“المُهرة اليمنية”.. مصالح قطرية تصطدم بحسم قوات الشرعية والتحالف العربي

حسام السبكي

حسام السبكي

ساعات عصيبة عاشتها محافظة المُهرة، الواقعة في شرق اليمن، جراء مواجهات عنيفة اندلعت، بين مسلحين متمردين، وقوات من الشرعية اليمنية مدعومة من عناصر التحالف العربي، في ظل أقاويل ترددت بشدة، عن دعم قطري دافعه المصالح، حول دعم مالي وعسكري للميليشيات المسلحة في المحافظة، لإظهار فشل الدولة والتحالف في بسط الأمن في المناطق المحررة من قبل الميليشيا الحوثية الانقلابية.

في غضون ذلك، أكدت بيانات مشتركة من التحالف والحكومة اليمنية، إصرارها على استعادة الأمن، وملاحقة العناصر المتمردة، ومكافحة التهريب والجريمة المنظمة.

التوتر في المُهرة

أكد المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، أن محاولات جماعات الجريمة المنظمة والتهريب بمحافظة المهرة تشكل خطر أمني حقيقي يقوض جهود الحكومة اليمنية الشرعية في فرض الأمن والاستقرار بالمحافظة.

وأوضح العقيد المالكي أن بعض الشخصيات المعروفة بالمحافظة والمتزعمة لجماعات الجريمة المنظمة والتهريب، حاولت، أمس الإثنين، تعطيل جهود الأجهزة الأمنية الحكومية بوقف وضبط عمليات التهريب بالمحافظة، وسعت لتسهيل هذه العمليات باستخدام العنف والقوة المميتة باستهداف الوحدات الأمنية وقوات التحالف للمحافظة على مصالحها التخريبية، مما أدى ذلك لوقوع بعض الإصابات بمنسوبي الأجهزة الأمنية من الحكومة الشرعية والإضرار بالأمن العام ومصالح المواطنين، ما أجبر الأجهزة الأمنية وقوات التحالف على اتخاذ وتنفيذ الإجراءات المناسبة وبحسب ما يقتضيه الموقف للدفاع عن النفس والمحافظة على الأمن.. وقد أسفرت العملية عن ضبط العديد من الأسلحة بحوزة المنفذين.

وبين العقيد المالكي بأن قيادة القوات المشتركة للتحالف تدعم جهود الحكومة اليمنية الشرعية للتصدي لمثل هذه الأعمال والخارجة عن القانون، ولن يكون هناك أي تسامح لمحاولات تقويض الأمن والاستقرار وجهود الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف في الحد من عمليات التهريب ونشاطات جماعات الجريمة المنظمة.

تجدر الإشارة، إلى أن قوات التحالف قد تسلمت بعد ظهر اليوم الثلاثاء، مهمة حماية جمرك الشحن في محافظة المهرة، الذي يعد أحد أهم المنافذ البرية بين اليمن وسلطنة عمان.

وقالت مصادر محلية في المنفذ أن قوات التحالف انتشرت بعد ظهر اليوم في المنفذ، عقب اشتباك محدود في البوابة الشرقية للمنفذ مع القوات التي كانت تتولى حماية المنفذ بقيادة عبدالله منصور المقرب من العميد ناصر عبدربه نجل الرئيس هادي.

وبحسب المصادر يأتي انتشار القوات عقب تزايد عمليات التهريب في المنفذ.

مصالح قطرية

في أواخر يناير الماضي، ضبطت قوات الأمن اليمنية في محافظة المهرة شرقي البلاد، شحنة سلاح، لصالح وكيل محافظة المهرة السابق علي سالم الحريزي، الذي يعد رجل قطر في المهرة، ومهندس التخريب في المحافظة اليمنية المحررة.

وأوقفت القوات الأمنية بمحافظة المهرة  ٣ مركبات من نوع بيك اب تابعة لأشخاص من أبناء المحافظة محملة بالأسلحة (بنادق كلاشنكوف – اربي جي) لتسليمها إلي علي سالم الحريزي الوكيل السابق للمحافظة.

واتضح بعد التحقيق أن هذه الأسلحة قادمة من قطر ويتم تجميعها في مدينة صلالة بسلطنة عمان، بعيدًا عن أعين السلطات هناك، حيث ينسق الحريزي مع شخص قطري من أصل يمني (لم يستدل على بياناته) حول موضوع الأسلحة.

