لمواجهة أوجاع كورونا المادية.. “سباق خيري” في مصر لمساعدة الأسر الفقيرة

إبراهيم جابر

كتب – إبراهيم جابر

في الوقت الذي يخوض فيه العالم حربًا ضد وباء كورونا المستجد، والذي أودى بحياة الآلاف وأصاب عشرات الآلاف، على مستوى العالم، سارعت العديد من الدول إلى اتخاذ العديد من الإجراءات للحد من التجمعات حدًّا لانتشار الفيروس، وتضمنت هذه القرارات وقف كثير من مصادر الرزق التي كان يعتمد عليها الكثيرون لتوفير لقمة العيش، وترتب على هذه القرارات فقدان الكثيرين  لوظائفهم، فأصبحوا عاجزين عن توفير قوت يومهم لهم ولذويهم.

في مصر، خرجت الحكومة والعديد من الجمعيات الأهلية ونجوم الرياضة والفن ليعلنوا عن تقديمهم مساعدات للأسر التي توقفت  أعمالهم، وخاصة أصحاب الأعمال الحرفية ممن يعتمدون على “دخل يومي”، من أجل تمكينهم من تحمل آثار القرارات المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا المستجد.

“مساندة حكومية”

الحكومة المصرية، فطنت مسبقا للأوضاع التي ستواجهها، العمالة غير المنتظمة، فأعلنت وزارة القوى العاملة، صرف منحة استثنائية للعمالة غير المنتظمة المستفيدة والمسجلة بقواعد بيانات مديريات القوى العاملة بالمحافظات، قدرها 500 جنيه من خلال مكاتب البريد التابعة لمحل إقامة كل عامل، يستفيد منها حوالي 300 ألف عامل.

وذكر الوزير محمد سعفان، أن ذلك يأتي تحقيقا للعدالة الاجتماعية السلامة والأمان للعمالة غير المنظمة ومشاركة في الوزارة في تنفيذه مبادرة رئيس الجمهورية “حياة كريمة”، وفي إطار المساهمة لرفع العبء عن كاهل هذه الفئة في ضوء الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وما تعانيه العمالة غير المنتظمة، في ظل تداعيات لفيروس كورونا المستجد.

ووافق الوزير، على صرف إعانة وفاة لصالح ورثة العمالة غير المنتظمة المتضررين من جميع حالات حوادث الطرق التي أدت إلى الوفاة، من وإلى العمل، فضلا عن شمول هذه الفئة المسجلة المستحقة التي تم حصرها في حملة “حماية”، والعمالة غير المنتظمة بالقرى الأكثر احتياجا بوليصة التأمين على الحياة “أمان”.

وفي ظل تضرر العاملين في قطاع السياحة، جراء حظر السفر بين العديد من الدول، وتعليق حركة الطيران، وتوقف السياحة، طالب الوزير بإعداد مذكرة عاجلة للعرض على رئيس مجلس الوزراء بشأن إعداد التدابير والترتيبات اللازمة لمواجهة أوضاع العاملين بقطاع السياحة عقب صدور قرار تعليق حركة الطيران.

“تحدي الخير”

وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، أطلق نجم المنتخب المصري لكرة القدم سعد الدين سمير، بالتعاون مع إحدى الجمعيات الأهلية حملة “تحدي الخير”، لمساندة الأسر الفقيرة المتضررة بقرارات الحكومة بإغلاق المحال والمراكز التجارية والمطاعم والمقاهي والملاهي الليلية بدءًا من السابعة مساء حتى السادسة صباحا، في إطار التدابير الاحترازية للحد من انتشار وباء كورونا المستجد.

الحملة الجديدة، لاقت رواجًا كبيرًا بين الفئة المستهدفة من نجوم الرياضة والفن، فمدافع الأهلي سعد الدين سمير، أعلن تكفله بـ20 أسرة، وتحديه عددًا من زملائه، وأصدقائه للمشاركة، فتعهد اللاعبون أحمد فتحي بتكفل 30 أسرة لـ3 أشهر، ووليد سليمان 25 أسرة، ومحمد الشناوي 20 أسرة، وطارق حامد 30 أسرة، ومحمود علاء 30 أسرة، وكريم نيدفيد 20 أسرة، ومحمود تريزيجيه 40 أسرة، ومحمود كهربا 50 أسرة، وشيكابالا 30 أسرة.

ولاقت الفكرة رواجًا كبيرا بين نجوم الفن في مصر، فأعلن الفنانون أحمد السقا تكفله بـ70 أسرة، وعمرو يوسف 100 أسرة، وأمير كرارة 100 أسرة، ومنى زكي 80 أسرة، وأحمد فهمي 50 أسرة، وشيكو 50 أسرة، وهنا الزاهد 50 أسرة، إضافة إلى الفنانة سلمى أبوضيف.

وشارك الفنان تامر حسنى في مبادرة “تحدي الخير”، معلنًا قبول تحدي الفنان عمرو يوسف، وتكفله بـ400 أسرة، كما أعلن الممثل محمد رمضان مشاركته في التحدي وتبرعه بمبلغ 2 مليون جنيه لوزارة الصحة لمقاومة فيروس كورونا.

“البرلمان يستعد”

وأعلن وكيل لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب محمد أبوحامد، أن اللجنة تبحث مع مجلس الوزراء ووزارتي التضامن الاجتماعي والتخطيط، منذ أيام الدفع ببرنامج مؤقت لحماية الفئات المتأثرة من قرارات إغلاق المحلات والكافيهات من العمالة غير المنتظمة واليومية، في ضوء الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة لمواجهة فيروس كورونا.

وأكد لـ”الوطن”، أن هناك تواصلًا يتم منذ أيام مع وزارتي التضامن الاجتماعي والتخطيط لاتخاذ عدد من التدابير لحماية العمالة غير المنتظمة، منوها بأن اللجنة البرلمانية تضع أمام أعينها أهمية تدبير احتياجات هذه الفئة، ولاسيما في برنامج مؤقت يقوم بنفس الدور الذي يقدمه برنامج تكافل وكرامة.

في الوقت ذاته، بدأ عدد من الأحزاب المصرية، والنواب في دوائرهم في إطلاق حملات لمساندة الأسر.

“الجمعيات الأهلية”
وعلى نفس المنوال، شارك عدد من الجمعيات الأهلية في مساندة الأسر الفقيرة، معلنة تخصيص أرقام لمساندة الأسر والعمال باليومية، كما أعلن منتدى المنظمات الأهلية بالمجلس القومي للمرأة، التضامن الكامل مع جهود الدولة المصرية، مشيرًا إلى أنه على جميع مكونات المجتمع المدني المصري من جمعيات ومؤسسات أهلية وأحزاب سياسية وجامعات ومعاهد الأكاديمية ورجال الأعمال والشركات الخاصة والبنوك والمؤسسات الحكومة وجميع القوى، أن تتكاتف وتتضامن في مواجهة الأثار السلبية للإجراءات الوقائية التي لابد منها.

وأكد المنتدى أنه يجب المحافظة على توفير حياة لائقة للملايين من الفئات التي ستضرر بسبب إغلاق الشركات والمطاعم والمقاهي والفنادق أو تسريح العمالة منها، بالإضافة للعاملين في القطاع غير الرسمي، والعمالة الموسمية.

ربما يعجبك أيضا