بتدابير صحية في المساجد والقطارات والمترو.. القاهرة تتحدى “كورونا”

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

اتخذت الحكومة المصرية عددًا من الإجراءات الصحية والتدابير الاحترازية بهدف التصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد، بعد حالة وفاة لسائح ألماني في مصر وتسجيل عشرات الإصابات لعدد من المصريين والأجانب بينها حالات إيجابية وسلبية، وتسعى الحكومة إلى التصدي لانتشار الفيروس القاتل بزيادة إجراءات النظافة والتعقيم في ظل تجمعات المواطنين في وسائل المواصلات كمترو الأنفاق والقطارات وزيادة عدد قطارات ورحلات المترو في محافظتي القاهرة والجيزة.

تأتي تلك الإجراءات منعًا للزحام وما ينتج عنه من اختلاط وتكدس والتأكيد على تطهير أماكن التجمعات للمواطنين، وتوزيع كميات كبيرة من الكمامات الطبية على ركاب المترو بالخطوط الثلاثة في أوقات الذروة وفي المحطات المزدحمة، كإجراء احترازي للوقاية من كورونا مع استمرار عمليات التطهير والتعقيم للقطارات والمحطات.

فضلًا عن الحرص على نظافة المساجد وساحات صلاة الجمعة، وتقليل مدة الخطبة لـ15 دقيقة وعقاب المتجاوزين في زيادة وقت الصلاة من الدعاة التابعين لوزارة الأوقاف.

وأكد الدكتور أسامة هيكل، وزير الدولة لشؤون الإعلام، أنه بداية من اليوم الأربعاء، سيكون هناك وسائل توعوية على كافة الوسائل الإعلامية بشأن فيروس كورونا، مضيفًا أن مصر من أوائل الدول التي ستعمل بالكشف الطبي السريع للوافدين من الخارج.

وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قد عقد اجتماعًا؛ لإيجاد حلول عاجلة لمشكلة تكدس وتزاحم الراغبين في إجراء تحليل فيروس “كورونا” للمواطنين الراغبين في السفر للخارج، وذلك بحضور وزراء: السياحة والآثار، والصحة والسكان، والطيران المدني، والدولة للإعلام.
صلاة الجمعة

تجري مديريات وزارة الأوقاف في مصر حصرًا لساحات الصلاة لأداء صلاة الجمعة بها، لتقليل الصلاة بالأماكن المغلقة تلافيًا لنقل العدوى، كما أطلقت الوزارة حملة لمراقبة نظافة المساجد وسط تنبيهات مشددة على تنظيف وتهوية المساجد، وخاصة قبل وبعد صلاة الجمعة.

ورصدت المديريات ما يقل عن 30% من المساجد لديها ساحات وعدد من المديريات لن تستطيع توفير ساحات، وجرى التنبيه بأن تكون الخطبة الأولى من صلاة الجمعة عن الشهداء ومدتها 10 دقائق والثانية عن النظافة ومدتها 5 دقائق.

وصرح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بأن خطبة الجمعة المقبلة، ستتضمن في الخطبة الثانية تأكيدًا على أهمية النظافة والأخذ بالأسباب، وبما لا يجاوز الوقت الذي حددته الوزارة بخمس عشرة دقيقة كحد أقصى، محذرة من تجاوز الوقت المحدد، مع اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه من يخالف الموضوع أو يتجاوز الوقت.

من جانب آخر، وجه وزير الأوقاف بتكثيف التفتيش على المساجد للتأكد من أعمال النظافة بها، والتزام جميع العاملين بها بسائر تعليمات الوزارة الدعوية والإدارية.

وفي سياق متصل، أكدت وزارة الأوقاف، أن كلا من الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق، ولجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب التي عقدت، أمس الثلاثاء، يؤيدون جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها وزارة الأوقاف في مواجهة انتشار فيروس كورونا.

وأوضحت الأوقاف، أن الجميع يؤيدون الإجراءات سواءً بقصر عمل المساجد على الصلاة وخطبة الجمعة أم بتحديد وقت خطبة الجمعة بما لا يزيد عن خمس عشرة دقيقة، وما عرضه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، في هذا الشأن.

زحام “المترو”

طالب وزير النقل المصري، كامل الوزير، بتطهير جميع قطارات مترو الأنفاق والمحطات بالخطوط الثلاثة يوميًا أثناء وبعد انتهاء التشغيل، وأيضًا وضع ملصقات معتمدة من وزارة الصحة والسكان للتعريف بالحالة وطرق الوقاية من فيروس كورونا المستجد وأيضًا التنويه من خلال الإذاعة الداخلية بجميع محطات الخطوط الثلاثة بأساليب الوقاية من المرض، كما أصدر كامل الوزير تعليمات بزيادة الدفع بقطارات إضافية بالمحطات المزدحمة لمنع التجمعات والازدحام بالمحطات.
تعقيم القطارات

تحرص شركة مترو الأنفاق بالقاهرة وهيئة سكك حديد مصر على إطلاق حملة موسعة لتطهير القطارات والمحطات وتعقيمها ضد فيروس كورونا، ضمن إجراءات وزارة النقل للمحافظة على القطارات والمحطات نظيفة دائمًا ضد فيروس كورونا، حيث يقوم بتنفيذ الحملة عمال النظافة بالمترو والسكة الحديد في إطار خطة مصر الاحترازية لمواجهة الفيروس.

