بفرمان سلطاني.. علاج متضرري “كورونا” الأتراك من جيوبهم!

كتب – حسام عيد

من كل حدب وصوب انطلقت سهام الانتقاد نحو الرئيس رجب طيب أردوغان عقب إعلانه عن الحملة الوطنية الهادفة لجمع التبرعات من المواطنين لصالح المتضررين من وباء كورونا.

المنتقدون أخذوا على أردوغان طلبه من الشعب مساعدة الدولة بدل العكس.

إجبار المواطنين على التبرع

وقد أرسلت السلطات التركية عريضة لمديريات الأمن لتحديد المبلغ الذي يتبرع به كل شخص، وذلك تلبية لحملة التبرعات الذي دعا إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وفي الوثيقة التي وزعت على مديريات الأمن، طُلب من كل فرد الالتزام بالمبلغ المحدد، وذلك تلبية لحملة “التضامن الوطنية” التي أعلن عنها أردوغان، وذلك لتقديم تبرعات للمواطنين بعد سحبها من خزانة الدولة.

وأوضحت الوثيقة التي نشرها الصحفي إسماعيل صايماز مبلغ المساعدات المحدد لكل شخص في المديريات، حيث جاء فيها: “بعد حملة التضامن الوطنية التي دعا إليها الرئيس أردوغان تم تحديد مبلغ المساعدات في مديريات الأمن على أن يدفع مديرو الأمن من الدرجة الأولى 500 ليرة ومديرو الأمن من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة 250 ليرة؛ ويدفع رئيس المفتشين والمفتشون ونواب المفتش 150 ليرة، ويدفع الضباط 100 ليرة”.

سخرية المعارضة

قيادات في حزب الشعب الجمهوري -أكبر أحزاب المعارضة في تركيا- سخرت من إعلان أردوغان تبرعه براتبه الشخصي لمدة 7 أشهر ودعته لبيع قصوره الفارهة والتبرع بثمنها لصالح الحملة.

فأردوغان هو من قال أنه يملك 75 مليار دولار تكلفة إنشاء قناة إسطنبول المائية، وهو من قال إنه سيقرض صندوق النقد الدولي 5 مليارات دولار، أين هذه المليارات؟!. فليخرجها ولينفقها على الشعب بدلا من أن يمد يده لمواطنيه.

أما زعيمة حزب الخير القومي ميرال أكشنير فلم تكتف بتبرع أردوغان براتبه لمدة 7 أشهر، ودعته للتبرع بأشياء أخرى ثمينة لديه.

وقالت: “أقترح على السيد أردوغان التبرع بطائرته الخاصة التي تلقاها هدية من أمير قطر ويبلغ ثمنها 500 مليون دولار”.

إقحام الدين

وما زاد حدة الجدل في البلاد بشأن حملة الرئيس أردوغان لجمع التبرعات، فتوى من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية التركية تجيز دفع زكاة المال للحملة.

أمر اعتبره كثيرون إقحامًا للدين في قضايا سياسية، علمًا أنها لم تعلق على قرار منع وزارة الداخلية، رئيس بلدية إسطنبول المعارض لسياسات أردوغان، أكرم إمام أوغلو، جمع التبرعات لصالح فقراء مدينة إسطنبول.

منع إسطنبول وأنقرة من مساعدة الفقراء

سهام الانتقاد للرئيس أردوغان لم تطلق من المعارضة التقليدية فحسب بل جاءت أيضا من حزبي “علي بابا جان” و”أحمد داود أوغلو” الجديدين مما يظهر تزايد الرفض لحملة أردوغان لجمع المال من الشعب.

وكانت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، أعلنت أن حملات جمع التبرعات من بلديتي إسطنبول وأنقرة غير قانونية. كما أغلقت الحكومة حسابات بنكية وحثت المواطنين على إرسال التبرعات لحملة دشنها الرئيس هذا الأسبوع.

