“كورونا القاتل”.. عندما يدق الأبواب لا فرق بين وزير وغفير

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

نوع جديد من أنواع الفيروسات الأكثر فتكًا، بات اسمه يتردد يوميًّا في كل دول العالم، بعد أن انتشر بشكل مخيف في غضون شهور قليلة، ليصيب العالم بحالة من الهلع والفوضى العارمة.

ورغم الإجراءات الوقائية العالمية المعلنة مع قدوم هذا الفيروس اللعين، إلا أنه يواصل انتشاره في أكثر من ثلاثين دولة، ليتسبب في آلاف الوفيات، وأكثر من مائة ألف إصابة.

وفي الوقت الذي تسعى فيه دول العالم لتضييق الخناق على فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، إلا أنه ما زال يلعب دوره بالانتشار من دولة لأخرى لحصد العديد من الإصابات، تلك التي لا تفرق بين أفراد، شخصيات عامة كانت أم مغمورة، فالجميع أمامه واحد، واستهدافه لبني البشر واحد.

الوباء يضرب طاولة المسؤولين

وفي هذا السياق، وعلى ذكر عدم تفرقة الفيروس لبني البشر، فنجد ضمن الأخبار التي تتردد يوميًّا عن عدد الإصابات والوفيات، أسماء بارزة قد قرر هذا الفيروس أن يكون ضيفًا ثقيلًا عليهم، حيث تفاجأ الكثيرون بأنه أصاب عددًا من المسؤولين والسياسيين والعسكريين البارزين عبر العالم، بعد أن ظن الجميع أنهم في منأى عنه.

ورغم أن هذه الفئة من الأشخاص، يعتقد البعض أنهم بعيدون عن الإصابة لما لديهم من اجراءات احترازية عالية، إلا أن سهولة انتقال العدوى من شخص لآخر جعلت الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة جدًا بين كل أفراد الشعب الواحد، الشيء الذي جعل من تسلله إلى دائرة السلطة ومشاهير المجمتع أمرًا سهلًا.

إيران.. ونصيب الأسد

في إيران، ومع مستجدات الأوضاع هناك من ارتفاع متزايد في أعداد المصابين والضحايا، كانت الجهات الرسمية قد أعلنت اليوم الثلاثاء تسجيل 54 حالة وفاة جديدة، ما رفع حصيلة الوفيات إلى 291 من بين 8042 حالة إصابة شهدتها البلاد.

ووسط هذه الأجواء، استطاع فيروس كورونا إرباك الحكومة الإيرانية، بعد أن تجاوزت الإصابات المواطنين العاديين إلى رؤوس في الحكومة الإيرانية، والبرلمان الإيراني، لتحصل الدولة على النصيب الأكبر من عدد الضحايا والمصابين لكبار الشخصيات، لعل آخرهم نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة، معصومة ابتكار، التي أكدت إصابتها بالفيروس المستجد.

– نائب الرئيس الإيراني لشؤون المرأة

السلطات الإيرانية، كانت قد أكدت إصابة نائب الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة في إيران، السيدة معصومة ابتكار، بفيروس كورونا المستجد، حيث قالت مسؤولة العلاقات الإعلامية لنائب الرئيس الإيراني، لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إيرنا، إنه بعد ظهور أعراض المرض على السيدة ابتكار، أثبتت الاختبارات المعملية إصابتها بالمرض، مشيرة إلى أن ابتكار تتلقى العلاج في منزلها.

وكانت ابتكار قد حضرت اجتماعًا لمجلس الوزراء في طهران قبل إعلان إصابتها بيوم، وشوهدت في صور رسمية تجلس على بعد مسافة قريبة من الرئيس الإيراني حسن روحاني.

– مستشار المرشد

استهدف فيروس كورونا أيضًا محمد مير محمدي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بعد إصابته بفيروس كورونا، حيث ذكرت الإذاعة الحكومية في إيران خبر وفاته في مطلع الشهر الجاري، بعد أن فارق الحياة في مستشفى بطهران، إثر إصابته بالفيروس.

وكان محمدي -البالغ من العمر 71 عامًا- عضوًا في مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، ومستشارًا لخامنئي.

– نائب وزير الصحة

نائب وزير الصحة الإيراني، إيراج حريرجي، كانت وكالة العمال الإيرانية، قد أعلنت خبر إصابته بفيروس كورونا، فور التأكد من النتائج.

ومن جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الصحة، حينها، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، أن نائب وزير الصحة إيراج حريرجي قد أصيب بالفيروس ووضع قيد الحجر الصحي.

