إعدام هشام عشماوي.. نهاية رادعة لأخطر إرهابي في شمال أفريقيا

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – أسدل الجيش المصري، صباح اليوم الأربعاء، الستار عن قصة أخطر إرهابي في مصر خلال السنوات الماضية، هشام عشماوي، بإعدامه بعد استنفاد كافة درجات التقاضي طبقاً للجرائم المدان بارتكابها، إذ أصدرت ضده حكمين نهائيين بتأييد حكمي محكمة الجنايات بإعدام عشماوي “شنقا” لإدانته في قضيتي “الفرافرة” و”أنصار بيت المقدس الثالثة”.

“تطرف عشماوي”

هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، مواطن مصري، ولد في محافظة القاهرة عام 1978، لأب يدرس اللغة الفرنسية، وأم تعمل في إحدى المدارس بالقاهرة، والتحق بالكلية الحربية عام 1996، وتخرج منها عام 2000 ليبدأ حياته العسكرية في سلاح المشاة، قبل الانضمام إلى قوات “الصاعقة”.

عشماوي، كان زميلا لأحد أبطال الجيش المصري، الذين استشهدوا خلال إحدى العمليات الإرهابية الذي استهدفت قوات الأمن المصرية في سيناء، وهو الشهيد أحمد المنسي، وبدأت علامات التشدد الديني تظهر عليه خلال فترة وجوده في القوات المسلحة، إذ عمل على نشر أفكار التيار السلفي المتشدد بين زملائه وجنوده، لتضعه هيئة الاستخبارات الحربية تحت الملاحظة.

وقررت إدارة الجيش المصري نقل عشماوي إلى الأعمال الإدارية عام 2000، وفي عام 2007 تمت إحالته إلى المحاكمة العسكرية بسبب تحريضه ضد الجيش المصري، قبل أن يُعيد تكليفه بمنصبٍ إداري في قوات الدفاع الشعبي في الجيش المصري وفي عام 2011 صدر حكم بإنهاء خدمته العسكرية، ليترك القوات المسلحة المصرية ويتجه للعمل في مجال التصدير والاستيراد.

وواصل عشماوي تبني الأفكار المتطرفة، ليبدأ بعد فصله في تكوين خلية إرهابية مع 4 من ضباط شرطة تم فصلهم أيضًا من الخدمة، لسوء سلوكهم، وضموا إليهم عددًا من العناصر التكفيرية، لينضم عام 2012، لجماعة “أنصار المقدس”، حسب تصريحات مسؤولين أمنيين، وقاد حينها الخلية وشارك في تدريب الأعضاء على الأعمال القتالية.

في 2013، اتُّهم هشام في محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وكطرف في قضية “عرب شركس”، كما اتُّهم بالتخطيط والمشاركة في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة في يوليو 2014، والتي قُتل فيها 22 مجندًا بالجيش المصري، فضلا عن اتهامه في يونيو 2015 في حادث اغتيال النائب العام، هشام بركات، ثم ظهر بعدها بنفسه وأذاع مقطعًا صوتيًا، حيث عرف نفسه بأنه أمير تنظيم “المرابطون”، وقال: “هبوا في وجه عدوكم ولا تخافوه وخافوا الله إن كنتم مؤمنين”.

وفي يونيو 2017، قال المتحدث باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، إن ضابطًا مصريًا سابقًا يقود حاليًا جماعة متشددة في مدينة درنة شمال شرقي ليبيا، ضالع فى الهجوم الإرهابى بالمنيا في مصر، والذي أسفر عن مقتل 29 قبطيًا، الأسبوع الماضي.

وفي نهاية شهر مايو الماضي، تسلمت مصر من الجيش الوطني الليبي، الإرهابي عشماوي المطلوب في قضايا إرهابية، عقب إلقاء القبض عليه من قبل قوات الجيش الليبي مطلع شهر أكتوبر عام 2018.

