لأول مرة منذ 200 عام.. اتجاهات رسمية لإلغاء الحج

كتب – هالة عبدالرحمن

تمهد السلطات السعودية الطريق للإغلاق الأول منذ عام 1798، للشعيرة الإسلامية السنوية في مكة؛ حيث دعت السعودية المسلمين في جميع دول العالم إلى التأني قبل التخطيط لأداء فريضة الحج حتى تتضح الرؤية أكثر بخصوص جائحة كورونا كوفيد-19.

وقال وزير الحج والعمرة السعودي محمد صالح بن طاهر بنتن في لقاء مع قناة “الإخبارية” الرسمية: “طلبنا من الإخوة المسلمين في جميع دول العالم التريث في عمل أي عقود حتى تتضح الرؤية”.

وأضاف الوزير “إن المملكة قامت برد مبالغ رسوم التأشيرات لجميع من حصلوا على تأشيرات لأداء مناسك العمرة ولم يتمكنوا من القدوم إلى البلاد” بسبب تفشي فيروس كورونا.
 

يذكر أنه في حال قررت السعودية إلغاء موسم الحج فعليًا لعام 2020، فسيشكل ذلك سابقة في تاريخ المملكة التي تجني أرباحًا طائلة من الحج خصوصًا ومن السياحة الدينية عمومًا، تقدر بمليارات الدولارات.

واستقطب موسم الحج عام 2019 نحو 2,5 مليون شخص، وكانت السعودية تتوقع وصول 2,7 مليون شخص إلى أراضيها في 2020 لأداء فريضة الحج. لكن وباء كورونا كوفيد-19 قد يغير كل شيء.

تم تفسير التعليقات على نطاق واسع على أنها تمهد الطريق لإلغاء حدث هذا العام، وهو حدث نادر في التاريخ الحديث: آخر إغلاق من هذا القبيل تم منذ أكثر من 200 عام، حيث توثقت قوافل الحجيج في عام 1799 أثناء الحملة الفرنسية لانعدام الأمن على الطرقات.
 

وتم إغلاق كل من مكة والمدينة، وهما المدينتان المقدستان اللتان تعتبران محطتين للحج، أمام الزوار في الشهر الماضي، وهي خطوة لم تتخذ خلال جائحة إنفلونزا عام 1918. وقد أغلق المسؤولون السعوديون حدود البلاد للأجانب وفرضوا قيودًا واسعة النطاق على التنقل داخل المملكة، جزئياً على أمل القضاء على المرض قبل الحج.

وسجلت المملكة العربية السعودية حوالي 1500 حالة إصابة بفيروسات تاجية و10 حالات وفاة، وكان هناك ما يقرب من 72000 حالة في الشرق الأوسط، نجم الكثير منها عن أكبر تفشي في المنطقة، في مدينة قم الإيرانية.

وقال شيراز ماهر، المحاضر في دراسات الحرب في كلية كينجز كوليدج في لندن لصحيفة “الجارديان” البريطانية: “يبدو أن السلطات السعودية تعد الناس نفسيًا لإمكانية إلغاء الحج”.

“لقد بدأوا في الإشارة إلى أمثلة تاريخية من الماضي حيث كان يجب تعليق الحج لأسباب مختلفة، بما في ذلك المرض والحرب. أعتقد أن هذا جزء من محاولة أوسع لطمأنة الناس أنه إذا حدث ذلك، فلن يكون غير مسبوق تمامًا.