يومًا ما سنقضي على كورونا ولكن.. هل نهزم وباء التطرف؟

محمد عبد الدايم

رؤية- محمود رشدي 

يبدو أن يد الإرهاب لا تمل من إرهاق البشرية بعملياتها الإرهابية ورجعيتها الفكرية والمُضي في إشعال روح التعصب والكراهية بين العرقيات، وكأنها تقف حائلًا منيعًا أمام الاندماج والتآلف، وراء كل عملية إرهابية، بجانب ضحايا الإرهاب من البشر، تبعات أخرى غير مباشرة تعزز من القوميات والعودة إلى الانغلاق ورفض التعاون، ناهيك عن بروز جماعات أخرى متطرفة مضادة لتوجهها.  

نعم، فالعالم اليوم يعيش وضعا مأساويا لا يقل خطورة عن أيام الحرب العالمية الثانية في ضحايها، ولا يختلف عن التداعيات الاقتصادية للأزمة المالية العقد الماضي؛ التي ما زالت دول لم تتحرر أقفالها حتى اليوم.
وفي خضم تلك الصورة القاتمة، يهل علينا الإرهاب وتنظيماته بعملياته المتطرفة باستخدام نفس الأداة من المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا، ممن ضعفت نفوسهم أمام إغراءات التنظيمات وادعاءاتهم، لتعود نداءات العنصرية والتطرف ضد البفية من المهاجرين واللاجئين مرة أخرى، ناهيك عن ضحايا العملية نفسها سواء من مواطني البلد ذاتها، أو ممن هاجروا إليها. 

لاجئ ينفذ عملية مسلحة

عادت حوادث الطعن بالسكين لفرنسا من جديد حيث شهدت إحدى المدن حادثة طعن، في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا التي تضرب العاصمة باريس وتزيد من الضحايا سواء وفيات أو إصابات لتزداد معاناة الفرنسيين، وفتحت الشرطة القضائية في مدينة ليون تحقيقا في الحادثة، بينما تدرس النيابة العامة المختصة في شؤون الإرهاب، إمكانية الدخول على خط التحقيق الجاري لأجل كشف ملابسات حادثة الطعن. 

في هذا السياق ذكر موقع العربية، أن بلدة رومان-سو-ايزير في جنوب شرق فرنسا شهدت عملية طعن بسكين، نفذها رجل ثلاثيني، أدت إلى مقتل اثنين وإصابة عدة أشخاص بجروح. وأعلنت ماري إيلين تورافال رئيسة بلدية رومان-سو-ايزير أن شخصين قتلا، وأصيب أربعة آخرين في الهجوم .
وأضافت أن الهجوم وقع صباحا أمام مخبز اصطف أمامه الزبائن، وأن الهجوم وقع في الساعة 11 صباحاً بشارع تجاري في البلدة الفرنسية، دون أن يكشف هوية المشتبه به. إلا أن مدعين قالوا إنه ليس لديه وثائق لكنه ادعى أنه سوداني الجنسية.

في وقت تعيش فيه كافة المناطق في فرنسا حالة إغلاق جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث يلتزم العديد من السكان بملازمة المنازل عملاً بتعليمات السلطات، ومن المرجح أن الضحايا الذين سقطوا وأصيبوا كانوا يقومون بتسوّق الطعام في عطلة نهاية الأسبوع بالشارع الذي يضم مخابز ومحلات للبقالة.

يأتي هذا الاعتداء في وقت تعيش فيه فرنسا تحت تهديد إرهابي مستمرّ منذ موجة الاعتداءات الجهادية غير المسبوقة التي بدأت في العام 2015. وخلال أربع سنوات، أسفرت الاعتداءات في فرنسا عن مقتل حوالي 256 شخصاً. في المجمل، تمّ إحباط 60 اعتداء من العام 2013. ويعيش الفرنسيون أسبوع العزل الثالث في ظل التدابير المتخذة لمواجهة تفشي وباء كوفيد-19، الذي أودى بحياة أكثر من 6500 شخصاً في البلاد.

كيف تنظر داعش إلى كورونا؟

يرى تنظيما داعش والقاعدة في فيروس كورونا المستجد تهديدا، لكن بعض مقاتلي التنظيمين ينظرون إلى الاضطرابات التي تسببت فيها الجائحة فرصة في الفوز بمزيد من الانتصار وشن هجمات أشد من ذي قبل. وأظهرت رسائل من التنظيمات الإسلامية المتطرفة قلقا حيال الفيروس، ممزوجا بحالة من البهجة، مؤكدة أن ذلك عقابا لغير المسلمين في الوقت الذي يحثون فيه أتباعهم على التوبة والعناية بأنفسهم. 

وادعت القاعدة أن غير المسلمين يستغلون وقت العزل الصحي لتعلم الإسلام، لكن في تعليق حاد في نشرة النبأ التي أصدرها داعش منتصف مارس، دعا التنظيم أنصاره إلى عدم إظهار أي رحمة وشن هجمات خلال هذه الأزمة.
 
وحذرت مجموعة الأزمات الدولية، الثلاثاء، من أن الجائحة تهدد التضامن العالمي الذي يعد أمرا رئيسيا في محاربة المتطرفين. وجاء في تعليق للمنظمة الدولية “من شبه المؤكد أنه من الصحيح أن مرض كوفيد-19 سيعيق جهود الأمن الداخلي والتعاون الدولي لمكافحة داعش، ما يسمح للمتشددين بالتجهيز بشكل أفضل لهجمات إرهابية هائلة”.  

على الرغم من أن المحللين قالوا إنه من السابق لأوانه تحديد الهجمات التي يمكن إلقاء اللوم فيها على المسلحين الذين يستغلون انتشار الفيروس، إلا أن المتطرفين الإسلاميين نفذوا في أواخر مارس هجومهم الأكثر دموية ضد الجيش التشادي، وهو مساهم مهم في جهود أفريقيا المتزايدة لمكافحة الإرهاب. وأسفر الهجوم الذي وقع بالقرب من الحدود مع نيجيريا والنيجر، عن مقتل 92 جنديا على الأقل.
 

ربما يعجبك أيضا