الأردن في مواجهة كورونا.. الدولة تناشد الشعب: لا تفشلونا!

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق

عمّان – لجأت الحكومة الأردنية الأربعاء، لمناشدة شعبها، من أجل الالتزام بالتعليمات وعدم كسر حظر التجول، حتى لا تذهب جهودها في احتواء وباء كورونا العالمي أدراج الرياح ويتفشى المرض.

وتخشى الحكومة من فقدان السيطرة على فيروس كورونا، بعدما وصل عدد المصابين به إلى 172 حالة مثبتة، منها 19 أعلن اكتشافها الأربعاء.

وتزداد مخاوف الحكومة من العودة لنقطة الصفر في إجراءات مواجهة الوباء، في ظل عدم التزام السكان بالتعليمات الوقائية من المرض.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة، خلال إيجاز صحفي، إنه في “في كل مرّة نخرق فيها حظر التجوّل، ونعيد المخالطة، ولا نتقيّد بإجراءات السلامة والوقاية ستكون النتائج وخيمة علينا جميعاً، وسنعود إلى نقطة الصفر في مواجهة هذا الوباء.

وأكد أنه وفي ظل عدم التزام المواطنين بالتعليمات، ومع زيادة أعداد المصابين بالفيروس ستتخذ الحكومة إجراءات أشد قسوة للحيلولة دون تفشيه.

وأوضح الوزير أن” أجهزتنا الأمنيّة والأطبّاء والممرّضون وغيرهم من الكوادر يبذلون جهداً عظيماً، وهذا يتطلب إسنادًا شعبيًا والتزامًا في جميع التعليمات”.

وأكد أن الحكومة ” لن تتهاون مطلقاً مع حالات خرق حظر التجول، وسنتعامل معها وفق القانون” مشيرًا إلى أن “كلّ فرد يثبت خروجه بغير مبرّر سنفرض عليه غرامة مقدارها مئة دينار، وإذا تكرّرت المخالفة تتضاعف ويتمّ توقيفه لدى الأجهزة الأمنيّة”.

زيادة المصابين تقلق الدولة

فيما يبدو أن مؤشر أعداد المصابين بفيروس كورونا في صعود، قال وزير الصحة سعد جابر، إن الأمر مقلق للغاية، متوقعًا ارتفاع حصيلة المصابين، في ظل مشاهد التهافت والتزاحم التي حصلت خلال اليوم وأمس.

وأكد الوزير أن “المخالطة والممارسات التي رأيناها أمس، والخروقات التي تمّت لحظر التجوّل سنلمس نتائجها المؤسفة بعد أيّام”.

وهذا ما تتوقعه اللجنة الوطنية للأوبئة، حيث تؤكد أن أيام الخميس والجمعة والسبت القادمة، ستصعد أرقام المصابين بفيروس كورونا في الأردن بشكل كبير، نتيجة حالة الفوضى التي اعترت المشهد في الشارع.

وفي محاولة منه، لإقناع الشعب بعدم الخروج والبقاء في المنازل، نقل الوزير رسالة من أحد الممرضين إلى المواطنين عبر الهواء مباشرة، دعاهم فيها، ضرورة التزام الجميع بالتعليمات، وتحدث عن صعوبة الظروف والضغوط التي يواجهها الكادر الطبي في مواجهة الوباء والتعامل مع المصابين.

وختم وزير الصحة، حديثه مناشدًا الأردنيين بقوله ” أرجوكم لا تفشلوا جهد الحكومة للحفاظ على سلامتكم”.

الأمن يتوعد المخالفين

وفي اليوم الرابع من سريان حظر التجول، وما تضمنه من فتح جزئي للمحال التجارية داخل الأحياء، أظهر الأردنيون حالة التزام عام بالتعليمات، فيما ظهرت صور الاكتظاظ والتزاحم وهو أكثر من تخشاه الحكومة.

وأعلن الأمن العام، ضبط ما يزيد عن 1200 مركبة وحجزها منذ تفعيل قرار خروج الناس إلى الشوارع في العاشرة صباحا وحتى السادسة مساء اليوم.

ودوت صافرات الإنذار بعد ذلك مباشرة، من أجل عودة السكان لمنازلهم.

وأعلن الامن العام، ارتفاع عدد المركبات المضبوطة الى 1134 مركبة لمخالفتها منع الاستخدام والتنقل وجرى حجزها.

وأكد الأمن أن رجال الأمن العام المنتشرين في مختلف المواقع سيتابعون ضبط كافة المركبات المخالفة للأوامر الصادرة بموجب قانون الدفاع بحزم ودون تهاون.

وشددت على أن حظر التجول بعد السادسة يشمل من يحملون تصاريح الحركة، وسيتم اتخاذ الاجراءات القانونية بحق المخالفين.

وتمنى الأمن من جميع من يحملون تصاريح الحركة عدم التنقل او استخدم مركباتهم بعد السادسة مساءا.

وأهابت مديرية الأمن، بالجميع الالتزام تجنبا لتعريض أنفسهم للمساءلة القانونية .

مفتي الأردن: الابتلاء سنة إلهية

من جانبه، قال مفتي عام الأردن، الشيخ عبد الكريم الخصاونة إن الابتلاء سنة إلهية وهو محك الإيمان الصادق، وبه يظهر صدق المؤمنين ونصحهم ووضوحهم، وبه يبرهن على ثباتهم وتمسكهم بدينهم.

وأضاف المفتي العام ” فلو كانت الحياة كلها يسرٌ ورخاءٌ لادّعى كلّ مدّعٍ أنه مؤمن صادق ومخلصٌ في إيمانه”، وان من سنة الله في خلقه أنه يبتليهم بالوباء والأمراض والجوع، وبكل ما يجلب الآلام، ويورث المتاعب والأكدار، فيكفّر بها الذنوب والخطايا ويمنح الأجر والثواب”.

وأشار إلى أن حياة الإنسان تمر بين عسر ويسر، وشدة ورخاء، وفقر وغناء، موضحا أن الابتلاء صعب وقاس؛ يأتي ليغسل القلوب وينقّيها من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، ويخرج صاحب القلب المبتلى نقيا تقيا لا غلّ فيه ولا حقد ولا حسد، فيخرج بالفوز والفلاح.

ربما يعجبك أيضا