قبيل توقيع المسودة النهائية.. لماذا انسحبت إثيوبيا من مفاوضات سد النهضة؟

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

قبل ساعات من انطلاق اجتماعات سد النهضة المقرر عقدها غدًا الخميس بالعاصمة الأمريكية واشنطن، بين كل من مصر والسودان وإثيوبيا برعاية وزارة الخزانة الأمريكية بشأن استكمال جلسات التفاوض حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وسفر الوفد المصري، إثيوبيا تصدم الجميع وتعلن تراجعها عن المشاركة.

وقالت وزارة المياه والطاقة الإثيوبية، في بيان، اليوم الأربعاء، إنها لن تشارك في المفاوضات الثلاثية التي تشمل السودان ومصر حول سد النهضة، مؤكدة أنها أخطرت وزارة الخزانة الأمريكية بأن أديس أبابا غير قادرة على التفاوض في الوقت الحالي.

ولفت البيان إلى أن “إثيوبيا لم تنه المناقشات التي تجريها محليًا مع الجهات المعنية بشأن السد، ما دفعها لعدم المشاركة في المفاوضات الثلاثية”.

وكان يُتوقع التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن سد النهضة هذا الشهر، لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو أعلن في زيارته لإثيوبيا الأسبوع الماضي أن الاتفاق قد يستغرق شهورًا، وقال “لا يزال هناك الكثير من العمل”، وفق وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.

أسباب تراجع إثيوبيا

في السياق ذاته، كشفت مصادر لـ”العربية نت”، أن الوفد الإثيوبي لن يغادر أديس أبابا إلى واشنطن للمشاركة في الاجتماع، لأنه لن يوقع على اتفاقية دولية لا يضمن إجازتها من قبل البرلمان المنتخب، وذلك لارتباط التوقيع بالأوضاع الداخلية في إثيوبيا التي تنتظر انتخابات برلمانية ورئاسية في أغسطس المقبل، ولتجنب تأثير التوقيع إيجابًا أو سلبًا على حملة الرئيس أبي أحمد الانتخابية.

إنهاء مسودة الاتفاق وتسلمها للأطراف الثلاثة

قبل يومين، أكد وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس، أن الأطراف الثلاثة تسلمت مسودة اتفاق نهائي مقدمة من وزارة الخزانة الأمريكية، وأن اجتماعات 27 فبراير الجاري قد تشهد توقيع اتفاقية نهائية بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.

ولفت عباس إلى أن الدول الثلاث السودان ومصر وإثيوبيا، اتفقت على 90% من نقاط الخلاف الخاصة بسد النهضة.

وذكر عباس في مؤتمر صحفي، أن بلاده لعبت دورًا محوريًا في التفاوض لحماية مصالحها أولا من غير الإخلال بمصالح الآخرين، وأن 80 % من عناصر الاتفاق من مقترحات السودان.

وأضاف عباس أن سد النهضة يمكن أن يكون بداية تعاون بين الدول الثلاث، حيث تشارك إثيوبيا بالكهرباء، والسودان بالأراضي، ومصر بالصناعة.

ونوه الوزير السوداني إلى أن الاتفاق بشأن سد النهضة ليس معنيا بتقسيم المياه وإنما بقضية ملء البحيرة الخاصة بالسد.

مبعوث إثيوبيا في السودان ومصر قبل جولة “الخميس”

كان رئيس وزراء إثيوبيا الأسبق هايلا ماريام ديسالين، قد وصل، الثلاثاء، إلى الخرطوم مبعوثًا من قبل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، حيث التقى القيادة السودانية وأبلغها رسالة شفهية من رئيس بلاده، تناولت بحسب مصادر مطلعة، الموقف الإثيوبي من قضايا الإقليم بشكل عام، وسد النهضة على وجه الخصوص.

وزار ديسالين القاهرة الأحد الماضي أيضًا مبعوثًا عن آبي أحمد، والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، في زيارة وصفتها الخارجية الإثيوبية بالـ “ناجحة”، مضيفة أن “مبعوث آبي أحمد اتفق مع الرئيس المصري على حل أي مشكلة تواجه البلدين عبر الحوار”.
 

يأتي هذا الاجتماع في ضوء مخرجات الاجتماعات التي عقدت في واشنطن خلال يومي 12 و13 فبراير الجاري لوزراء الخارجية والموارد المائية لمصر والسودان وإثيوبيا، برئاسة وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشن، وبحضور رئيس البنك الدولي.

جدير بالذكر أنه تم في الاجتماع الأخير استكمال التفاوض على عناصر ومكونات اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة، والتي تتضمن ملء السد على مراحل وإجراءات محددة للتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة التي قد تتزامن مع عملية ملء السد، وكذلك قواعد التشغيل طويل الأمد، والتي تشمل التشغيل في الظروف الهيدرولوجية الطبيعية وأيضا إجراءات التعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة.

كما تطرقت المفاوضات إلى آلية التنسيق بين الدول الثلاث التي ستتولى متابعة تنفيذ اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة، وبنود تحدد البيانات الفنية والمعلومات التي سيتم تداولها للتحقق من تنفيذ الاتفاق، وكذلك أحكام تتعلق بأمان السد والتعامل مع حالات الطوارئ، فضلاً عن آلية ملزمة لفض أى نزاعات قد تنشأ حول تفسير أو تطبيق هذا الاتفاق.

تجدر الإشارة إلى أن الجانب الأمريكي كان قد أعلن أنه سيقوم بالمشاركة مع البنك الدولي ببلورة الاتفاق في صورته النهائية وعرضه على الدول الثلاث، وذلك للانتهاء من الاتفاق وتوقيعه قبل نهاية شهر فبراير الجاري.

ربما يعجبك أيضا