وكان حريرجي قد ظهر في بث مباشر، وهو يتصبب عرقًا، الأمر الذي أثار تساؤلات المشاهدين بشأن إصابته بكورونا، وهو ما تم التأكد منه لاحقًا.

– رئيس لجنة الأمن القومي

كما أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني مجتبى ذوالنور، إصابته بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد يومين من تأكيد إصابة نائب وزير الصحة.

ونشر النائب ذوالنور مقطع فيديو على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” قد أعلن فيه إصابته بفيروس كورونا، قائلًا: “اختبار فيروس كورونا بالنسبة لي ظهر إيجابيا، بطبيعة الحال لا قلق بهذا الصدد، أنا الآن في الحجر الصحي”.

– نائب الرئيس الإيراني

كما كشف موقع “إيران واير”، عن إصابة إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني، بفيروس كورونا، وأفادت وسائل الإعلام أنه وضع حينها رهن الحجر الصحي في بيته، ويخضع للعلاج من قبل فريق طبي.

– قائد مخابرات الحرس الثوري

كذلك كشف موقع “بيك إيران” عن وفاة أحد قيادات مخابرات الحرس الثوري “القوات الأرضية” متأثرًا بالفيروس.

وأضاف أن رمضان بورقاسم، قائد في مخابرات الحرس الثوري ونائب وزير الاتصالات في حكومة روحاني الأولى والثانية ورئيس هيئة ومقر إقامة صلاة الجمعة في مدينة ساري توفي في مستشفى الخميني في ساري بسبب إصابته بمرض كورونا، إلا أن مواقع إيرانية نفت وفاته بكورونا وذكرت أنه توفي وفاة طبيعية.

– السياسي خسروشاهي

وفي تطورات الأوضاع، أعلنت مواقع إيرانية أيضًا، وفاة الدبلوماسي والسياسي الإيراني ورجل الدين، ورئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة الأسبق، هادي خسروشاهي بعد إصابته بالفيروس القاتل في مدينة قم، ومن ثم خضوعه للعلاج في إحدى مستشفيات العاصمة طهران.

– اللاعبة إلهام شيخي

ومن الشخصيات السياسية إلى اللاعبين ذات الشهرة العالية، حيث أعلنت السلطات وفاة لاعبة كرة قدم الصالات في إيران، إلهام شيخي -البالغة من العمر 23 عامًا- في مدينة قم، إثر إصابتها بالفيروس.

إيطاليا.. عسكريون وسياسيون

وجاءت إيطاليا على قائمة أعلى الدول، من حيث عدد الإصابات والوفيات بكورونا المستجد، إذ سجلت البلاد أكثر من تسعة آلاف مصاب بينهم 463 توفوا، بحسب حصيلة جديدة صدرت مساء الإثنين.

– رئيس هيئة أركان الجيش

ومن ضمن هذه الحالات التي تضمنتها قائمة الوفيات والإصابات، جاء اسم رئيس هئية أركان الجيش الإيطالي، الجنرال سالفاتوري فارينا، الذي أعلنت السلطات إصابته بفيروس كورونا، وتم حجره صحيًا.

وكانت وسائل الإعلام الإيطالية، قد نقلت عن فارينا قوله: “أجريت تحليل كورونا والنتيجة كانت إيجابية، أنا بخير الآن، وأقيم في الحجر الصحي.

– الزعيم الديمقراطي “زينجاريتي”

كما أصيب الزعيم الديمقراطي نيكولا زينجاريتي، الذي تأكدت إصابته، بعد انتقال العدوي له من أحد حاملي الفيروس.

– رئيس إقليم بييمونتي

وأصيب رئيس إقليم بييمونتي الإيطالي، ألبرتو سيريو، بالعدوي ليصبح بذلك ثاني رئيس إقليمي يصاب بالمرض.

– مفوض التنمية الاقتصادية

وتعرض للعدوي أيضًا مفوض التنمية الاقتصادية الإيطالي ساندرو ماتيسولي، بسبب تواجده بمنطقة “لومبارديا” الإيطالية، وهي الأكثر تسجيلًا للإصابات بالفيروس في إيطاليا.

فرنسا.. وزير الثقافة “الأبرز”

وفي فرنسا، كان كورونا قد استهدف أيضًا عددًا من المسؤولين، حيث أعلنت وزارة الثقافة الفرنسية، أن الوزير فرانك ريستر، قد أصيب بفيروس كورونا، لكنه في حالة جيدة.

وأوضح بيان صادر عن الوزارة، أنه ثبتت إصابة الوزير بالفيروس بعد إجراء فحوصات طبية على إثر ظهور أعراض المرض عليه.

