ليلة فوز العنصرية في الانتخابات الإسرائيلية

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن
أظهرت نتائج الانتخابات في إسرائيل، فجر اليوم الثلاثاء، تقدم بنيامين نتنياهو بنسبة 39.5 في المائة من الأصوات، فيما أشارت استطلاعات الرأي إلى أن نتنياهو سيتخطى جانتس لكنه سيظل بمقعدين خجولين بعيدا عن الأغلبية.

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فوزه في الانتخابات العامة، وذلك بعدما أظهرت استطلاعات للناخبين لدى مغادرة مراكز الاقتراع تقدمه على منافسه بيني غانتس.

وحافظت “القائمة المشتركة”، وهي تحالف بين الفصائل العربية ذات الأغلبية العربية، على موقعها كثالث أكبر حزب في البرلمان الإسرائيلي، وفقًا لاستطلاعات الرأي، بينما خسر حزب “إسرائيل بيتنا” من حزب أفيغدور ليبرمان وتحالف حزب العمل اليساري “جيشر ميرتس”.
 

وبحسب ثلاثة استطلاعات، من المتوقع فوز حزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو بـ36 أو 37 مقعداً، مقابل حصول تحالف حزب أزرق-أبيض الوسطي الذي ينتمي إليه غانتس على ما بين 32 و43 صوتاً.

لكن حزب الليكود وحلفائه اليمينيين ربما يظلوا بحاجة إلى مقعد آخر كي يتمكنوا من تشكيل حكومة ائتلافية. ويحتاج أي تكتل إلى 61 مقعدا على الأقل لتشكيل حكومة.

وهذه هي المرة الثالثة التي تجرى فيها انتخابات في إسرائيل خلال عام.

وفي دورتي الانتخابات السابقتين، لم يتمكن أي من زعيمي الحزبين الرئيسيين من الفوز بالعدد الكافي من المقاعد في البرلمان، الذي يبلغ عدد مقاعده 120.

ويعد نتنياهو (70 عاما) الزعيم الذي حكم إسرائيل أطول فترة في تاريخ البلد. فقد تولى رئاسة الحكومة بين عامي 1996 و1999، ومنذ 2009 حتى اليوم. ويسعى لتحقيق إنجاز غير مسبوق، بالفوز بفترة حكم خامسة.

وجاءت الانتخابات قبل أسبوعين من مثول نتنياهو أمام المحكمة في اتهامات بالفساد، دأب على نفيها.

وبعد قليل من ظهور نتائج استطلاعات الناخبين، نشر نتنياهو عبر موقع تويتر صورة له، محتفلا بـ”انتصار عظيم لإسرائيل”.

وفي وقت لاحق، كتب “فزنا بفضل إيماننا بمسارنا، وشكرا لشعب إسرائيل”.

وقال حزب الليكود، في بيان: إن نتنياهو تحدث مع زعماء أحزاب يمينية أخرى، و”اتفق على تشكيل حكومة وطنية قوية في إسرائيل قريبا”.

أما بيني جانتس فاعترف بالهزيمة، وقال: “أدرك وأشاطر مشاعركم من ألم وخيبة أمل؛ لأنها ليست النتيجة التي أردنا تحقيقها”.

وأضاف أن إسرائيل تحتاج إلى وحدة ومصالحة وتتطلّع إلى قيادة متحدة، و”هذا ما سنستمر بتقديمة للشعب الإسرائيلي”.

وقال أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، الذي كان بمثابة صانع الملوك بعد جولتي الانتخابات السابقتين، إنه سيفي بوعده بعدم الانضمام إلى ائتلاف به أحزاب دينية.

وخلال الأيام المقبلة، سيجري الرئيس، رؤوفين ريفلين، مشاورات مع مختلف قادة الأحزاب السياسية لمعرفة رأيهم في الشخصية الأوفر حظاً لتشكيل الحكومة.

وكتب أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، تغريدة بموقع تويتر، قال فيها: “من الواضح فوز الاستيطان والاحتلال والفصل العنصري في الانتخابات الإسرائيلية”.

وكان نتنياهو قد تعهد -خلال حملته الانتخابية- بضمّ وادي الأردن والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة فور فوزه بفترة خامسة في الحكم.

وأصبح اتخاذ مثل هذه الخطوة ممكنا أكثر، بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خطته للسلام في الشرق الأوسط في يناير/ كانون الثاني. وقال ترامب: إنّ الولايات المتحدة “ستعترف بالسيادة الإسرائيلية على الأرض التي توفرها رؤيتي لتكون جزءاً من دولة إسرائيل”، بما في ذلك أجزاء من الضفة الغربية، وذلك في ابتعاد عن المواقف الأمريكية السابقة.

ويصرّ الفلسطينيون -الذين رفضوا خطة ترامب للسلام باعتبارها أحادية الجانب- على ضرورة إزالة جميع المستوطنات كشرط لعقد اتفاق سلام نهائي.

ويعيش أكثر من 600 ألف يهودي في حوالي 140 مستوطنة بنيت منذ احتلال إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية عام 1967. وتعتبر المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي، رغم أنّ إسرائيل تعارض ذلك. وأعلنت الولايات المتحدة أيضاً أنها لم تعد تعتبر المستوطنات غير قانونية.

ربما يعجبك أيضا