كلاسيكو الأرض.. الملكي يقهر البرسا برواية جديدة على مسرح “البرنابيو”

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

“هنا في البرنابيو، تعلمنا معًا ذلك الشعور “الفوز”، قلوبنا تتعلق بالمكان، انتماؤنا واحد وشعارنا واحد، لذا قد استمر هذا النادي بهذه العظمة لأكثر من مائة عام”، تلك الجمل التي يتحدث بها جماهير نادي ريال مدريد الإسباني دومًا – خاصة وقت الشدائد – استطاع لاعبو الفريق بالأمس ترجمتها إلى واقع ملموس، إذ تمسكوا بالفرصة التي أعادتهم للمنافسة بعد أن ظن الجميع أن لا عودة لهم.

فبعد أن ضربت حالة من الإحباط والانكسار ريال مدريد في فبراير الماضي بداية من خسارة 5 نقاط في الليجا بالتعادل 2-2 أمام سيلتا فيجو على ملعب سانتياجو بيرنابيو، مرورًا بالخسارة أمام ليفانتي بهدف نظيف على ملعب سيوتات دي فالنسيا وفقدان صدارة الليجا، ونهاية بكابوس الهزيمة بهدفين لهدف أمام مانشستر سيتي في البيرنابيو، الأربعاء الماضي، بدوري أبطال أوروبا – وهو ما هدد بنهاية الموسم الأبيض بشكل كارثي لاسيما أن الفريق ودع كأس ملك إسبانيا من دور ربع النهائي أمام ريال سوسيداد على ملعب سانتياجو بيرنابيو، إلا أن لاعبي الريال استطاعوا أن يضعوا أنفسهم في المنصة العليا للأبطال، بعد مباراة مثيرة للغاية أمام غريمهم التقليدي برشلونة.

لوحة فنية على أرض البرنابيو

اللوحة الفنية التي قدمها أبناء المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني للقلعة الملكية، أمام أبناء كتالونيا، والتي انتهت بالفوز بثنائية نظيفة، لم يأت التفوق فيها من منطلق الفوز العابر للظفر بـ “النقاط الثلاث” بل كانت مباراة التحدي للخروج من “عنق الزجاجة” بعد النتائج الأخيرة التي كادت أن تكلف الملكي فقدان فرصة المنافسة على لقب الليجا، كما أن لهذه المباراة مذاق آخر ودفعة معنوية كبيرة، إذ يعرف الجميع أهمية الفوز لكلا الفريقين على الآخر.

فعلى الجانب الفني قدم النادي الملكي مباراة قوية على المستوى البدني والتكتيكي، وحرم خصمه أولًا من الوصول إلى مرماه ثم باغته بمرتدات قاتلة كادت لتجعل لوحة النتيجة في البرنابيو تشير إلى الرقم 4 أو5 لولا اللمسة الأخيرة التي افتقدها اللاعب فينيسيوس جونيور في بعض الكرات، وتألق الحارس الألماني مارك أندري تيرشتيجن في البعض الآخر.

ورغم فقر الجانب الفني لدى عناصر الريال معظم أو بعض فترات الموسم، إلا أنه أظهر شخصية الفريق القوي في المباريات الكبيرة، ليولد من رحم المعاناة أبطالًا جدد، أمثال البرازيلي فينيسيوس جونيور، والدومينيكاني ماريانو دياز، اللذان قد صنعا الفوز في الدقيقتين 71 و92 من عمر اللقاء.

ورفع الريال رصيده بهذا الفوز إلى 56 نقطة في صدارة الدوري، بفارق نقطة واحدة أمام برشلونة الذي تجمد رصيده عند 55 نقطة.

– فينيسيوس

خيار المدرب الفرنسي لإشراك فينيسيوس، في لقاء البرسا، كان قد عوض ما حدث في مباراة السيتي، إذا كانت واحدة من الأخطاء هي إخراج فينيسيوس وإخراج بيل كان التي تسببت في خلل هجوم الريال.

على الجانب الفني، ووفقًا لآراء محللي الرياضة، أو لما نشاهده على أرض الملعب، فينيسيوس لا يملك الدقة الكافية بالتسجيل أو الصناعة حتى الآن، وهو ما يضعه تحت ضغوطات كبيرة رغم مهارته وسرعته، لكن اللاعب قادر على التطور، وقادر على استثمار أخطاء الخصوم، كما حدث أمام برشلونة بالأمس، لذا يستحق اللاعب الحصول على فرص أكثر من بيل الذي صبر عليه زيدان كثيرًا دون نتيجة.

وفي المباراة لمس فينيسيوس الكرة 61 مرة وسدد مرتين كلتاهما على المرمى وصنع فرصة، وكانت فعاليته كبيرة نتيجة للثقة التي منحها له زيدان.

–  كورتوا

من هؤلاء الأبطال أيضًا، كان الوحش البلجيكي، تيبو كورتوا، حارس مرمى الريال، قد نجح هو الآخر في دخول تاريخ الكلاسيكو، بعد الخروج بنظافة شباكه أمام برشلونة.

