أكاديمي لـ”رؤية” يشرح إمكانية التمتع بـ”الإنترنت الذكي” والنجاة من قراصنته

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

روتردام – في حوار خاص مع “رؤية” أوضح  الأستاذ بجامعة روتردام المهندس أحمد سعيد، معاني لكلمات مستحدثة اقتحمت حياتنا مؤخرًا، مثل” التحويل الرقمي وإنترنت الأشياء”،  كما أجاب عن العديد من الأسئلة حول دور التكنولوجيا الحديثة في حياتنا اليومية “سمارت سينسور”؟، كما أوضح لنا المهندس أحمد سعيد مخاطر الإنترنت على العامة والدور الذي تلعبه لاختراق خصوصيتنا الحياتية، وكيف تعرضت شركات ببلجيكا وجامعات بهولندا مؤخرا للاقتحام من قبل مافيا أو قراصنة الإنترنت”؟ وقدم بعض النصائح التي تمكن مستخدم الإنترنت من حماية حسابه الخاص على كافة وسائل التواصل الاجتماعي من السرقة؟، وجاء الحوار على النحو التالي:

بداية.. هل غيَّر الإنترنت الذكي حياتنا؟

 دعينا نعترف أن التكنولوجيا سلاح المستقبل لحماية المستهلك ووسيلة من الإنصاف الحديث عنها بما تستحق لأنها طورت حياتنا بالفعل، وللحق وبمصداقية  شديدة مميزات وإيجابيات الإنترنت الذكي “سمارت سينسور” كثيرة، كما أنني أنصح بالاستمتاع بها، لأن التكنولوجيا سوف تقتحم حياتنا شئنا أم أبينا، وأنه في القريب العاجل ستجدها مستخدمة في كل أجهزتك المنزلية، مثل الثلاجة الذكية والغسالة حتى الشفاط وغيره، بخلاف سيارتك وتليفونك وأجهزتك الإلكترونية، كل هذا صنع لأجل توفير الرفاهية والأمان ويخدم طموحك وحلمك. 

كيف ولماذا؟

يجيب المهندس أحمد سعيد، ” سمارت سينسور، أو الإنترنت الذكي، جهاز يتم وضعه في الثلاجة الذكية على سبيل المثال، يتابع كل المأكولات والأطعمة ودرجة حرارتها في الثلاجة كما أنه يراقب نقص الأشياء من ثلاجتك “مثل البيض أو اللبن أو اللحوم أو أي شيء هام لك يقوم بتسجيله، وعن طريق الإنترنت يرسل قائمة بالمشتريات التي سجلها للسوبر ماركت، معها رقم حسابك وعنوانك، حتى يقوم السوبر ماركت بتوصيل الطلبات، وما عليك إلا استلام المشتريات.

كذلك عندما يحدث تلف لجزء من قطع الغيار الثلاجة أو الغسالة أو غيره يتم إرسالها للشركة المصنعة، وعليه تقوم الشركة بإرسال من يقوم بتصليح جهازك ويكون معه القطعة المطلوبة، وهكذا في كل شيء تمتلكه من أجهزة، بها سمارت سينسور، علما بأنه مستقبلا ستجد سمارت سينسور في كل شيء مصنع حديثًا، وبها وحدة تحكم خاصة على الإنترنت وعليها كل البيانات الخاصة بك، وهي تتحكم بحياتك ولكن لخدمتك.

هل تخدم التكنولوجيا  المصانع والشركات والمستشفيات؟

يقول سعيد “الإنترنت الذكي أو كلمة سمارت سينسور ستجدها مستخدمة في كل شيء الآن”، والجدير بالذكر، أنه من بعد اليوم المزارع لن يحمل هم “سقاية الزرع، ولا مواعيد حلب البقر والأغنام، ولا الطبيب يحمل هم الأجهزة التي يتم تركيبها لمرضي القلب أو غيرهم.

