تطورات “كورونا” في مصر.. القاهرة أمام فرصة ذهبية للقضاء على “الوباء”

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – واصلت الحكومة المصرية تحركاتها المستمرة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، في ظل القرارات الصادرة من مجلس الوزراء بفرض حظر التجوال “جزئيا” في البلاد، وتعقيم وتطهير المنشآت، إضافة إلى العمل على توفير المستلزمات الطبية اللازمة، في ظل وصول أعداد الإصابات إلى 656 حالة، والوفيات إلى 41 حالة، في الوقت الذي أكدت فيه منظمة الصحة العالمية أن استعدادات مصر وتعاملها مع الفيروس قادر أن يحميها من سيناريو إيطاليا.

 “الإصابات متزايدة”

أعلنت وزارة الصحة المصرية، اليوم، تسجيل 47 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، جميعهم من المصريين، بينهم عائدون من الخارج إضافة إلى المخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها مسبقًا، ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتة إلى وفاة حالة واحدة لمصرية تبلغ من العمر 44 عامًا من محافظة القاهرة، موضحًا أنها توفت فور وصولها المستشفى.

وأشارت الوزارة في بيان رسمي، إلى خروج 18 حالة بينهم أجنبيان و16 مصريًا من المصابين بفيروس كورونا من مستشفى العزل، بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 150 حالة حتى اليوم، من أصل الـ 196 حالة التي تحولت نتائجها معمليًا من إيجابية إلى سلبية.

وقال متحدث الوزارة خالد مجاهد: إن جميع الحالات المسجل إيجابيتها للفيروس بمستشفيات العزل تخضع للرعاية الطبية، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، منوها إلى أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا، حتى اليوم الإثنين، هو 656 حالة من ضمنهم 150 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و41 حالة وفاة.

وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، تحدثت عن أسباب ارتفاع نسبة وفيات فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن 15 حالة من إجمالي المتوفين، توفيت قبل وصولها إلى المستشفى، ولم تُبلغ بها الوزارة أو تصل إليها سيارة الإسعاف، وأن 15 حالة أخرى لم يجلسوا ساعات في مسشفى العزل، وتوفوا خلال إجراء التحاليل الطبية لهم.

“أزمة المستلزمات الطبية”

وخلال اجتماع، رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، مع وزيرة الصحة، لمتابعة جهود مواجهة فيروس كورونا المستجد، كلف مدبولي بزيادة عدد المعامل بالمستشفيات التي تسمح بإجراء التحليل الخاص بفيروس كورونا المستجد (PCR)، وأوضحت الوزيرة أنه يوجد حاليا 26 معملا على مستوى المحافظات، لإجراء التحاليل، وستتم زيادتها خلال الـ48 ساعة القادمة، كما عرضت الوزيرة موقف المستلزمات الطبية المختلفة بالمستشفيات، وجهود الجهات الحكومية لتوفيرها.

وواصلت قوات الجيش المصري مساندتها لأجهزة الدولة، حيث أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها لإداراتها التخصصية للقيام بمعاونة أجهزة الدولة المعنية لسرعة تدبير أجهزة ومستلزمات طبية وأدوية لمعاونة القطاع الصحى بالدولة حفاظاً على استمرارية تقديم العلاج الطبي لمواجهة فيروس كورونا المستجد، حيث استقبلت قاعدة شرق القاهرة الجوية طائرة نقل عسكرية محملة بشحنة متكاملة من المستلزمات الطبية التى تم استيرادها من الخارج.

وأصدرت وزيرة التجارة المصرية نيفين جامع قرارا بإلزام الشركات المصرية المنتجة والمستوردة للمستلزمات الطبية (البدل الواقية، جوانتيات لاتيكس، وماسك جراحي، وماسك N 95، وقناع واقي، ونظارة واقية) بتوريد منتجاتها ومخزونها وفقا لتعاقداتها مع وزارة الصحة وهيئاتها وجهاتها التابعة والمستشفيات الجامعية إلى الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي لمدة 3 أشهر من تاريخ نشر هذا القرار بالوقائع المصرية.

وأشارت جامع إلى أنه تم الاتفاق مع ممثلي الجهات الحكومية وعقد اجتماع موسع منذ يومين مع ممثلي عدد من الجهات الحكومية والرقابية المعنية اإلى جانب رؤساء عدد من ممثلى شركات المستلزمات الطبية في مصر، على ضرورة وضع آلية فعالة لضمان توريد الكميات اللازمة من المستلزمات الطبية لتلبية احتياجات القطاع الطبي في مصر من خلال تحديد جهة واحدة لاستلام كافة الكميات المنتجة.

“الصحة العالمية”

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر جون جبور: إن استعدادات مصر وتعاملها مع الفيروس قادر أن يحميها من سيناريو ايطاليا، نافيا انسحاب منظمة الصحة العالمية من مصر، مؤكداً أن المنظمة مستمرة في دعم الحكومة المصرية في مواجهة فيروس كورونا، وبعد السيطرة على الفيروس سيكون لها دور آخر فني مع الحكومة المصرية، متابعا: “السيطرة على جائحة كورونا دور المجتمع جنبا إلى جنب مع الحكومة”.

وحول إمكانية أن تلاقي مصر سيناريو إيطاليا، قال مدير إدارة الأمراض السارية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إيفان هوتين: “لدينا في العالم سيناريوهان الأول الصين والتي التزمت بالإجراءات الاحترازية والوقائية وسيطرت على الفيروس، والثاني هو إيطاليا التي لم تأخذ الإجراءات على محمل الجد”.

وأشار -خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عن بعد، الإثنين- إلى أن الوضع في مصر يسير نحو السيناريو الأول والسيطرة على الفيروس في استمرار العمل بالإجراءات الاحترازية والوقائية بالتكاتف بين الحكومة والمجتمع، مردفا: “لو استمرت مصر في اتباع الإجراءات تستطيع أن ترسم المنحني الوبائي وتتحكم في الفيروس”.

وبشأن ارتفاع نسب الوفاة في مصر، ذكر مسؤول برامج الترصد بمكتب منظمة الصحة العالمية بمصر، عمرو أبوالعطا، أن نسبة الوفيات في مصر 6.5% وهي نسبة في المتوسط، وهناك دول أقل ودول أكثر، ولكن التفسير العلمي لذلك أنه لا يوجد علاج واحد حتى الآن، وبالتالي كل دولة تتعامل بطريقتها، مؤكدا أن مصر أعلنت موافقتها للمشاركة في البحث العلمي حول نسبة زيادة الوفيات.

“استمرار الإجراءات الوقائية”

وفي ضوء القرارات الوزارية، واصلت الأجهزة الأمنية والتنفيذية تحركاتها لمواجهة فيروس كورونا، حيث انتشرت قوات الشرطة المصرية في كافة الشوارع والميادين، لمتابعة تنفيذ قرار حظر التجوال من السابعة مساء حتى السادسة صباحا، فضلا عن تكثيف الحملات لإغلاق مراكز الدروس الخصوصية وأماكن التجمعات.

في الوقت ذاته، كثفت المحافظات بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية تحركات لتطبيق قرارات مجلس الوزراء المصري، عبر تعقيم وتطهير المنشآت الهامة والحيوية، وتكثيف الحملات على المحال التجارية والصيدليات للتأكد من توافر السلع بالأسعار الرسمية، ومواجهة محاولات احتكار السلع.

ربما يعجبك أيضا