كورونا في العراق.. “النساء لدينا لا تحجر”

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

الموت في المنزل، قد يكون مصير العديد من الفتيات والنساء العراقيات المصابات بفيروس كورونا، بعد رفض ذويهن نقلهن إلى مراكز الحجر الصحي لتلقي العلاج تحت ذريعة تشوه السمعة التي يعتبرونها ورقة بيضاء وأي شائبة فيها تعتبر مخلة بالشرف والسمعة في داخل المنطقة والعشيرة.

“النساء لدينا لا تحجر”، جملة قد تفقد الفتيات العراقيات حياتهن حال إصابتهن بفيروس كورونا، فقد رفضت عائلة عراقية في العاصمة بغداد نقل ابنتهم إلى الحجر الصحي بعدما جاءت نتيجة الفحوصات المختبرية إيجابية بإصابتها بفيروس كورونا، الأمر الذي دفع عشيرتها إلى التدخل لمنع الكوادر الطبية من حجرها.

يقول مصدر طبي عراقي :”إن امرأة أثبتت نتائج الفحوصات المختبرية إصابتها بفيروس كورونا المستجد، لم نتمكن من نقلها إلى الحجر الصحي لرفض ذويها ذلك معتبرين حجرها معيبا، ومغايرا لعاداتهم وتقاليدهم التي لا تسمح للنساء بالمبيت في أماكن بعيدة عنها دون مرافق”.

هروب المصابين

يقول “علي البياتي” -عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية- “بسبب حالات رفض من ذوي الفتيات والنساء المصابات بفيروس كورونا، لنقلهن إلى الحجر الصحي، تحدث مشاكل واعتراضات من قبل الأهالي على الحجر الصحي على الرغم من تخصيص الدولة أماكن مختلفه في عدة مناطق ولكن يرفض الأهالي بحجة الخوف ويقومون بتنظيم مظاهرة أمام المستشفى”.

رجع البياتي هذه المشاكل، إلى ضعف هيبة الدولة، مع قلة الوعي، معربا عن اعتقاده بأن العراق قد تجاوز مرحلة المصابين الوافدين بفيرورس كورونا، إلى المرضى من داخل البلد.

ولفت البياتي، إلى هروب العديد من المصابين بفيرورس كورونا قبل نقلهم إلى الحجر الصحي، معللا ذلك بأن نسبة 80% من الحالات خفيفة، بالإضافة إلى قلة الوعي حول خطورة انتشار المرض السريع، على أقل التقدير المصاب لا يعرف أنه يجب أن يحمي الآخرين من نقل العدوى، وخاصة كبار السن، والمرضى، وهذا دليل أن برامج التوعية لا تزال ضعيفة، ولم تستخدم كل الإمكانيات من إعلام، وشبكات اتصالات، وصفحات تواصل اجتماعي بل هنالك طرق تقليدية فقط للتوعية، وكذلك عدم وجود ثقة من قبل المواطنين بالمؤسسات الصحية.

رغم الحظر

تجمع عشرات الآلاف من العراقيين في بغداد ومدن عدة أمس السبت ، لإحياء ذكرى أحد الأئمة المعصومين لدى الشيعة، متحدين بذلك حظر التجول المفروض لمنع تفشي فيروس “كورونا” ، وقبل عدة أيام اتخذ الزوار الشيعة الطريق إلى مدينة الكاظمية في بغداد، وأمس توافد مئات الآلاف الزوار من جميع المحافظات لأداء الزيارة.

وتتخذ السلطات العراقية إجراءات مشددة بهدف منع انتشار الوباء خصوصاً في الأماكن المقدسة لدى الشيعة، في بلد يعاني نقصاً مزمناً في المعدات الطبية والأدوية والمستشفيات.

فيما أعلن المرجع الشيعي الأعلى في العراق “آية الله علي السيستاني” قبل أيام، وقف إقامة صلوات الجماعة في المساجد والالتزام بمنع التجمعات ، لكن ذلك لم يثنِ كثيرين، خصوصاً أن مقتدى الصدر دعا أنصاره إلى إحياء الزيارة ثم التزام القواعد الطبية والصحية.

غلق المرقد

رفض الزعيم الشيعي “مقتدى الصدر”، اتهامات وجهت إليه بزيادة تفشي فيروس كورونا في العراق، بعد منحه آلافًا من أنصاره إذنا بزيارة دينية، شمالي بغداد، يأتي موقف الصدر بعد ساعات من إغلاق سلطات الأمن جميع مداخل ومخارج مدينة الصدر (معقل أنصار الزعيم الشيعي) شرقي بغداد، عقب المشاركة في إحياء ذكرى وفاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم.

يقول “الصدر”: ” لم أعترض على حظر التجوال، ولم نخرقه، ولا على الإجراءات الصحية والتنظيمية في مراقد المعصومين (المراقد الدينية الشيعية)، لكن اعتراضنا كان على الغلق فقط للمراقد”.

وأضاف: “دعمنا الكوادر الصحية معنويا، وحاولنا مساعدتهم من خلال زج أفراد سرايا السلام (الفصيل المسلح للصدر) معهم، واليوم يتهمنا البعض بزيادة نشر الوباء “كورونا”.

يأتي ذلك بعد حملة واسعة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، حملوا فيها “الصدر” مسؤولية تفشي الفيروس، على خلفية سماحه لأنصاره بالذهاب إلى الزيارة‎.

الاعتقال هو الحل

الجمعة الماضية أعلنت قيادة عمليات بغداد، عن اعتقال 202 عراقيين لمخالفتهم إجراءات حظر التجوال الذي اتخذته السلطات العراقية للحد من انتشار فيروس كورونا.

وذكر بيان لقيادة عمليات بغداد أن “قواتنا الأمنية بتشكيلاتها كافة واصلت الإجراءات الخاصة بفرض حظر التجوال الوقائي داخل بغداد، وتمكنت من إلقاء القبض على 202 مخالفين للأوامر الصادرة بشأن الحظر للوقاية من فيروس كورونا المستجد”.

وأكد البيان أن قيادة عمليات بغداد مستمرة في إجراءتها وستحاسب المخالفين بشدة ولن تتهاون في تطبيق الأوامر الصادرة من الجهات المختصة، وتدعو الجميع إلى مساعدة القوات الأمنية والبقاء في المنازل حتى زوال الخطر وحسب تقديرات الجهات المعنية.

فيما أعلنت وزارة الصحة العراقية وصول عدد الإصابات بفيروس “كورونا” إلى 208 إصابة والوفيات 17 حالة ، فيما تعافى 52.

يذكر أن حظر التجوال قد بدأ في بغداد من يوم 17 مارس ويستمر حتى 24 من الشهر ذاته.

ربما يعجبك أيضا