رحيل تيريز هلسة .. الفدائية الأردنية الفلسطينية التي خطفت طائرة وأصابت نتنياهو

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق

عمّان – توفيت اليوم السبت، المناضلة والفدائية الأردنية الفلسطينية تيريز هلسة، التي شاركت -وهي في السابعة عشرة من عمرها- في اختطاف طائرة على متنها عشرات “الإسرائيليين”، عام اثنين وسبعين من القرن الماضي.

وفارقت المناضلة هلسة، الحياة وهي من مواليد عام 1954، إثر وعكة صحية ألمت بها لم تمهلها طويلًا في العاصمة الأردنية عمان. 
وتعد الراحلة، أول فدائية عربية ولدت في مدينة عكا لعائلة مسيحية، ووالدها إسحاق هلسة، من مدينة الكرك جنوب الأردن، وصل إلى فلسطين عام 1946، وتزوج من نادية حنا من مدينة الناصرة في الداخل الفلسطيني المحتل.

في عام 1970، قررت هلسة الانضمام، إلى الكفاح المسلح في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، بعد أن شهدت واقعة القبض في عرض البحر على ما عُرف لاحقًا بـ”مجموعة عكا”.

 ويومها استشهد أحد أعضاء المجموعة، من أبناء عكا وعند تشييعه، منعت القوات الإسرائيلية عائلته من رؤية جثمانه، قبل الدفن لمنع كشف التعذيب الذي تعرض له. وروت المناضلة هلسة، قبل رحيلها، أن هذه الحادثة مثلت نقطة مفصلية في قرارها. 

كما أنها تأثرت بالعمليات الفدائية الفلسطينية ضد إسرائيل التي ازدادت في مطلع السبعينيات، وفي 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1971، غادرت أراضي الــ48 دون علم عائلتها وهربت إلى الضفة الغربية ثم إلى لبنان، برفقة شابة زميلة لها في الدراسة.

انضمامها لفتح 

انضمت الراحلة هلسة، لحركة فتح وانخرطت في مجموعاتها المسلحة، وعرف عنها موقفها القائل أن للنساء حق المقاومة في الصفوف الأمامية، في 8 أيار/ مايو 1972.

 كانت هلسة واحدة من بين أربعة فدائيين شاركوا في اختطاف طائرة سابينا البلجيكية إلى مطار اللد في إسرائيل عام 1972، والتي خطط لها علي حسن سلامة، كان الهدف من وراء هذه العملية هو مبادلة الرهائن بأسرى أردنيين وفلسطينيين.

 فشلت العملية واستولى الجيش الإسرائيلي على الطائرة في مطار اللد، وانتهى بإصابتها واعتقالها مع زميلتها ريما عيسى ومقتل الفدائيين الآخرين علي طه وزكريا الأطرش.

 قدمت للمحاكمة في إسرائيل وحكم عليها بالسجن المؤبد مرتين وأربعين عام، قضت منها 10 سنوات في السجن إلى أن انتهت بالنفي بعد الإفراج عنها بصفقة التبادل عام 1983.

ومنذ إبعادها، عاشت تريز هلسة في مدينة عمان مع زوجها وأولادها الثلاثة، وظلت محرومة من دخول الأراضي الفلسطينية ورؤية عائلتها في عكا وحيفا.

وفي أكثر من لقاء صحفي، صرّحت تريز بأنها غير نادمة أبدا على عملها المسلح، حيث قالت إنها رفضت الاستسلام خلال خطفت الطائرة وأصابت بنيامين نتنياهو برصاصها خلال إطلاق النار، الذي شارك في عملية تحرير الرهائن الإسرائيليين.
من الجدير بالذكر أن تريز عاملت الرهائن المدنيين الذين كانوا في الطائرة معاملة حسنة، وأعلنت أن مشكلتها بالأساس مع المؤسسة والدولة الإسرائيلية.

من جانبها، نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الأسيرة الأردنية المحررة تريز هلسه، عن عمر يناهز 65 عامًا. وقالت حركة فتح -في بيان لها: “بمزيد من الحزن والأسى تنعى حركة (فتح) المناضلة الأسيرة المحررة مسؤولة ملف الجرحى في الأردن تريز هلسة، أم سلمان”.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، نعى الأردنيون والفلسطينيون الراحلة هلسة، التي باغتها الموت في ظروف يصعب معها تشييعها بجنازة مهيبة تليق بنضالها بسبب حظر التجول المفروض في البلاد في محاولة لاحتواء وباء كورونا العالمي.

ربما يعجبك أيضا