ولجأ كثيرون إلى تويتر لإدانة الخطوة التي اعتبرت على نطاق واسع الأحدث في سلسلة مناورات سياسية من حكومة أردوغان لعرقلة البلديتين.

واتهم أردوغان البلديتين بمحاولة التصرف “كدولة داخل دولة”، فيما قال رؤوساء البلديات إنهم سيطعنون على القرار أمام المحكمة الإدارية التركية.

اعتقال صحفيين

ومواصلة لحملة الاعتقالات التي طالت عشرات الصحافيين الأتراك الذين انتقدوا إدارة الحكومة التركية لأزمة كورونا، تمّ اعتقال صحفي تركي مخضرم بدعوى إثارة الكراهية في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، قلل من شأن حملة الرئيس رجب طيب أردوغان لجمع تبرعات لضحايا تفشي فيروس كورونا.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن هاكان آيجون، رئيس تحرير قناة “خلق تي في” الإخبارية المناهضة بشدة لأردوغان، قد تم اعتقاله من جانب الشرطة في محافظة موغلا بجنوب غربي البلاد.

وكان أيجون واحدا من آلاف الأتراك الذين هاجموا أردوغان بعدما عرض الزعيم التركي رقم حساب مصرفي دولي، والمعروف اختصارا بـ “آيبان”، من أجل جمع تبرعات لصندوق مواجهة الفيروس في كلمة متلفزة، في وقت كان الكثيرون يتوقعون مساعدات حكومية مباشرة.

هل ستتجه أموال حملة أردوغان للأسر المتضررة؟!

هناك 76 مؤسسة تركية أصدرت بيانًا مشتركًا لرفض حملة التبرعات التي دعا إليها الرئيس رجب طيب أردوغان، بحجة مساعدة ضحايا انتشار فيروس كورونا، معتبرين إياها وسيلة من الرئيس التركي للتحايل على الشعب في ظل تمويل مشروعات عملاقة مثل قناة إسطنبول البحرية.

وأوضحت المؤسسات التركية الرافضة لدعوة الرئيس التركي: “نحن لسنا بحاجة إلى الاستغلال السياسي والحظر والمواقف الاستقطابية، وخلق فرص من الوباء، وإنما إلى التضامن والشفافية والمعلومات الصحيحة والمزيد من الديمقراطية أكثر من أي وقت مضى”.

وأوضحت المؤسسات في بيانها: “نحن كمواطنين، نعرف معنى التضامن، ونعرف أيضًا أن تضامنا وضرائبنا لم تُنفق علينا. وعلى النظام الذي أطلق أرقام حسابات بنكية للشعب أن يجاوب على هذا السؤال: أين الموارد التي توفرها ضرائبنا؟ ولماذا لا تستخدم لتلبية الاحتياجات المجتمعية التي تسبب فيها وباء الكورونا للشعب؟”.

وتابع البيان: “الجواب واضح، لقد تم إنفاق موارد البلاد على رأس المال، والمؤسسات المؤيدة، والحرب في سوريا، والحرب في ليبيا، والقصر الذي يضم ألف غرفة، وقصر أخلاط، وقصر مرماريس، والأسطول المكون من 12 طائرة للرئيس”.

وأكدت المؤسسات، أن الخزينة فارغة الآن، ويُطلب من الناس، الغالبية العظمى منهم من الفقراء والعاملين، التبرع علاوة على ذلك، سيتم إجراء خصم إلزامي من العمال في بعض المؤسسات. لكن لا أحد يتوقع منا الموافقة على ذلك.

من جهة، أسفر التهديد الذي صاحب حملة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لحملة التبرعات لصالح ضحايا كورونا، عن جمع 552 مليونًا و529 ليرة، حسبما أفاد رئيس دائرة الاتصالات في رئاسة الجمهورية التركية فخر الدين ألتون.
 

ربما يعجبك أيضا