في نهاية مارس الماضي ذكرت صحف إسرائيلية أن جهاز الاستخبارات (الموساد) قام بشراء ملايين الكمامات الطبية لمكافحة كورونا، وأعلنت الصحف هذا الخبر بعد نحو أسبوع من وصول الطلبية، معللة هذا بحساسية الخبر، وعدم وجوب الحديث عنه إلا بعد وصولها.
هذا الأسبوع وصلت طائرة إسرائيلية محملة بآلاف أجهزة ومعدات التنفس لمواجهة الفيروس، ووفقًا للرئيس التنفيذي لمنظمة يد ساراه (يد سارة: منظمة تطوعية إسرائيلية تنشط في مجال التمريض) فإن الطائرة جلبت أجهزة أكسجين وبالونات نفخ وأجهزة تنفس وأَسِرّة.
دخول الموساد على خط مواجهة الوباء يلقي الضوء على دور الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية في تدعيم المنظومة الصحية الإسرائيلية، ولا يمكن عدم الربط بين هذا الدور، وبين الخبر الغامض عن جلب معدات طبية من دول ليست على علاقة رسمية بإسرائيل.
مؤخرًا وجه مقدم برنامج في إذاعة الجيش الإسرائيلي “جلي تساهل” (موجات جيش الدفاع الإسرائيلي) سؤالا لوزير الدفاع نفتالي بينت، مفاده: “هل يقوم الموساد بأعمال السرقة في أنحاء العالم من أجل جلب الدواء لاستخدامه في المستشفيات ولاستعماله في علاج مرضى وباء الكورونا؟” ، وأجابه الوزير: “كما هو مفهوم لن أرد على السؤال، لكن نعمل جميعنا بصورة هجومية وقوية، ونستخدِم حيلًا لتنفيذ المهمة، وهناك الكثير من التحركات الخلاقة، لتحويل الماكينات”.
مع تدشينها كانت تحمل اسم “فرع الاستخبارات 8″، إنها الوحدة التكنولوجية الخاصة التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي، وأصبحت معروفة باسم “الوحدة 81”.
كذلك بدأت الوحدة في تجهيز سيارات إسعاف خاصة بنقل الحالات المصابة بالفيروس، دون خطر على السائق، من خلال فصل نظام التكييف، وتكوين حماية بمثابة درع لمرافقي الحالة التي يتم إجلاؤها.
من المؤكد أن إسرائيل تتمتع بجاهزية كبيرة لمواجهة التهديدات العسكرية، سواء على الجبهتين الداخلية والخارجية، غير أن تفشي الوباء أظهر صورة مغايرة لمنظومة الصحة الإسرائيلية ، حيث برز واضحًا التراجع الكبير في القطاع الصحي الإسرائيلي خلال السنوات الأخيرة، نتيجة تركيز الدولة على المنظومة العسكرية والأمنية والاستخباراتية، مما قلل من ميزانيات الصحة والرفاه الاجتماعي، وهذا انعكس على حال الاقتصاد الإسرائيلي مؤخرًا، وكذلك على حال المستشفيات الإسرائيلية التي ترزح تحت ضغط كبير بسبب زيادة حالات الإصابة بالفيروس، مما استدعى حكومة نتنياهو لاعتماد على الاستخبارات الخارجية ممثلة في الموساد والاستخبارات العسكرية التابعة للجيش من أجل تأمين المعدات الطبية، بطريقة أو بأخرى، سرًا أو علنًا، أو بالمساعدة في تطوير تكنولوجيا تتبع ورصد لحالات الإصابة، وأدوات فحص وتهوية وتأمين، بما يشير إلى القدرات التي تتمتع بها أجهزة المخابرات والجيش مع استقطاع جزء كبير من ميزانية الدولة لصالحها على حساب مؤسسات الصحة والرفاه والتعليم في إسرائيل.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=328940