اختراق الهواتف واستباحة التجسس في زمن الكورونا

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

طورت شركة Raeli” للمراقبة، التي اتهمتها إدارة “واتس آب” من قبل بإنشاء برامج تجسس تخترق الهواتف، تكنولوجيا جديدة لتحديد انتشار الفيروس التاجي من خلال تتبع بيانات الهاتف المحمول للمرضى بفيروس “كورونا”.

ويأتي البرنامج الجديد، الذي يتم تجريبه من قبل العديد من البلدان في الوقت الحالي، وسط مخاوف متزايدة بشأن الخصوصية والأمن السيبراني أثناء تفشي المرض.

ونفذت العديد من البلدان، بما في ذلك الصين وإيران وإسرائيل، إجراءات منفصلة لمسح الهواتف المحمولة للمرضى في محاولة لرسم خريطة لتفشي المرض.

ويعمل البرنامج عن طريق أخذ بيانات أسبوعين من تتبع الهاتف المحمول (وقت حضانة الفيروس) من المريض ومن ثم الإسناد الترافقي لذلك من خلال تفاصيل الموقع المأخوذة من أبراج الهاتف المحمول لتحديد حركة المريض وكذلك من كان في جوارهم لمدة تزيد عن 15 دقيقة.

وسيسمح المنتج أيضًا للحكومة ذات الصلة بإرسال رسائل نصية إلى الأشخاص الذين اتصلوا بالمريض لفترة كافية للعدوى وتحذيرهم من أنهم في خطر.

وتجري الشركة حاليًا مناقشات مع عدة دول، وقد تم بالفعل تنفيذ مخططات تجريبية، وفقًا لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية.
 

وكشفت وكالة “بلومبرج” أن شركة تكنولوجيا إسرائيلية، طورت برنامجا جديدا، تختبره عدة دول بهدف تتبع انتشار فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد-19) الذي يجتاح العالم.

وقالت الوكالة الأمريكية، إن شركة “إن إس أوه جروب ليميتد” (NSO Group Ltd)، التي اكتسبت سمعة سيئة بسبب برامج التجسس التي تبيعها، تهدف إلى وقف انتشار العدوى.

ونقلت علن مصدر مطلع قوله إن المنتج الجديد يحلل كميات هائلة من البيانات لرسم خريطة لتحركات الأشخاص لتحديد من هم على اتصال بهم، الذي يمكن استخدامه بعد ذلك لوقف انتشار العدوى.

وكشف المصدر الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن نحو 12 دولة (لم يسمها) تختبر برنامج الشركة.

وأوضح أن البرنامج يجمع معلومات تتبع الهاتف المحمول للشخص المصاب لفترة أسبوعين – وقت حضانة الفيروس – ثم يطابقها مع بيانات الموقع التي جمعتها شركات الهاتف المحمول الوطنية التي تحدد المواطنين الذين كانوا بالقرب من المريض لأكثر من 15 دقيقة ويكونون عرضة للعدوى.

يأتي اختبار البرنامج الجديد بعد موافقة إسرائيل على استخدام تقنية تتبع طورت لمكافحة الإرهاب، من أجل رصد تحركات مرضى فيروس كورونا والأشخاص الذين تعاملوا معهم، في خطوة مثيرة للجدل، قال منتقدون إنها تشكل انتهاكا للخصوصية.

واستندت إسرائيل إلى الظروف الاستثنائية واستعانت بالمراقبة الإلكترونية في معركتها للسيطرة على فيروس كورونا، وقالت إن وقف انتشار الفيروس أهم من المخاوف من انتهاك الخصوصية.

وستتيح هذه الخطوة للحكومة بيانات من خلال الهواتف المحمولة لتتبع حركة المصابين بالفيروس وتحديد من يوجد في منطقة مجاورة وتحذيره.

لا يمكن لعمليات التجسس وأجهزة الاستخبارات علاج كورونا ولا وقف انتشاره، ولكن يمكنها تزويد صناع القرار بمعلومات تسهل اتخاذ القرارات المدروسة. وبهذا يمكن الحد من القلق، ويمكن التعرف على مكان انتشار المرض بشكل أفضل، وتقييم خطط وقدرات التنفيذ في الخارج أيضا بشكل أفضل.

ربما يعجبك أيضا