بعد حظر “اللحظات الأخيرة”.. فوضى وزحام وإطلاق نار في تركيا

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

في اللحظات الأخيرة وبشكل مفاجئ وصادم، أعلنت الحكومة التركية، حظر التجول داخل أراضيها وتم تطبيق الحظر بعد ساعتين فقط من إعلانه.

هذا الإعلان المفاجئ جاء صادما للسكان والذين سارعوا بالنزول إلى الشوارع بشكل مكثف وغير مسبوق لتحصيل احتياجاتهم الأساسية قبل دخول الحظر حيز التنفيذ.

زحام واشـتباكات وإطلاق نار

القرار التركي المفاجئ تسبب في حالة من الهلع والفوضى العارمة في الشارع التركي، حيث رصدت مقاطع الفيديو القادمة من تركيا تزاحما غير مسبوق أمام المخابز ومتاجر الأغذية، كما وقعت اشتباكات عنيفة بالأيدي والعصي بين الأهالي ووصل الأمر إلى إطلاق نار  ببعض الشوارع.

وأظهر أحد مقاطع الفيديو أشخاصا وهم يتبادلون اللكمات والركلات بشكل عنيف أمام مخبز في إسطنبول، فيما وقف آخرون يراقبون المشهد أمامهم، وأكدت قناة “خبر ترك” صحة الفيديو.

وأظهرت مقاطع أخرى متداولة، تجمع مئات الأشخاص أمام أحد المتاجر لشراء احتياجتهم الأساسية، وكانوا في تجمعات كبيرة، لدرجة أن بعضهم كان ملتصقا بالآخر.


حظر تـــــجول في 31 مدينة

وأعلنت السلطات التركية حظر التجول بشكل مفاجئ لمدة 48 ساعة في 31 مدينة تضم مدن إسطنبول وأنقرة والمدن الكبرى الأخرى ابتداء من منتصف  ليلة الجمعة، لمواجهة تفشي فيروس كورونا.

وقالت وزارة الداخلية التركية إن الأمر سيستمر حتى منتصف ليل الأحد في عشرات المدن، بما فيها إسطنبول والعاصمة أنقرة.

وفي بيان لاحق، سعت وزارة الداخليّة إلى طمأنة المواطنين، قائلةً إنّ المخابز والصيدليّات ومحطّات البنزين والخدمات البريديّة ستبقى مفتوحة.

ســـوء إدارة وتخطيط للأزمة

وأثار غياب القوات الأمنية أو عدم سيطرتها على الأوضاع في هذه اللحظات الحرجة أمام المتاجر الأساسية تساؤلات بشأن إدارة الأزمة التي يبدو أنها استفحلت في تركيا.

وبحسب مواطنين أتراك قالوا إن ما حدث من فوضى واشتباكات سببه سوء إدارة من جانب السلطات المسؤولة عن إدارة أزمة وباء كورونا في البلاد.

وأشار موقع “أحوال” المتخصص في الشأن التركي إلى إن إعلان السلطات المفاجئ أدى إلى تدفق السكان بشكل كبير على الأسواق والمخابز لتخزين المستلزمات الأساسية قبل حلول منتصف الليل، وهو الأمر الذي أدى إلى حدوث اضطرابات.


قرارات لبث الذعر والارتباك

من جهته ندد رئيس بلديّة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، بالطبيعة المفاجئة لإعلان الحظر، قائلاً إنّه لم يتم إبلاغه به مسبقا، مشددا على أن مثل هذه القرارات من جانب واحد “لن تؤدي إلا إلى مزيد من بث الذعر والارتباك”.

ولقيت إدارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لأزمة كورونا في البلاد انتقادات كبيرة، بسبب العدد الكبير من الوفيات والمصابين الذين سجلوا خلال أقل من شهر.

وكان أردوغان يرفض طوال الأسابيع الماضية فرض الإغلاق العام في البلاد، الأمر الذي يقول منتقدوه إنه أحد الأسباب التي أدت إلى تفشي الفيروس، خاصة في إسطنبول، بؤرة الفيروس في البلاد.

وتخطت تركيا، الجمعة، عتبة الـ1000 وفاة نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، فيما بلغت حصيلة الإصابات أكثر من 47 ألفا.


ربما يعجبك أيضا