حراس الدين.. أداة أردوغان لإبقاء ليبيا مرتعا للإرهاب

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

هناك خطوات ملموسة يتم اتخاذها على محمل الجد في الأزمة الليبية للانتقال من مرحلة التناحر بين فرقائها للجلوس على طاولة التفاوض والبدء بمرحلة التأسيس لدولة جديدة تخضع للقانون والدستور، بيد أن أطراف دولية لا يغمض لها جفن حتى تحول ليبيا نسخة جديدة من الحرب السورية، وكأن مصلحتها وسياستها لا تنشط إلا عندما يتحول جيرانها لمستنقع من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة.

سعت ألمانيا بخطى حثيثة لإقامة توافق إقليمي ودولي حول وقف الحرب الدائرة في ليبيا، دعت بصدده كافة الدول المؤثرة داخل ليبيا، من أجل مسار دبلوماسي بعيدًا عن الحرب، بينما لم تتجاوز تلك الجهود المضنية الحبر الذي كتبت به؛ إذ إن دولًا رفضت أن تتقدم طرابلس قدمًا نحو بناء الدولة المؤسساتية، وشرعت في إرسال مليشيا مسلحة من دول الجوار المتناحرة وتنظيمات إرهابية تقع على رأس الجماعات الإرهابية المطلوبة دوليًّا، ناهيك عن الأسلحة والعتاد.

بدأت تركيا في إرسال تنظيم يدعى “حراس الدين” استخدمته في حربها بالشمال السوري ضد القوت الكردية والجيش السوري، وبعدما بدأت روسيا في تضييق الخناق عليها في محافظة إدلب؛ التي تسمى “المعركة المؤجلة”، عقب تجميع كافة الفصائل المسلحة والتنظيمات الإرهابية من البلاد داخل إدلب ليتم التفاوض عليها مع الأطراف الإقليمية أو إخضاعها تحت سيطرة النظام بحسب المعطيات الميدانية والخطة الروسية آنذاك.

تنظيم حراس الدين

يعد تنظيم حراس الدين من التنظيمات الوليدة، التي بدأت تستقطب المحاربين القدامى من تنظيم القاعدة في العراق وأفغانستان إضافة إلى داعش، وبالرغم من عدد عناصره المتواضع فإنه بات يشكل خطرًا على استقرار الأوضاع الأمنية في محافظة إدلب.

وجه جديد لتنظيم القاعدة في سوريا، أفرزته حالة التشظي التي يعيشها التنظيم في السنوات الأخيرة على وقع حملات دولية بعثرت أوراقه وزلزلت كيانه. عام 2016 أعلنت جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا تغيير اسمها إلى جبهة فتح الشام، ثم إلى هيئة تحرير الشام، معلنةً خروجها من عباءة التنظيم.

خطوة أثارت حفيظة المتشددين في الجبهة، ومعظمهم من المقاتلين الأجانب. وخلال أشهر قليلة، أنشأ هؤلاء تنظيمًا خاصًّا بهم أسموه تنظيم حراس الدين. حافظ التنظيم الوليد على ولائه لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، وجذب إليه عددًا من مقاتلي داعش إضافة للمحاربين القدامى الذين قاتلوا في كل من أفغانستان والعراق تحت راية تنظيم القاعدة.

تجنيد حراس الدين في ليبيا

تشير تقارير مطلعة بتغلغل إرهابي تنظيم حراس الدين للقتال بجانب حكومة الغرب الليبي المدعومة من قبل أردوغان، وذلك عقب تقدم الجيش الليبي إلى مدينة سرت الواقعة شرق العاصمة.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن لديه معلومات مؤكدة، بأن قوات تركيا في سوريا تمهد لتجنيد السجناء الذين ينتمي بعضهم إلى تنظيم داعش الإرهابي، حتى ترسلهم للقتال في ليبيا، لافتًا إلى أنها بدأت في العمل على تسوية أوضاعهم! وأضاف عبدالرحمن، أن طرق نقل هؤلاء السجناء غير معروفة، ولكن الحدود مفتوحة بين سوريا وتركيا.

في نفس السياق، كشفت مصادر عدة، أن النظام التركي يقوم حاليًا بإخلاء سبيل المئات من منتسبي “داعش” على مدار الساعة، لإرسالهم إلى ليبيا، ويأتي ذلك في الوقت الذي تنقل فيه تركيا المئات من مقاتلي تنظيم داعش من سوريا إلى ليبيا.

من جانبه، أكد المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري أن أردوغان يدير شبكة إرهاب دولية لزعزعة استقرار العالم، وأن عدد المرتزقة السوريين في ليبيا وصل إلى 6 آلاف  عنصر، بينهم عناصر تتبع تنظيم القاعدة.

ودخلت تركيا بشكل مباشر على خط المواجهات بين الجيش الليبي ومليشيات حكومة الوفاق، وقدمت دعمًا عسكريًّا يتمثل في مدرعات حديثة الصنع من نوع “كيربي” وطائرات مسيرة من نوع “بيرقدار”، بالإضافة إلى المرتزقة الذين وصل عددهم إلى نحو 6000 عنصر.

وبشأن المقابل المادي الذي يحصل عليه المرتزقة مقابل القتال في ليبيا، قال أحد قادة الجيش السوري الحر: إن كل مقاتل يحصل على ألفي دولار شهريًّا، كما أن تركيا تمنحهم هواتف محمولة مع بطاقات SIM محملة بـ300 ليرة تركية لتتمكن تركيا من مراقبة اتصالاتهم.

ربما يعجبك أيضا