“شر البلية ما يُضحك”.. طرائف مثيرة تُهوِّن جائحة كورونا البائسة

حسام السبكي

حسام السبكي

قديمًا قالوا “شر البلية ما يُضحك”، و”من رحم المعاناة يولد الإبداع”، ولم لا، فهل هناك أصعب على البشر من داء يصيب أكثر من 800 ألف شخص، فضلًا عن إزهاقه أرواح قرابة الـ 40 ألف حول العالم، في كارثة إنسانية، لا تقل ربما عن نكبات الحروب والصراعات المسلحة، كالحربين العالميتين، إلا أنه ومع تقدم الوسائل العلمية والطبية، وقفت أعتى الدول وأكثرها تطورًا عاجزة أمام التفشي السريع والمرعب لفيروس تاجي أطلق عليه “كورونا المستجد” أو “كوفيد-19”.

وبالعودة إلى الإبداع، فقد شهدت الأيام القليلة الماضية، بروز العديد من مظاهر الإبداع والمواهب الفريدة، في مجال تخفيف الألم عن كاهل الذين يعانون من آثار “الفيروس المتوحش”، على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، نتناولها بالسرد في السطور التالية.

جنازة وهمية

البداية من الأردن، فمع دخول حظر التجوال، حيز التنفيذ خلال الأسبوع الماضي، تماشيًا مع الإجراءات الاحترازية المتبعة للحد من تفشي كورونا، حاول بعض الشباب الالتفاف على القرارات الحكومية، فخرجوا في الشوارع لجلب احتياجاتهم، حاملين أحد أصدقائهم في “نعش”، على هيئة جنازة، ومع التفاف بعض الجماهير حولهم، لنيل ثواب السير في الجنازة، باغتتهم الأجهزة الأمنية، فأطلقت صافرات التحذير.

وفور أن سمع الشباب صافرات إنذار سيارات الشرطة تقترب منهم، تركوا الجنازة وفروا هاربين، الطريف أن الشاب الذي يمثل أنه المتوفي قام ليلحق بهم هاربًا هو الآخر قبل القبض عليه.

برجر كورونا

في العاصمة الفيتنامية هانوي، ابتكر هوانغ تونغ صاحب مطعم هانوي بيتزا، شطيرة برجر تشبه إلى حدٍ ما الوباء القاتل الذي ظهر للمرة الأولى في أواخر ديسمبر في مدينة ووهان الصينية.

وتمزج عجينة البرجر مع عصير السبانخ للحصول على اللون الأخضر، وتقدم مع شريحة من اللحم أو الدجاج. وبحسب تونغ، يحتاج “برجر كورونا” المزيد من الوقت والجهد نظرا لضرورة وضع الرؤوس على العجينة العليا لتبدو كما وصف العلماء مرض “كوفيد_19″، أي مشابهة لتاج الملك أو الهالة الشمسية.


السرقة

لا تمر ظروف استثنائية، بأي بلد أو ظرف، إلا ويصاحبها خروقات، إما على المستوى الأمني، أو حتى الجنائي، وفي ظرف قاسٍ كـ “كورونا”، نجد المستغلين والمنتفعين من ورائها كُثر، من ذلك عمليات السرقة التي شهدتها عدة دول في الآونة الأخيرة.

خلال الأسبوع الماضي، أقدم لص على سرقة مطعم “تيكس ميكس” الشهير، الواقع في “نورث ويست واشنطن”، وخرج منه من دون أن يمس الأشياء الثمينة ولا المشروبات التي تقدر بآلاف الدولارات، مكتفياً بسرقة المطهر اليدوي ومنتجات التنظيف المعدومة في واشنطن، نتيجة الإقبال الشديد عليها إثر تفشي فيروس كورونا.

قبل أكثر من أسبوع أيضًا، قامت الصين، بؤرة وباء كورونا المميت في العالم، إلى أحد أكثر مناطق العالم تضررًا، إلى الحد الذي فاق ضحاياها الصين ذاتها، وهي إيطاليا، بالتبرع بمئات الآلاف من أقنعة الوجه، إلى إيطاليا لمساعدتها في المحنة الصحية التي تمر بها، إلا أنها تم مصادرتها في جمهورية التشيك ثم سرقتها، وفقًا لما ذكره راديو فرنسا الدولي.

ومن التشيك إلى كينيا، حيث أُبلغ عن اختفاء شحنة تحوي 6 ملايين كمامة، للحماية من العدوى بفيروس كورونا المستجد، كانت في طريقها إلى ألمانيا.

وذكر موقع “شبيغل أونلاين” الألماني، أن الأقنعة المصنف درجة حمايتها بـ”FFP2″ اختفت في أحد المطارات بكينيا.

قبل أيام أيضًا، تحدث وزير التجارة التونسي عن سرقة باخرة كانت محملة بالكحول الطبي في عرض البحر، خلال توجهها إلى الساحل التونسي.

