الإمارات تواجه “كورونا”.. استراتيجية هادئة وصارمة

محمود طلعت

كتب – محمود طلعت

بمنتهى الجدية والمسؤولية والشفافية تعاملت دولة الإمارات مبكرا مع الطارئ الصحي العالمي بانتشار فيروس كورونا المستجد، حيث أثبتت الدولة قدرتها في تحصين المجتمع من تأثيرات هذا الفيروس القاتل.

إجـــراءات احتــــرازيــــة

وبإجراءات احترازية تآزرت فيها جميع المنشآت الحكومية والخاصة، أثبتت المنظومة الصحية الإماراتية جدارتها وتكاملها لتشكّل جدارا صحيًا منيعًا يحمي سلامة المجتمع من أي طارئ.

وفي مواجهة هذه الحالة المستجدة عالميًا، رفعت الإمارات منذ البداية من مستوى إجراءاتها الصارمة في جميع المنافذ، وعززت من تنسيقها الشفاف مع المنظمات والدول بهذا الشأن، وتواصل اتخاذ أي إجراءات مسؤولة تستدعيها التطورات لحماية مجتمعها.

ووجهت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، نصائحها للجمهور باتباع الإجراءات والتدابير الصحية الوقائية، والاطلاع على النشرات التوعوية المتوفرة على موقعها الإلكتروني، والمواقع الرسمية للجهات الصحية بالدولة.

منظومـة صحيـة متـكاملة

الآليات القوية في التتبع للحالات المشتبهة والمخالطين لها، وإجراءات العزل، والقرارات التي شهدناها من وزارتي الصحة والتربية، وكذلك تأجيل بعض الفعاليات، جميعها إجراءات مسؤولة تهدف إلى تحصين صحة وسلامة المجتمع وأفراده، بفاعلية مدروسة تأخذ بعين الاعتبار تقييم كل المستجدات، بعيداً عن التهويل الذي تلجأ إليه الكثير من الشائعات البعيدة عن الواقع.

وأكبر دليل على نجاح منظومة الصحة داخل دولة الإمارات وتكاملها، شفاء 5 حالات حتى الآن من بين 27 حالة تم تسجيلها وحالتهم جميعا مستقرة وتخضع للمتابعة الدقيقة والمستمرة.

وكذلك التعامل مع ملايين المسافرين عبر مطارات الدولة، ومتابعتهم بالرصد الصحي، واتخاذ كل الاحتياطات التي تمكنها من رصد أي حالة والتعامل معها، وهي الإجراءات التي كانت موضع إشادة منظمة الصحة العالمية.

تقديـــم كافة أشكال الدعم

ورسمت الدولة كذلك نموذجاً في تقديم كافة أشكال الدعم للدول الأخرى التي انتشر فيها المرض، سواء ما رأيناه مبكراً في تضامنها مع الصين، أو ما قامت به من إيصال إمدادات طبية من منظمة الصحة العالمية إلى إيران.

النجاح المشهود الذي تحققه الإمارات في التعامل مع هذا الشأن، يحبط كل الشائعات، ويذكي الوعي العام بالحقائق التي يجب أن يستقيها جميع الأفراد من مصادرها الصحيحة، ليكون كل فرد عنصراً فاعلاً في حصن التغلب على هذا الطارئ

الدكتور أحمد بن سالم المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أشاد بجهود الإمارات الخاصة بإجراءات التقصي الوبائي النشط لفيروس كورونا المستجد، وسرعة الاستجابة والتعاطي مع منظمة الصحة العالمية.

استراتيجية هادئة وصارمة

منظمة الصحة العالمية ومؤسسات دولية كبرى أشادت بالاستراتيجية الهادئة والصارمة في ذات الوقت والتي تعاملت بها دولة الإمارات لمنع انتشار الفيروس.

بدوره قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور أحمد بن سالم المنظري، إنه يتابع بالتقدير ما تقوم به الإمارات من جهود في التصدي لفيروس كورونا، مشيدا بجهود قطاعها الصحي في التأهب للطوارئ الصحية والتحرك السريع للاستجابة لحالات الإصابة التي تم اكتشافها.

رســــالة طمأنــة للجميــع

عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة الإماراتي، بعث برسالة طمأنة للجميع بأن فرق التفتيش تتابع جميع المستشفيات والمراكز الصحية على مستوى الدولة للتأكد من تطبيق المعايير الصحية في المراحل كافة.

وقال: إن الإجراءات في جميع المنافذ الحدودية صارمة، وأن الإمارات لديها منظومة متكاملة وشاملة تضم كل الجهات المعنية للتصدي للمرض والتعاطي معه وفق آليات قوية وفعالة.

نسبة تعافي المصابين من كورونا في صعود مستمر، فالقلق الزائد ليس في محله، لكن الحذر مطلوب بشدة، ومن هنا اتخذت وزارة التربية والتعليم قراراً بتعليق جميع الفعاليات الطلابية، وتعليق الدراسة في حضانات الأطفال على مستوى الدولة، كإجراء احترازي، من دون تردد، ما دامت السلامة تقتضي ذلك.

كما أعلنت وزارة التربية تعطيل جميع طلبة المدارس ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة على مستوى الدولة لمدة 4 أسابيع في إطار الخطوات الوقائية والاحترازية لضمان الحفاظ على سلامة الطلبة وبما يتماشى مع الجهود والإجراءات المتخذة على المستوى الوطني، الرامية إلى الحد من انتشار فيروس كورونا.

الحالة الصحية اليوم اختبار عملي لحالة الانسجام والمرونة بين الأجهزة المعنية التي تستدعيها حالات الطوارئ، واختبار للشفافية والصرامة والهدوء والفاعلية.

ربما يعجبك أيضا