“الجالية المصرية” بهولندا تشرح ماذا فعلت السوشيال ميديا في أخلاقنا؟ ‎

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

باتت السوشيال ميديا -من وجهة نظر كثير من المحللين في مختلف المجالات- الخطر الحقيقي على الصحة النفسية والسبب المباشر في التغيير المرعب والسلبي في سلوك متابعيها، سلوك يمكن وصفه بأنه خطر يهدد الشباب والكبار، وأيضًا المتحكم الأول في مصير الدول، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي المتهم الأول دائمًا والحقيقي في إشعال الفتن والتشكيك بين أبناء الوطن الواحد، وإفقاد المواطن روح الانتماء والاستقرار عندما تشكك في مصداقية كل شيء وأي شيء وذلك بنشر الشائعات، التي تشعر المتابع لها أنه مهدد وغير مرغوب فيه، سواء في بلده أو بلد إقامته.

بخلاف حالة الحرب المستمرة بين أبناء الوطن الواحد، وإظهار بطولات وهمية من خلال عدد المتابعين لكل شخص وعدد اللايكات التي يحصل عليها، حتى لو كان ذلك على خبر غير مهم أو غير صحيح، واللغة المستخدمة لجذب اللايكات التشكيك في كل شيء بخلاف استخدام البعض لأسلوب يسعى من خلاله إلى بث الرعب بالأخبار المشينة والمسيئة، وغيرها الكثير من المشاكل والمخاطر بل والانتهاكات التي تمارس من قبل هذه الوسائل على الحريات والحقوق، وللأسف تم استغلالها بشكل سيئ حتى أصبحت وسيلة للانشقاق واشعال الفتن، بخلاف استغلال الجماعات المتطرفة لهذه الوسائل من أجل تجنيد الشباب والكبار.

وفي المقابل لا ينكر أحد أن هناك من يستخدم هذه الوسائل بشكل إيجابي، ويفهم جيدًا أنها وسائل التواصل وتقريب الناس من مختلف البلدان ببعضهم البعض، كما أنها وسيلة سهلة ومجانية لنشر ومتابعة الأخبار والمناسبات المختلفة، وهناك محاولات من إدارة الفيس بوك للتحكم في الحسابات الوهمية التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، وما زالت تحاول تطهير مواقعها من كافة وسائل سرقة الحسابات سواء للجهات الحكومية والحسابات الشخصية وأيضا للصفحات الهادفة.

ولأنها مشكلة كبيرة وتستحق الكثير من الاهتمام قرر مجلس الجالية المصرية بهولندا، بالاشتراك مع جمعية الرجال المغاربة، تنظيم ندوة مفتوحة للحوار والنقاش اليوم الأحد بمقر المجلس الدائم ببيت الحي فان دير بيك، وبحضور مميز من أبناء الجالية العربية من الحي وخارجه، على أن يكون النقاش بشكل أكثر تخصص وبتحاور مفتوح وجريء، الندوة حول السوشيال ميديا وتأثيرها على الصحة النفسية وسلوكيات الشباب وكبار السن، وذلك بفتح حوار في قضية من أهم القضايا الاجتماعية

وعن هدف الندوة حسب المجلس، أنه مما لا شك فيه أن السوشيال ميديا صنعت حروبًا وهمية لضعاف النفوس، وأحدثت حالة من التفكك الاجتماعي والأسري أدت إلى التشكيك في سلوكياتنا، وامتدت هذه الظاهرة للتطاول على الوطن بشكل ممنهج، كما صنعت حالة من المراهقة المتأخرة لدى كبار السن، وساهمت في انقطاع التواصل الإنساني الملموس لدى الأسر والأصدقاء، حتى أصبح التواصل هشًّا ومجرد رسائل على المواقع في كافة المناسبات، حتى الوفيات أصبحت مجرد لايكات، فضلًا عن التأثير السلبي على الشباب من قبل المنظمات المتطرفة.

ربما يعجبك أيضا