وأضاف سعيد نفس الشيء بالنسبة للمصانع نجدها تستخدم سمارت سينسور عن طريق توصيل جهاز صغير في أماكن متفرقة في أي مصنع، وبدوره يقيس درجة الحرارة ويتابع الإنتاج وعند حدوث مشكلة يتدخل ويعطي أوامر للأجهزة للحماية، على سبيل المثال في حالة الحريق، يعطي إشارات حتى تفتح الشبابيك، وأيضا المياه تنزل لإطفاء الحريق ويرسل إشارات تنبيه لأصحاب المصانع، وفي المستشفيات يتابع ويرسل للطبيب المعالج إشارات عن المرضى التي تحتاج متابعة دقيقة عن بعد، وهكذا يتمكن الطبيب من إنقاذ حياة إنسان في بيته أو في مكان ما.

ما هي الطريقة التي  أحمي بها  نفسي وعائلتي من مافيا الإنترنت؟

من وجهة نظر أستاذ جامعة روتردام فإن لكل شيء إيجابياته وسلبياته والإنترنت الذي اقتحم حياتنا قربنا من بعض، وخاصة في الغربة جعل العالم صغير، والذي بدأ بفكرة صغيرة لتواصل شخص بأصدقائه، ثم تحول وسيلة لملايين من البشر يتواصلون معا ويشاركون، بعضهم البعض أحلامهم وأفكارهم، وبالتالي قرب المسافات وأضاف حالة من البهجة والحب على حياتهم، بل حياتنا جميعا.

ولكن في المقابل حسابك غير المؤمن يجعلك معرض لاقتحام خصوصيتك على مدار اليوم عن طريق مافيا الاختراقات والنصب.

ممكن توضيح أكثر؟ 

بمعنى أكثر وضوحا ” hacked” أو اختراق حساب ما يتم عن طريق اختراق الإيميل أو رقم التليفون الخاص بك”، وفي معظم الأحيان الكثيرين يضعون رقم موبايلهم على حسابهم على الفيس بوك وأيضًا تاريخ ميلادهم، وللأسف كل هذا يترك للعامة، وبالتالي أي شخص ممكن أن يطلع على ذلك بسهولة ويبدأ رحلة البحث عن كلمة السر.

وللأسف يمكنه الحصول عليها بسهولة لأن مستخدم الإنترنت يختار كلمة السر “password” سهلة جدًا مثل تاريخ ميلاده اسم أحد من أبنائه أو البلد التي يعيش فيها أو أرقام سهلة حتى يحفظها بسهولة.

المخترق عادة ما يكون فاهم  ذلك جيدًا وهو ذكي جدا في الاختراق، وبالتالي يبدأ رحلة البحث في صفحتك على الفيس بوك، ويعرف معلوماتك الخاصة وأقاربك ويبدأ يبحث عن من يمكن أن تستخدم اسمه، وهكذا مع باقي المعلومات يبدأ عملية السطو على حسابك.

ما الذي يستفيده من ذلك خاصة إذا اقتحم حساب شخص عادي؟

ممكن أن يفعل ذلك لحساب شخص ما يرغب في الانتقام منك، عن طريق اقتحام خصوصياتك ويستغل مكالماتك أو يرسل من حسابك رسائل لشخص ما بغرض الانتقام، ممكن يسرق مال من شخص آخر باسمك، ممكن يستخدم الصور الشخصية لك ولعائلتك لغرض ما، علمًا بأن هناك شركات تعرض عن نفسها على الإنترنت وتعرف نفسها بأنها شركات لاختراق أي حساب “بمقابل مادي”، وتعتبرها مهنة.