وأصبح حارس المرمى البلجيكي، أول حارس من ريال مدريد يخرج بنظافة شباك في مباراتي الكلاسيكو في الدوري الإسباني خلال موسم واحد منذ موسم 1974-1975، حيث فعلها حارس المرمى ميجيل أنخيل من قبل في ذلك الموسم، قبل أن يكرر كورتوا الإنجاز بعد 45 عامًا.

–  ماريانو

الساحر ماريانو الذي جعل الملعب يشتعل  في ثوانيه الأخيرة، كان من ضمن هؤلاء الأبطال، حيث استطاع أن يسجل هدفه في مرمى برشلونة عقب دخوله الكلاسيكو بديلاً في الدقيقة 91، حيث جاء الهدف من أول دقيقة (92)، من أول تسديدة خارج وداخل الخشبات الثلاث وأول لمسة للكرة.

الهدف الذي سجله في مرمى البرسا بالأمس، جاء في أول دقيقة خاضها في الدوري الإسباني خلال الموسم الحالي، حيث إنه لم يلعب أي دقيقة قبل الكلاسيكو.

حضور صاروخ ماديرا

بحضور لافت، وحب منقطع النظير، جاء فوز الريال بالأمس، تحت أنظار هدافه التاريخي السابق النجم كريستيانو رونالدو، الذي تابع المباراة من مدرجات ملعب “سانتياجو برنابيو”.

وشوهد رونالدو أثناء مجريات المباراة في المنطقة المخصصة لكبار الشخصيات في الملعب، وهو يستمتع بأحداث المباراة، حيث رصدت عدسات الكاميرات تفاعله المثير والمبهج مع تسجيل فينيسيوس، هدف التقدم للريال حيث ظهر “الدون” إذ قام بالتصفيق تعبيرًا عن مساندته ودعمه لفريقه السابق الذي حقق معه جميع الألقاب الفردية والجماعية الممكنة.

وكانت تقارير إعلامية إسبانية، قد ذكرت أن رونالدو استفاد من قرار تأجيل مباراة قمة الدوري الإيطالي بين فريقه يوفنتوس ضد إنتر ميلان بسبب تفشي فيروس كورونا، ليسافر إلى مدريد لمشاهدة الكلاسيكو، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها النجم البرتغالي في ملعب “سانتياجو برنابيو”، منذ رحيله عن ريال مدريد صيف عام 2018.

ويعود آخر كلاسيكو شارك فيه رونالدو كلاعب لفريق ريال مدريد في “سانتياغو برنابيو”، إلى الـ23 من ديسمبر 2017، وانتهت تلك المباراة بفوز برشلونة بثلاثية نظيفة.

ويعد رونالدو الهداف التاريخي لريال مدريد، حيث سجل له 451 هدفًا في 438 مباراة خاضها بين العامين 2009 و2018.

حقائق وأرقام

في هذا اللقاء، كان الريال قد كسر عقدة فشله في تحقيق الفوز على ملعبه أمام برشلونة، حيث كان آخر فوز للمرينجي على البرسا في عقر دار الفريق المدريدي في موسم 2014/2015.

قبل مباراة أمس كان الفريقان في الدوري الإسباني متساويان في كل شيء، 72 فوز للريال، ومثلهم لبرشلونة، وبانتصار المرينجي في كلاسيكو البرنابيو، عاد المرينجي من جديد للتفوق تاريخيًا على البرسا في مواجهات الليجا، ليكسر أخيرًا النادي المدريدي عقدة الفريق الكتالوني التي لازمته لفترة ليست بالقصيرة.

ويعد فوز الريال هو أول فوز له على أرضه ضد برشلونة في مباريات الليجا منذ 25 أكتوبر 2014، حينما فاز حينها الريال على أرض البرنابيو بثلاثة أهدافٍ لهدف، سجل ثلاثية الريال كريستيانو رونالدو من ركلة جزاء في الدقيقة 35، وبيبي في الدقيقة 50، وكريم بنزيما في الدقيقة 61، وسجل حينها نيمار الهدف الوحيد لبرشلونة في الدقيقة الرابعة.

وتعد آخر انتصارات الريال في كلاسيكو الليجا بشكل عام كانت على أرض الكامب نو، وكانت بتاريخ الثاني من إبريل عام 2016، وحينها سجل للريال كريم بنزيما في الدقيقة 62، وكريستيانو رونالدو في الدقيقة 85، فيما سجل هدف برشلونة الوحيد جيرارد بيكيه في الدقيقة 56.

ويعود آخر فوز لريال مدريد على برشلونة في كل البطولات، إلى تاريخ 16 أغسطس 2017، حينما كرر ريال مدريد فوزه على برشلونة في مُباراة إياب نهائي كأس السوبر الإسباني بهدفين دون رد،  بعد الفوز عليه ذهابًا بثلاثة أهدافٍ لهدف، سجل الهدفين ماركو أسينسيو في الدقيقة 4، قبل أن يُحرز كريم بنزيما الهدف الثاني في الدقيقة 39.

ربما يعجبك أيضا