواكيش الخشبية والسلال المصنوعة من سعف النخيل والدرفيل الخشبية لتحريك الأحجار والتوابيت.

واكتشاف ثمانية مجموعات من الأواني الكانوبية من الحجر الجيري الملون عليها نقوش لصاحبها مري آمون، والذي أخذ لقب مغني الإله تحوت. إضافة إلى مجموعات أخرى مكونة من أربعة أواني كانوبية من الألباستر لسيدة تدعى ومن سو، وأخرى لشخص يدعى حر، وايبي، وأخيرًا مجموعة من العجائن الحجرية بدون نقوش تمثل أبناء حورس الأربعة.

تفاصيل الكشف الأثري 

وأوضح وزير السياحة والآثار المصري أن التوابيت الحجرية المكتشف يخص أحدها شخص يدعى “آرت حرو” والذي لقب بالعديد من الألقاب من أهمها كاهن أوزير ونوت، والمشرف على الضياع، وكاهن حتحور، وهو ابن لبسماتيك الذي أخد لقب أمين الخزانة الملكية.

أما التابوت الثاني فهو تابوت حورس صور عليه منظر للإلهة نوت وهي ناشرة جناحيها أعلى الصدر وأسفلها نقوش توضح ألقاب المتوفى، وخاصة لقب أمين الخزانة الملكية، وتابوت ايبي عليه ثلاثة أسطر رأسية من الكتابات الهيروغليفية توضح اسم المتوفى.

إضافة إلى تابوت جد جحوتي ايوف عنخ من الحجر الجيري المصقول جيدًا والذي يعد من أهم التوابيت المكتشفة هذا الموسم نظرًا للألقاب المدونة على غطاء التابوت وهي (أمين الخزانة الملكية وحامل أختام مصر السفلى والسمير الوحيد للملك) وهي من الألقاب التي تلقب حكام الأقاليم في مصر الوسطى وتابوت واس عليه كتابات هيروغليفية توضح القاب المتوفى وأهمها لقب المساعد.

ويذكر أن البعثة كانت خلال مراسمها السابقة قد اكتشفت في المواسم السابقة ١٩ مقبرة تضم ٧٠ تابوتا حجريًا مختلفة الأحجام والأشكال، فضلًا عن اكتشاف 16 مقبرة أثرية في محافظة المينا جنوب مصر، وتوقعات العلماء بالعثور على اكتشافات أخرى جديدة.

كما اكتشف علماء الآثار في مصر معبدًا قديمًا عمره ألفين و200 عام، ويعتقد أنه ينتمي إلى الملك بطليموس الرابع من عصر المملكة البطلمية، وعثر على هيكل المقبرة القديمة بالصدفة أثناء قيام عمال الحفر بإمداد خطوط الصرف الصحي إلى قرية كوم أشقاو بمدينة طما في شمال محافظة سوهاج، وذلك بحسب ما نشرته وزارة الآثار المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل “فيس بوك”.

12 مومياء

وفي سياق متصل، عثر أجهزة الأمن المصرية على مخزن آثار يضم 12 مومياء، الأربعاء الماضي، بجوار مقبرة “بتاح حتب الأول”، داخل المنطقة الأثرية بسقارة في محافظة الجيزة.

وحسب معلومات الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار تبين وجود مخزن آثار لبعثة قديمة بجوار مقبرة فرعونية داخل المنطقة الأثرية بسقارة، ولم يتم إدراجه باكتشافات مخازن الآثار بسقارة، كما أنه غير معروف لمفتشي آثار المنطقة، بحسب البيان الصادر عبر الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية على موقع “فيسبوك”.

وتبين تواجد المخزن المشار إليه بأحد الغرف الملحقة بمقبرة “بتاح حتب الأول” بسقارة، بحسب ما ذكر في البيان.

وأشار البيان أيضًا إلى أن المخزن هو عبارة عن قطع حجرية مُحكمة الإغلاق بالطين الطفلي، وخلفها أحد الأبواب الخشبية بقفل مُجمع عليه بالرصاص بخاتمين لإثنين من مفتشي آثار المنطقة بالستينيات من القرن الماضي، كما أكد البيان العثور على غرفتين بداخلهما 12 تابوتًا خشبيًا تضم 12 مومياء، إضافة إلى غطاء تابوت خشبي، و3 قطع حجرية نقش على أحدها رسومات وكتابات هيروغليفية.

آثار “المنيا”

وأكد خالد العناني وزير السياحة والآثار المصري، في تصريحات صحفية، نهاية الأسبوع الماضي،  أن محافظة المنيا لا تزال تحمل في جعبتها الكثير من الأسرار التي ستبوح عنها، فمنذ عام 2018 تم الإعلان عن 4 اكتشافات أثرية جديدة، منها خبيئة للمومياوات ومجموعة من المقابر بها توابيت وأثاث جنائزي بمنطقة تونا الجبل.

وأشار وزير السياحة والآثار المصري إلى أهمية ما تنظمه الوزارة من فعاليات وأحداث سياحية وأثرية مختلفة بمحافظة المنيا لوضعها على خريطة السياحة العالمية.

كنوز غير مكتشفة

أبرزت صحيفة “لابريس” الإيطالية اكتشاف مصر لـ16 مقبرة قديمة و10 آلاف تمثال أوشابتي و8 مجموعات من الأواني الكانوبية، و20 تابوتًا حجريًا، و5 توابيت خشبية وبعض المومياوات بحالة جيدة والمئات من الأواني الفخارية، وذلك خلال الموسم الحالي لعمليات البحث الذي بدأ في أغسطس الماضي.

وقالت الصحيفة الإيطالية: إن مصر لا تزال مليئة بالقطع الآثرية الفاخرة والعديد من المقابر التي تعود إلى العصر الفرعوني ولم يتم اكتشافها حتى الآن.

وأشارت إلى أنه بفضل هذه الاكتشافات تجتذب مصر دائمًا علماء الآثار والباحثين بفضل ثقافتها الواسعة؛ أولئك الذين يدرسون الشعب المصري القديم، وهم يعرفون أنه سيكون هناك دائمًا شيئًا جديدًا لاكتشافه.

وفي سياق متصل، قالت صحيفة “تيكنو” الإيطالية إن مصر تستمر في إبهار العالم بالاكتشافات الأثرية الجديدة، ولهذا السبب يواصل علماء الآثار والباحثون دراسة كل التفاصيل، وكشف النقاب عن أحدث الاكتشافات الأثرية.

ربما يعجبك أيضا