الغموض يحيط بـ”الاتفاق النهائي” بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – تسيطر حالة من الغموض على إعلان وزارة الخزانة الأمريكية، بقرب التوصل إلى اتفاق نهائي قبيل نهاية شهر فبراير الجاري، وقيامها بمشاركة البنك الدولي ببلورة الاتفاق في صورته النهائية، وعرضه على الدول الثلاث في غضون الأيام القليلة المقبلة، فرغم إعلان وزارة الخارجية المصرية، تفاصيل الاجتماع وترحيبها بالتوصل إلى اتفاق، إلا أن وزير المياه الإثيوبي، سيلشي بيكلي قال إنه “تم إحراز تقدم، لكن الاتفاقية لا تزال بحاجة إلى مزيد من العمل حتى يتم الانتهاء منها بحلول نهاية هذا الشهر”.

“الاتفاق النهائي”

وزارة الخزانة الأمريكية، أعلنت في بيان رسمي، توافق وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا على استمرار المفاوضات حول سد النهضة حتى الوصول إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية فبراير الجاري، بعدما التقى الوزراء الثلاثة مع كل من وزير الخزانة الأمريكي، ورئيس البنك الدولي.

وكشف وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوشين أن الولايات المتحدة، بدعم فنى من البنك الدولى، وافقت على تسهيل إعداد الاتفاقية النهائية لمفاوضات سد النهضة لينظر فيها الوزراء ورؤساء الدول الثلاث “مصر وإثيوبيا والسودان” لإبرامها بحلول نهاية الشهر الجارى.

ونشرت وزارة الخزانة الأمريكية البيان المشترك الصادر فى ختام جولات المفاوضات حول “سد النهضة”، والذي أشار إلى أن وزراء مصر وإثيوبيا والسودان ووفودهم اجتمعوا مع وزير الخزانة الأمريكي ورئيس البنك الدولي، المشاركين بصفة مراقب، لمواصلة المفاوضات بشأن تشغيل سد النهضة الإثيوبي الكبير في واشنطن، في الفترة من 12 إلى 13 فبراير الجاري.

وأوضح البيان أن الوزراء استعرضوا التقدم الذي أحرزته فرقهم الفنية والقانونية وواصلوا مناقشاتهم حول القضايا المتبقية اللازمة للتوصل إلى اتفاق نهائي، مؤكدين أهمية التعاون عبر الحدود في تنمية النيل الأزرق لتحسين حياة شعوب مصر وإثيوبيا والسودان، والتزامهم المشترك بإبرام اتفاق.

“مصر ترحب”

وأعلنت وزارة الخارجية، في بيان، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، ختام جولات المفاوضات، موضحة أنه تم استكمال التفاوض على عناصر ومكونات اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة، والتي تتضمن ملء السد على مراحل وإجراءات محددة للتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة التي قد تتزامن مع عملية ملء السد، وقواعد التشغيل طويل الأمد والتي تشمل التشغيل في الظروف الهيدرولوجية الطبيعية وأيضاً إجراءات التعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة.

وأضاف البيان، أنه تم التطرق في المفاوضات إلى آلية التنسيق بين الدول الثلاث التي ستتولى متابعة تنفيذ اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة، وبنود تحدد البيانات الفنية والمعلومات التي سيتم تداولها للتحقق من تنفيذ الاتفاق، وأحكام تتعلق بأمان السد والتعامل مع حالات الطوارئ، فضلاً عن آلية ملزمة لفض أي نزاعات قد تنشأ حول تفسير أو تطبيق هذا الاتفاق.

وأعربت مصر عن بالغ تقديرها للدور الذي قامت به الإدارة الأمريكية، وخاصة وزير الخزانة الأمريكي والفريق المعاون له، والاهتمام الكبير الذي أولاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي أفضى إلى التوصل إلى اتفاق شامل يحقق مصالح الدول الثلاث ويؤسس لعلاقات تعاون وتكامل بينها وبما يعود بالنفع على المنطقة برمتها، مثمنة دور البنك الدولي لدعم هذه المفاوضات”.

“غموض إثيوبي”

ووزير المياه الإثيوبي، سيلشي بيكلي، قال -في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع تويتر- إن اجتماع واشنطن حول سد النهضة استعرض التقدم المحرز في القضايا الفنية والمواد القانونية، مضيفا أنه “تم إحراز تقدم ، لكن الاتفاقية لا تزال بحاجة إلى مزيد من العمل حتى يتم الانتهاء منها بحلول نهاية هذا الشهر”.

ونوَّه إلى أن وزارتي المياه والخارجية الإثيوبيتين ستجريان “مشاورات وطنية مع المؤسسات ذات الصلة والمهنيين والمواطنين المعنيين في الأسبوع القادم لبناء توافق في الآراء بشأن النتائج والمضي قدما”.

من جهتها، نشرت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية تصريحا للسفير الإثيوبي في واشنطن جاء فيه أن جولة المفاوضات انتهت دون التوصل إلى اتفاق، ودون أن تشير إلى البيان المشترك الذي نشرته وزارة الخزانة الأمريكية.

وكانت وسائل إعلام محلية إثيوبية نقلت -أمس الخميس عمن وصفته بـ”عضو من الوفد الإثيوبي المفاوِض في واشنطن”- قوله: إن الجولة الأخيرة من محادثات واشنطن “توشك أن تفضي إلى طريق مسدود”.
 

ربما يعجبك أيضا