رؤية النظام في إيران: هيمنة المتشددين على البرلمان صفعة لترامب

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

ووصف آية الله خامنئي التصويت في الانتخابات البرلمانية بأنه “واجب ديني”؛ لأن عليه أن يظهر صمودا في وجه جهود الولايات المتحدة لعزل البلاد والضغط عليها كي تتغير.

وازداد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ عام 2018 حين انسحب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي التاريخي بين إيران وعدة قوى كبرى عام 2015.

وانعكست الانقسامات حول الانتخابات بشكل متزايد على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبر الإيرانيون المؤيدون والمناهضون للنظام عن مواقفهم. وعمّقت حملات ملاحقة المحتجين ضد الحكومة مؤخراً المعارضة للطبقات الحاكمة.

وبعد مؤشرات على هيمنة المحافظين المتشددين على مقاعد البرلمان، كتبت صحيفة كيهان اليوم الأحد على صفحتها الرئيسية، أن فوز المرشحين المناوئين للولايات المتحدة الأمريكية هو بمثابة صفعة لترامب.

وتفيد التقارير أن العملية الانتخابية للبرلمان في إيران قد تمت هندستها من قبل مجلس صيانة الدستور، الذي حرم الكثير من الإصلاحيين فرصة المشاركة؛ لتكون الفرصة أكبر لصالح المحافظين المتشددين. فمع ضعف المشاركة الانتخابية من جانب الشباب، ومع يأس التيارات المستقلة والأجيال الجديدة من المحافظين والاصلاحيين، ومع احجام نسبة كبيرة من الناخبين عن المشاركة بسبب خيبة أملهم إزاء الوعود التي لم تفِ بها الحكومة، وسط معاناتهم من أجل تدبر أمورهم في بلد يعاني اقتصاده من عقوبات أميركية قاسية. مع كل هذه المقدمات  كانت النتيجة لصالح المحافظين.

وقد اعتبر النظام الإيراني من خلال ما عبرت به صحف اليوم الأحد، أن النتيجة كانت لصالح أنصار الثورة في وجه الداعمين للحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يمثل صفعة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لطالما طمح للتفاوض مع طهران. ولذلك يمارس سياسة أقسى ضغط من العقوبات لاجبار طهران على التفاوض والانصياع للمطالب الدولية والإقليمية.

تعزيز معسكر المتشددين

ويُظهر اكتساح المحافظين المتشددين للانتخابات البرلمانية في إيران أفول نجم السياسيين البراجماتيين الذين أضعفهم قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران وقوى عالمية في 2015 وإعادة فرض عقوبات في خطوة عرقلت إعادة التقارب مع الغرب.

وقد يُضعف انتصار أنصار خامنئي في الانتخابات، التي ينظر إليها باعتبارها استفتاء على شعبية رجال الدين الحاكمين، الرئيس المعتدل حسن روحاني الذي فاز في الانتخابات السابقة متعهدا بالانفتاح على الخارج.

ويحتاج حكام إيران، الذين يواجهون ضغطا أميركيا شديدا بسبب البرنامج النووي، إلى نسبة مشاركة عالية لتعزيز شرعيتهم التي تضررت بعد احتجاجات شعبية شهدتها البلاد في نوفمبر الماضي.

وواجهت الاحتجاجات التي دعت إلى تغيير النظام حملة عنيفة تحت إشراف الحرس الثوري أسفرت عن مقتل المئات والقبض على الآلاف وفقا لما ذكرته منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان.

في المقابل، يأمل المحافظون والمتشددون في عودة سياسية، وهم الذين يرفضون، ضمن أشياء أخرى، الاتفاق النووي مع القوى العالمية والذي يهدف إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات عن طهران.

وللانتخابات تداعيات كبيرة محتملة على الاقتصاد الإيراني والشرق الأوسط بما في ذلك أيّ أمل أن تعيد إيران التفاوض بشأن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويواجه خامنئي ضغطا متزايدا من الولايات المتحدة بسبب برنامج إيران النووي ومن غير المرجح أن ينحسر السخط الناتج عن سوء إدارة الاقتصاد في ظل العقوبات التي تكبل إيران.

وتضرر الاقتصاد الإيراني بشدة بعد انسحاب واشنطن في 2018 من الاتفاق النووي المبرم بين طهران وقوى عالمية مما أدى إلى صعوبات معيشية واسعة النطاق.

وتصاعد التوتر بشدة بين إيران والولايات المتحدة منذ مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في ضربة جوية أميركية بطائرة مسيرة في بغداد في الثالث من يناير الماضي.

وردت إيران في الثامن من الشهر نفسه بمهاجمة أهداف أميركية في العراق باستخدام صواريخ باليستية. لكن هذه الهجمات لم تسفر عن سقوط قتلى وإن كانت تسببت في إصابات بالمخ لأكثر من 100 جندي أميركي.

كما قد تعزز المكاسب الكبيرة في الانتخابات البرلمانية فرص المحافظين المتشددين في انتخابات الرئاسة التي تجرى العام المقبل.

ربما يعجبك أيضا