كيف اخترقت مافيا الإنترنت شركة في بلجيكا وجامعة نيميخن في هولندا؟

للمصداقية لا يوجد تأمين على الشركات أو الجامعات أو الحسابات الشخصية أو غيرها بنسبة مئة في المئة، وبالتالي كان من السهل اختراق كل ما يخص جامعة نيميخن وسرقة كل المعلومات والوثائق الموجودة على كمبيوتر الجامعة، وبالرغم من محاولات عديد وتدخل البوليس، اضطرت الجامعة في آخر الأمر لدفع مبلغ كبير جدًا  حتى تسترد كل المعلومات التي تم تشفيرها، ونفس الشيء حدث في شركة كبيرة في بلجيكا، وقد تم الدفع أيضا وللأسف لا يوجد حتى الآن ضمان بأن ذلك لن يتكرر ثانية.

هل يمكن للشخص العادي حماية حسابه الخاص من الاختراق؟

 نصيحتي لكل مستخدم الإنترنت، لا تقبل أي رسائل من شخص لا تعرفه تصلك على الإيميل أو الواتس أب، لا تقبل رسائل من أرقام غير مسجلة لديك، ارفض أي إعلانات للسوبر ماركت أو شركات أو رسائل من البنك الخاص بك يطالبك بتحديث بياناتك سواء كانت على الواتس أو الإيميل، أولا أتصل بالبنك وتأكد من صحة الرسالة التي وصلت إليك، وفي حالة عدم صحتها أحذف الرسالة، وأدخل على بروفيلك وأطلب حذف أي إيميل يأتي إليك من هذه الجهة، كما تحذف أي رسائل تحمل مفاجأت وجوائز وهمية كلها أكاذيب بهدف الاختراق.

لا ترد على رقم على الموبيل غير مسجل عندك أولا  اكشف عنه في الإنترنت وتأكد أنه صحيح وغير مكتوب أمامه تحذير “أنه للاختراق”.

ما الوسيلة التي تمكننا من تأمين الإيميل والفيس بوك؟

يقول الأستاذ الجامعي المهندس أحمد سعيد، بداية نتفق على أنه لا يوجد تأمين بنسبة مئة بالمئة ولكن هناك طرق عديدة للتأمين مثلا عدم استخدام أسماء المقربين ولا تواريخ الميلاد لهم ولا اسم أي بلد في كلمة السر، الأفضل استخدام جملة طويلة لا يعرفها أحد غيرك مثلا أحب شيئًا أو أكره شيئًا، ولتكن جملة عربية، ولكن اكتبها بحروف أجنبية، وفيها أرقام و حروف كابيتال “capital”، تَُصعب عملية الاختراق، جدد كلمة السر كل 6 أسابيع، أحجب صورك وكل المعلومات  الخاصة بك عن العامة، لا تجعل صفحتك متاحة للجميع على الفيس بوك، وقسم صفحتك بين المقربين والأصدقاء والمعارف، ومن تسمح له بمشاهدة أي شيء يخصك كل هذا يمكنك فعله بسهولة، والفيس بوك يسهلك ذلك، أيضا لا تقبل صداقة من شخص مجهول ولا يذكر أي معلومات واضحة على صفحته.

احذف أي إيميل غير واضح وغير معلوم المصدر ولا داعي لفتح الرسائل التي تأتي من جهات للإعلان والإغراء بالحصول على جوائز وتكون في الغالب كاذبة.

أمّن حسابك بحذف كل ما تجده غير مفيد وغير معروف المصدر وأي جهة تطلب منك دفع مبلغ ما أتصل بالجهة وتأكد أنها بالفعل أرسلت لك رسميا تطالبك بذلك مثل رسائل الضرائب أو الغرفة التجارية أو الغرامات والبلدية وغيره، لا تدفع إلا بعد التأكد بالاتصال المباشر.

وأخيرا هل هناك أمل في تأمين الشركات والمصالح الحكومية من الاختراق؟

حتى الآن وللأسف لا يوجد ولكن بتكليف من جامعة روتردام أعد حاليا رسالة ماجستير، عن كيفية التأمين لكافة وسائل الإنترنت وسوف نبدأ في إعداد دراسات وأبحاث حول ذلك ونأمل أن تحقق نتائج إيجابية.

ربما يعجبك أيضا