ويقوم عمال النظافة بالسكك الحديدية بتطهير وتعقيم القطارات ودورات المياه بها ومقابض الأبواب ومساند المقاعد ونوافذ القطارات وكذا تعقيم شبابيك التذاكر وبواباتها ومقاعد المحطات والمصاعد والسلالم الكهربائية ودورات المياه بصورة منتظمة، خصوصًا القطارات العادية والمطورة ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كرونا، كما لجأ المرفقين إلى تعليق ملصقات في المحطات والقطار للتوعية بالفيروس وأعراضه وكيفية التصرف في حالة شعور الراكب بأعراض محتملة للفيروس.

هواتف “التمريض”

وجهت الإدارة المركزية للتمريض بوزارة الصحة والسكان في مصر، منشورًا عامًا، أمس الثلاثاء، إلى جميع مديريات الشؤون الصحية بالقاهرة والمحافظات بالتنبيه على التمريض ورئيساتهم بعدم غلق الهاتف المحمول طوال الوقت.

ووجهت الإدارة المركزية للتمريض بوزارة الصحة المديريات بالمحافظات بعمل ما يسمى بالفريق الطائر بكل مديرية على أن يكون لديه معلومات كافية عن مكافحة العدوى والوقاية من فيروس كورونا، والتعامل مع حالات العزل على أن لا يقل العدد عن 100 ممرض وممرضة وتجهيز كشف بأسمائهم وأرقام تليفوناتهم ترسل للإدارة المركزية للتمريض بالوزارة وإدارة الطب العلاجي.

وأوصى المنشور بضرورة التدريب لجميع أفراد هيئة التمريض على مستوى المستشفيات والوحدات عن كيفية الوقاية من مرض الكورونا مع إرسال تقرير يومي للإدارة المركزية للتمريض عن الأعداد التي تم تدريبها.

العملية التعليمية

أكد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن هناك غرفة أزمات منعقدة على مدار الساعة لمتابعة الأوضاع، مشيرًا إلى أن شائعات تأجيل الدراسة في التعليم الأساسي أكثر بكثير من التعليم العالي في الجامعات، مضيفًا: “للأسف كثير من جروبات “السوشيال ميديا” لم يقتصر دورها فقط على بث شائعات تعليق الدراسة بل امتد إلى تقسيم درجات التيرم، وطريقة أداء الامتحان في حال تعليق الدراسة وهذا غريب، وانطلقت هاشتاجات تطالب بطريقة تقسيم درجات التيرم، ونوه بأنه في حالة تعليق الدراسة شهر أو شهرين سيتم تعويضهم في الإجازة الصيفية وأن الامتحان في المحتوى العلمي بالكامل.

وتابع شوقي: “في حال تأجيل الدراسة لفترة زمنية معينة لأسباب موضوعية قررتها الدولة ككل من خلال وزارة الصحة والتعليم الأساسي والفني والأجهزة السيادية، لن يتم تصعيد طالب لمرحلة تعليمية جديدة ألا بعد استكمال دراسته لكافة المحتوى العلمي المطلوب منه ولن يتم خصم درجات أو إلغاء امتحانات وغيره.

خطة وقائية

وفي سياق متصل، دعت وزارة الصحة المصرية المواطنين إلى التوجه لمستشفيات الحميات عند الشعور بأي أعراض تشير للإصابة بكورونا كارتفاع في درجات الحرارة لعمل التحاليل اللازمة والاطمئنان على صحتهم، مع رفع درجة الاستعداد للقصوى بمستشفيات الحميات، ودعت المصريين إلى اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية.

وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية بوزارة التعليم العالي، الدكتور حسام عبدالغفار، إلى إعداد خطة وقائية، من شأنها منع انتشار الفيروس، والحفاظ على صحة الطلاب.

وتشمل: التهوية الجيدة لقاعات المحاضرات، وتقسيم الطلاب على أكبر عدد من القاعات، ومنع التكدس، والاهتمام بالنظافة الشخصية، واتباع الطرق الصحية للسعال، والتغذية السليمة، وتجنب ملامسة أي شخص مصاب بالرشح أو الزكام أو الأنفلونزا، والتنبيه بفحص الطلاب الذين يعانون من أية أعراض اشتباه في الإصابة.

ربما يعجبك أيضا