وفي وقت سابق، أشارت مصادر يمنية إلى وجود ضباط مخابرات قطريين يتواصلون مع قيادات في محافظة المهرة بشكل مباشر، ومنهم علي سالم الحريزي الذي تم اللقاء به مرارا ومعه عدد من القيادات المدعومة قطريا للتخطيط لنشر الفوضى بالمحافظة.

وتأتي رغبة القطريين في إثارة الفوضى في المهرة لعدة أسباب، أبرزها أن المحافظة تعتبر ثاني أكبر محافظة يمنية، ولديها ساحل يمتد لأكثر من 550 كلم، حيث يتم تهريب الأسلحة من خلاله، إضافة إلى أن قطر كانت تجهز بالشراكة مع إيران عناصر مقاتلة إرهابية تخضع لهم في المحافظة.

أفادت مصادر محلية يمنية، باندلاع مواجهات “عنيفة”، مساء الإثنين، بين قوات الحكومة اليمنية مدعومة بالتحالف، ومسلحين قبليين في محافظة المهرة شرقي اليمن.

بيان من التحالف

وقال بيان للمركز الإعلامي للسلطة المحلية بمحافظة المهرة، إن “رتلاً من قوات التحالف العربي مسنودة بقوات المهام الخاصة التابعة للحكومة اليمنية تعرض لكمين مسلح نصبه مجموعة من المتمردين المسلحين على الطريق المؤدي إلى منفذ شحن حدودي مع سلطنة عمان”.

وأضاف البيان أن “مواجهات عنيفة اندلعت عقب الكمين”، لافتا إلى قوات التحالف وقوات المهام الخاصة أفشلت الكمين وقامت بملاحقة المسلحين الذين لاذوا بالفرار.

وأوضح البيان، أن قوات التحالف كانت في مهمة دورية معتادة للقيام بعملية التفتيش الروتيني اليومي، إلى جانب استقصاء طبيعة الوضع الأمني في منفذ للشحن، لافتا إلى أن الكمين والمواجهات لم يسفرا عن أي خسائر بشرية.

توجيهات رئاسية وأمنية

عقب الأحداث الدامية في المحافظة الشرقية، وجه رئيس الجمهورية اليمني، القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، المشير ركن عبدربه منصور هادي، كافة الأجهزة والوحدات الأمنية والعسكرية بمحافظة المهرة، بسرعة التعامل بحزم واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير المناسبة ضد من يقلقون الأمن والسكينة العامة بالمحافظة.

وبحسب مصدر مسؤول بمحافظة المهرة، فإن توجيهات الرئيس هادي جاءت على خلفية الكمين الذي نصبه مسلحون في محافظة المهرة أمس.

وأكد المصدر أن هادي وجه نائبه الفريق علي محسن الأحمر بالتعامل مع الموضوع، وتوجيه السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية بالمحافظة وعلى رأسها محافظ المحافظة الشيخ راجح باكريت، وقائد المحور، وكافة الأجهزة والوحدات العسكرية والأمنية بالمحافظة للتعامل بحزم مع كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار ونشر الفوضى بالمحافظة.

وبيّن المصدر أن نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن الأحمر، بدوره، قام بالتواصل مع محافظ محافظة المهرة الشيخ راجح سعيد باكريت، وقائد المحور، وأبلغهم بتوجيهات رئيس الجمهورية، مشددًا على ضرورة وضع حد لعصابات التمرد تلك وغيرها من قطاع الطرق والضرب بيد من حديد.

وحسب المصدر فإن محافظ المحافظة وقائد المحور بدورهما وجها كافة الأجهزة والوحدات العسكرية والأمنية بالمحافظة للتقيد بتوجيهات الرئيس هادي والتعامل بكل حزم مع كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار المهرة وإقلاق سكينتها العامة.

من جانبها، وبناءً على تعليمات الرئيس هادي، وجهت وزارة الدفاع اليمنية برقية عاجلة لقيادة محافظة المهرة بالتعاون مع قوات الأمن وقوات التحالف العربي لبسط الأمن وصد كل محاولات العناصر التخريبية لزعزعة الأمن في المحافظة.

ربما يعجبك أيضا