وكان الوزير الفرنسي قد زار البرلمان في الآونة الأخيرة، واكتشف أنه خالط أشخاصًا مصابين أثناء وجوده هناك، الأمر الذي دفعه للخضوع لفحوص طبية أثبتت إصابته بالفيروس.

أيضًا، أصيب خمسة نواب واثنان من موظفي الجمعية الوطنية “البرلمان” بكورونا، بينهم نائبتان شاركتا في اجتماعات لجنة الشؤون الثقافية.

قيادات جيش بالولايات المتحدة

وفي الولايات المتحدة، قال الجيش الأمريكي: إن قائد الجيش في أوروبا -إلى جانب عدد من الموظفين- ربما قد تعرضوا لفيروس كورونا خلال مؤتمر عقد في الآونة الأخيرة.

ووفقًا لوسائل الإعلام، قال الجيش، في بيان له، إن الجنرال كريستوفر كافولي، حضر المؤتمر -الذي شمل قادة للقوات البرية، وعقد في مدينة فيسبادن بألمانيا- “يراقب حالته” ويعمل عن بعد في الوقت الراهن، بعد أن تم التأكد من إصابة أحد المشاركين الأجانب بالفيروس.

هل اقترب كورونا من ترامب؟

وفي الكونجرس الأمريكي، أعلن العضو الجمهوري دوغ كولينز، إنه سيفرض على نفسه حجرًا صحيًا، رغم عدم ظهور أي أعراض عليه، موضحًا أن منظمي مؤتمر كبير للمحافظين (سيباك) عقد نهاية فبرايرالماضي أبلغوه أنه تم التقاط صورة له مع شخص تبيّن بعدها أنه مصاب بفيروس كورونا.

وكان كولينز كان رافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد ذلك، خلال زيارة رسمية، وبدا واقفًا تمامًا خلف ترامب.

وفي البيت الأبيض، كان مارك ميداوز -رئيس موظفي البيت الأبيض المعين حديثًا- قد أعلن مؤخرًا أنه وضع نفسه رهن الحجر الصحي بسبب اشتباه في إصابته بالفيروس، كاشفًا عن إنه من المحتمل وأن التقى أحد المصابين خلال أحد التجمعات السياسية الأخيرة.

كذلك سبق لعضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور تيد كروز، أنه قد أعلن عزل نفسه، بعد أن التقى شخصًا ثبتت إصابته بفيروس كورونا المستجد.

مسؤول عسكري فلسطيني

وفي فلسطين، أعلن رئيس القضاء العسكري الفلسطيني في رام الله، عن إصابة المدعي العام العسكري جهاد عوض شوكة، بالفيروس، داعيًا كل من اختلط به لاتخاذ إجراءات الوقاية.

وقال رئيس القضاء العسكري، إنه تم اكتشاف إصابة “شوكة”، حيث أنه “نسيب أحد العاملين في الفندق المحجور عليه في بيت جالا”، مضيفًا: “على جميع الأساتذة المحامين ممن كان لهم قضايا في النيابات العسكريه في أريحا، وجميع الموظفين في القضاء العسكري في أريحا “محاكم ونيابات وموظفين” أن يقوموا بفحص أنفسهم حفاظا على حياتهم وعائلاتهم، مع إبلاغ الاستخبارات لمتابعة وضع المستدعيين كذلك”.

الرئيسان البرتغالي والمنغولي

وفي البرتغال خضع مارسيلو ريبيلو دي سوزا، رئيس البلاد للحجر الصحي، بعد إصابته بالفيروس، إثر لقائه بطلاب أحد المدارس، والتي أغلقت لاحقًا بعدما ظهر فيها إصابات بالفيروس التاجي.

وأصبح الرئيس البرتغالي، ثاني رئيس دولة في العالم يخضع للحجر الصحي بعد رئيس منغوليا خالتما باتولغا، وذلك بعد يوم واحد من زيارته للصين على رأس وفد حكومي.

مسؤولو العراق والكويت

وسائل الإعلام العراقية، كانت قد أعلنت عن إصابة 10 نواب عراقيين، بعد خضوع النواب العراقيين للفحص الطبي، وتبين إصابة 10 أعضاء من مجلس النواب العراقي، وتحفظ البرلمان عن ذكر أسمائهم.

وزيرة الصحة البريطانية

الفيروس الذي استهدف عدد من المسؤولين في العديد من دول العالم لم يهدأ من روعه حتى الأن، إذ أعلنت وزيرة الصحة البريطانية، نادين دوريز، في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، عن تأكيد إصابتها بالفيروس.

وأعربت الوزيرة عن امتنانها وشكرها لجميع من اطمأنوا عليها، مشيرة إلى قلقها من إصابة والدتها التي تقيم معها.

ربما يعجبك أيضا