مكاسب وحظوظ

ومن السرقة والاستغلال، إلى “المكسب الحلال”، الذي أسهمت فيه الأزمة الحالية، وقد كان سعيد الحظ، والشخص الأكثر استفادة وربحاً على الإطلاق من تفشي الفيروس، بحسب تقرير نشرته وكالة “بلومبيرج” للأنباء، هو الصيني كوي جينهاي، الذي أسس شركة متخصصة في إنتاج المستلزمات الطبية المصنوعة من الشاش المعقم، كالضمادات، والأقنعة.

وذكر التقرير أن الإقبال على منتجات الشركة رفع قيمتها السوقية بقيمة 17 مليار دولار في 3 أشهر.

ولادة “فيروس كورونا”!

في واقعة، وصفت بالفريدة من نوعها، اختارت امرأة مكسيكية مصابة بفيروس (كورونا) المستجد، اسماً غريباً لتوأمها الذي أنجبته، حيث أطلقت عليهما اسمي (فيروس) و(كورونا)، ليحظى قرارها بحالة من التفاعل بين المتابعين على مواقع التواصل، فور نشر قصتها.

وقال موقع (world news): إن المرأة المكسيكية تُدعى أناماريا خوسيه، وتبلغ من العمر 34 عاماً، لم تتردد في إطلاق اسم (فيروس) و(كورونا) على توأمها، مؤكداً أن الحالة الصحية للطفلين جيدة، رغم إصابة الأم بالمرض بحسب (فوشيا).

وعلقت الأم على قرارها، بأنها استقرت على تسمية طفليها بعد اقتراح أحد أطباء المستشفى، الذي ولدت فيه، فلاقت الفكرة إعجابها، في ظل أن هذا الفيروس، هو حديث الساعة حول العالم.

العزل الجماعي

مع تجاوز عدد المصابين في تايلاند 1200 حالة، لجأ ملكها مها فاجيرالونكورن، إلى عزل نفسه في فندق فاخر قام بشرائه في منتجع  جارميس بارتنكيرشن في جبال الألب مع مرافقيه وعدد 20 فتاة.

وبحسب “الإندبندنت” البريطانية، فإن الملك المعروف باسم راما إكس، طلب إذنا من مقاطعة جبال الألب لإجراء حفلة خاصة به داخل فندق “جراند هوتيل” الذي قام بشرائه منذ أيام لقضاء فترة العزل الصحي الخاصة به بعيداً عن الزحام ولعدم الاختلاط مع الآخرين، وبالرغم من غلق التصاريح الخاصة لإقامة حفلات، إلا أن مسؤولي المقاطعة برروا تلك الواقعة بأن الوفد هم مجموعة خاصة متجانسة من الأشخاص وبدون أفراد خارجية.

طرائف أوراق المراحيض

مع الانتشار السريع، لفيروس كورونا، فزع الكثيرون لاستخدام العديد من الوسائل الصحية، وأوراق النظافة، ومع الاستهلاك الكبير لها، وقعت أزمة حادة في أوراق المراحيض في أستراليا، الأمر الذي دفع صحيفة تدعى “إن تي نيوز”، إلى التدخل وحل المشكلة بطريقة فريدة ومبتكرة.

فقد عمدت الصحيفة الأسترالية، إلى طباعة ثماني صفحات إضافية في أعدادها الورقية، كي يستخدمها المواطنون كأوراق مراحيض.

وعلى ذكر أوراق المراحيض أيضًا، فقد حثت الشرطة، في ولاية أوريغن شمال غرب أمريكا، المواطنين القلقين بشأن فيروس كورونا المستجد على عدم الاتصال بخط الطوارئ (911) عند نفاد أوراق المرحاض لديهم.

وكتبت الشرطة في نيوبورت في ولاية أوريغن عبر “فيسبوك”: “من الصعب التصور أن علينا أن نتناول هذا الأمر. الرجاء عدم الاتصال على الرقم 911 بسبب عدم توافر أوراق المرحاض في منازلكم. فأنتم قادرون على الصمود من دون مساعدتنا”.

خوذة كورونا

مع انتشار وتعدد حملات التوعية من مخاطر فيروس كورونا، تحمس أحد الفنانين في الهند، فقام بابتكار خوذة على شكل الفيروس بالتعاون مع الشرطة الهندية لحث الناس على أخذ الأمر على محمل الجد.

وأكدت الشرطة أن الخوذة أثبتت فائدتها في توعية الناس من مخاطر “كوفيد-19”.


https://www.youtube.com/watch?v=oRHSEU033ec
https://www.youtube.com/watch?v=dgQ5my5SIzk
https://www.facebook.com/EttounsiyaTV/videos/206954247240575

ربما يعجبك أيضا