اليمن.. معارك ضارية و”نفير عام” رغم دعوات وقف إطلاق النار

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

استمرت المعارك في اليمن، رغم ترحيب كافة الأطراف الإقليمية واليمنية بدعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في الأراضي اليمنية، لمواجهة الانتشار المحتمل لفيروس كورونا.

ميليشيات الحوثي حاولت شن هجمات على قوات الجيش اليمني، الذي بدوره صد الهجمات وشن هجمات معاكسة على المليشيات الإرهابية الموالية لإيران في عدد من المناطق.

الجيش اليمني أعلن التعبئة العامة والدعوة إلى النفير العام لتحرير العاصمة صنعاء التي تخضع لسيطرة ميليشيات الحوثي ذراع إيران في اليمن، وأكد اجتماع عسكري برئاسة وزير الدفاع اليمني، الفريق محمد المقدشي، ضم محافظي مأرب وصنعاء وريمة ووكلاء محافظات البيضاء وذمار وعمران، على التعبئة العامة والدعوة إلى النفير العام في مختلف المحافظات والمناطق المحررة للتوجه نحو تحرير العاصمة صنعاء وصعدة للقضاء على الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة.

دعوة أممية وترحيب

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، “الأطراف المتقاتلة في اليمن إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وبذل قصارى جهدهم لمواجهة الانتشار المحتمل لفيروس كورونا”، ودعا غوتيريش الأطراف إلى العمل مع مبعوثه الخاص من أجل التوصل لخفض التصعيد على مستوى البلاد، وتحقيق تقدم في الإجراءات الاقتصادية والإنسانية التي من شأنها التخفيف من معاناة الشعب اليمني.

ورحبت الحكومة اليمنية بدعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا، وخفض التصعيد على مستوى البلد بشكل كامل.

كما أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تؤيد وتدعم قرار الحكومة اليمنية في قبول دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن ومواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا، و اتخاذ خطوات عملية لبناء الثقة بين الطرفين في الجانب الإنساني والاقتصادي، وتخفيف معاناة الشعب اليمني والعمل بشكل جاد لمواجهة مخاطر جائحة فيروس (كورونا ) ومنعه من الانتشار.

فيما قال “مهدي المشاط”، رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للمليشيات الانقلابية الحوثية: “نرحب بدعوات وجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن الرامية إلى إنهاء الحرب في اليمن”، وأضاف المشاط في كلمة: “نؤكد استعدادنا التام للانفتاح على كل الجهود والمبادرات، في إطار تهدئة شاملة وحقيقية يلمس أثرها الناس”.

المعارك مستمرة

في السياق، حاولت الميليشيات الانقلابية الحوثية الموالية لإيران التسلل لمواقع جديدة، الأمر الذي اضطر قوات الجيش اليمني، لشن هجوم على مواقع تتمركز فيها ميليشيات الحوثي في مديرية حرض بمحافظة حجة، وقال قائد اللواء الأول قوات خاصة العميد حسين عبيد الجار، إن مجاميع من ميليشيات الحوثي حاولت اليوم التسلل إلى مواقع في جبهة حرض، إلا أن الجيش أفشل المحاولة وشنّ هجوماً معاكساً تمكن خلاله من التقدمّ قرابة 3 كم وتحرير عدد من المواقع الاستراتيجية أبرزها التباب السود، كما تمكن الجيش من إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لميليشيات الحوثي في الجبهة ذاتها.

وأعلنت قوات الجيش اليمني، عن تحرير مواقع جديدة شرق منطقة الصفراء بمحافظة الجوف، شمالي شرق البلاد، بعد معارك مع ميليشيا الحوثي الانقلابية.

وسقط 14 قتيلاً وجريحاً من مسلحي ريام الموالين لميليشيات الحوثي، بنيران مسلحين قبليين من قيفة، خلال المعارك التي شهدتها شوارع مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، وأكدت مصادر قبلية مقتل 4 من ريام خلال المواجهات الدامية على رأسهم الشيخ محمد حسين الريامي وشقيقه أحمد وأحد أبناء إخوته، عقب اقتحام قبليين من قيفة المنزل الذي أطلقوا منه الرصاص على عبدالله الجوفي وأردوه قتيلاً متسببين باندلاع المواجهات.

كما وصفت الحكومة اليمنية، احتجاز جماعة الحوثيين لسفينة تابعة للأمم المتحدة، على متنها ضباط حكوميون يمنيون، بأنه يندرج ضمن “أساليب البلطجة”، معربة عن استغرابها من “الصمت الأممي”.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، لوكالة “سبأ”، إن الحوثيين احتجزوا السفينة في محافظة الحُديدة (غرب)، وعلى متنها ضباط الارتباط في الفريق الحكومي بلجنة التنسيق وإعادة الانتشار، ومنعوها من المغادرة إلى ميناء المخا (غرب)، لإيصال الضباط إلى مدينة المخا، بحسب الاتفاق مع البعثة الأممية.

المليشيات الانقلابية وكورونا

بدوره اتهم وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، ميليشيا الحوثي، بالانتقال من “مرحلة استغلال جائحة كورونا لمضاعفة معاناة اليمنيين في المنافذ بين المحافظات وتصفية حساباتها مع المواطنين وتشديد الحصار على محافظة تعز، إلى محاولة ابتزاز المجتمع الدولي والمنظمات الدولية تحت مبرر دعم الإجراءات الوقائية والاحترازية لمواجهة فيروس كورونا”.

ودعا الإرياني، منظمة الصحة العالمية واليونسيف لتحسين كفاءة النظام الصحي والإشراف المباشر على التنفيذ في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.. وأضاف أن الميليشيات التي “سرقت الغذاء من أفواه ملايين الجوعى لتمويل المجهود الحربي غير مؤتمنة على أي إجراءات لمواجهة الوباء العالمي كورونا”.

من جهته حذر المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، من تفشي الأوبئة وخاصة فيروس كورونا بسبب احتجاز ميليشيا الحوثي الانقلابية لعشرات المواطنين، ودان المركز، جرائم جماعة الحوثي بحق آلاف المواطنين المسافرين من المدن اليمنية نحو صنعاء تحت مسمى (الحجز الطبي).

وقال إن “معلومات مؤكدة في صنعاء أشارت إلى إغلاق أهم أقسام مستشفيات العاصمة ومنها أقسام الولادة وأمراض النساء بحجة انعدام المياه، ونشر معلومات مضللة، ومحاولتها إخفاءها الدعم المقدم من المنظمات الدولية وفي مقدمتها برامج الأمم المتحدة”، وطالب المركز منظمة الصحة العالمية بالإشراف الكامل على مناطق الحجر الصحي، وتشكيل فرق عمل محايدة، تخضع لمعايير السلامة الحقيقية وتنأى بها عن سبل الابتزاز المالي والسياسي الذي تقوم به ميليشيا الحوثي.

 

ربما يعجبك أيضا