“البطولة والجريمة”

المفارقة الكبيرة، في قصة الإرهابي هشام عشماوي، كانت تزامله في الجيش المصري، مع أحد شهداء القوات المسلحة المصرية العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، والذي استشهد وسط ضباطه جنوده، في الهجوم الانتحاري الذي وقع على مقرات أمنية في مدينة رفح بشمال سيناء، بعد أن أظهر بطولة لافتة خلال المواجهات مع تنظيم “داعش” الإرهابي.

صورة واحدة قديمة، تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية جمعت النقيضين، منسي، وعشماوي، دفعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للتعليق على الصورة قائلا: ” هناك فارق بين الإرهابي هشام عشماوي، والبطل أحمد المنسي، ده إنسان وده إنسان، وده ظابط وده ظابط، والاثنين كانوا في وحدة واحدة”.

وأضاف السيسي خلال الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة: “الفارق بينهم أن أحدهم اختلطت عليه الأمور وخان، والثاني استمر على العهد والفهم الحقيقي لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية، وحافظ على وطنه، الأول أهل مصر يصفقون له، والثاني نريده حتى نحاسبه”.

“جرائم عشماوي”

ونشر المتحدث العسكري للقوات المسلحة، العقيد أركان حرب تامر الرفاعي عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، فيديو يحوي الجرائم التي ارتكبها عشماوي، التي وصل عددها إلى 14 جريمة، تضمنت: “المشاركة في استهداف وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم بتاريخ 5 سبتمبر 2013 برصد موكبه وتصويره والتخطيط لاغتياله، واشتراكه في التخطيط والتنفيذ لاستهداف السفن التجارية لقناة السويس خلال النصف الثاني من عام 2013”.

وشملت الجرائم ضلوع عشماوي في الاشتراك في تهريب أحد عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس من داخل أحد المستشفيات بالإسماعيلية، وقيادة مجموعة إرهابية خلفًا للمكني أبو محمد مسلم واستهداف المركبات العسكرية، وقد أدى ذلك إلى استشهاد مستقلي هذه السيارات من الضباط والأفراد وتدمير هذه السيارات.

واحتوت أيضا على  استهداف عشماوي مع آخرين من عناصر التنظيم الإرهابي المباني الأمنية بالإسماعيلية بتاريخ 19 أكتوبر 2013 ومن خلال سيارة مفخخة، واشتراكه مع آخرين في عملية استهداف المباني الأمنية بأنشاص بتاريخ 29 ديسمبر 2013، علاوة على استهداف مدرعتين تابعتين لوزارة الداخلية بشرق مدينة بدر طريق القاهرة – السويس.

ووفقا للمتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصرية، اشترك عشماوي في استهداف سيارة تابعة لعناصر حرس الحدود وقتل جميع أفرادها والاستيلاء على كافة الاسلحة التي بحوزتهم، كما تولي إمارة تنظيم أنصار بيت المقدس عقب مقتل الإرهابي المُكني أبو عبيده ثم الانتقال إلى التمركز شرق نقطة حرس الحدود بمنطقة الفرافرة، علاوة على ضلوعه بالرصد والاستطلاع ووضع مخطط استهداف وتنفيذ الهجوم الإرهابي على نقطة حرس حدود (الفرافرة) وقتل جميع ضباطها وأفرادها وتفجير مخزن الأسلحة والذخيرة بها بتاريخ 19 يوليو 2014.

وشارك الإرهابي، في عمليات قنص لغرف أمن بوابات الوحدات العسكرية المنتشرة في محيط مناطق ( أبوصوير – الصالحية- القصاصين)، واستهداف كمين الشرطة المدنية بمنطقة أبو صوير، فضلا عن التسلل إلى الأراضي الليبية رفقة بعض العناصر التنظيم والإقام تحت شرعية تنظيم أنصار الشريعة بمدينة أجدابيا، وتأسيس حركة “المرابطون” المنتمية لتنظيم القاعدة الإرهابي.

ربما يعجبك أيضا