أحياء اليهود المتشددين.. قنبلة “كورونا” في قلب إسرائيل

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

لكبح جماح فيروس كورونا، قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا عزل المدن والأحياء التي يقطنها اليهود المتشددون في القدس المحتلة، الذين يعرفون بالحريديم.

مناطق فقيرة ومكتظة بالسكان

مناطق الحريديم، عادة ما تكون فقيرة ومكتظة بالسكان، وتقام فيها الصلاة ثلاث مرات في اليوم وسط تجمعات كبيرة، مما أدى إلى تفشي سريع لوباء كورونا، وارتفاع عدد الوفيات والإصابات.

حكومة الاحتلال الإسرائيلي منعت الدخول والخروج من هذه المناطق، وأغلقت كل المعارض اليهودية، كما أمرت باستخدام الكمامات في الأماكن العامة في أنحاء الأراضي المحتلة. 

عزل الحي الإبراهيمي

هذه الخطوة جاءت عقب عزل الحي الإبراهيمي في مدينة تل أبيب الأسبوع الماضي، حيث تتهم حكومة الاحتلال، اليهود المتشددين بالمساهمة في انتشار أكبر للوباء، وذلك لعدم التزامهم بالإجراءات الاحترازية المفروضة، كالتباعد الاجتماعي، وغيرها.

وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، قد اصطدمت بما يشبه التمرد من قبل هؤلاء المتشددين، إذ تجاهلوا إرشادات منع الاختلاط، ونظموا صلوات جماعية وأعراسًا وجنائز بمشاركة أعداد كبيرة.

تمرد الحريديم

واستنادًا إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن الإشكالية الأكبر هي إقناع المتدينين، بالالتزام بتعليمات وزارة الصحة، أسوة بغيرهم من الإسرائيليين.

ولا ينصاع أنباء المجمتع اليهودي الأرذوكسي لتعليمات الحكومة، بل يتبعون في العادة أوامر زعيمهم الديني، وينظرون إلى القوانين الوضعية على أنها تقييد لأسلوب حياة الحريديم.

وقبل أيام عرضت “القناة 13” الإسرائيلية مشاهد من مطار “بن غوريون” لمستوطنين وسيّاح يهود، معظمهم من “الحَرِيديم” القادمين من الولايات المتّحدة، إذ لم يتم إجبارهم على الحجر الصحّي أو عزلهم في فنادق صغيرة مخصّصة لهم، بل انتقلوا بسيارات الأجرة والباصات بشكل اعتيادي.

تقاعُس الشرطة الإسرائيلية 

وتعرضت سلطات الاحتلال لانتقادات واسعة في بداية الأزمة بسبب تعاملها مع الحريديم، حيث استعرضت الصحافية الإسرائيلية في “القناة 12″، نيتع حيتر، في مقال لها، تقاعُس الشرطة الإسرائيلية في اتخاذ الإجراءات اللازمة في أوساط “الحريديم”، مشيرةً إلى أن “الشرطة تلاحق راكب درّاجة في الحديقة، وتتجاهل جنازة يشارك فيها 400 “حَرِيدي” أرثوذكسي متشدد، أو حفل زفاف، أو صعود 65 يهودياً من سكان نيويورك إلى الطائرة قادمين إلى المدن الإسرائيلية دون الإبلاغ عن إصابتهم بكورونا”.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، العديد منهم ولا سيما في بني براك يصرون على كسر التعليمات التي تنص على منع الاختلاط والتجمع.

نصف مرضى فيروس كورونا

وبحسب معطيات إعلامية، يمثل المرضى الحريديم، حوالي نصف مرضى فيروس كورونا الذين يتلقون العلاج في العديد من مستشفيات الاحتلال.

وتقول صحيفة “جيروزلم بوست” الإسرائيلية الناطقة بالإنجليزية إن واحدًا من كل سبعة مصاب بفيروس كورونا من مدينة “بني براك” التي يسكنها “الحريديم”، وتقع شمال شرقي تل أبيب.

كارثة إنسانية 

بدوره، أشار رئيس كتلة حزب “الليكود” في المجلس البلدي في “بني براك”، ورئيس “طاقم الحريديم” في الحزب، يعقوب فيدر، إلى أن “بني براك متجهة نحو كارثة إنسانية خطرها أكبر من كورونا”.

كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات مصورة تظهر كيف يقاوم المتطرفون اليهود في إسرائيل تعليمات السلامة الصحية والعزل المنزلي، حيث يهاجمون قوات الشرطة بالسعال والعطس.

السعال في وجه الجنود 

وجاء في مقطع فيديو، رفض تجمع لليهود الأرثوذكس في بلدة شيمش التي تقع على بعد 30 كيلومترا غربي القدس، مطالب الشرطة لهم بالعودة إلى منازلهم.

ويُتداول عبر شبكات التواصل الاجتماعي شريط فيديو لطفل من المتدينين يهتف: “نازيون”، ثم يبصق ويفتعل السعال باتجاه أفراد من الشرطة التي دخلت إلى أحد أحياء المتدينين.

ارتفاع الإصابات وإغلاق تام 

وأشارت وزارة صحة الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، إلى أن إصابات “كورونا” ارتفعت إلى 11 ألف و868 إصابة منها 117 وفاة وألفا حالة تعافٍ.

وصادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الإثنين، على أنظمة الطوارئ التي تقضي بفرض إغلاق تام على البلاد حتى صباح الخميس، بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وحتى صباح الثلاثاء، تجاوز عدد المصابين بكورونا في العالم، مليونًا و925 ألفًا، توفي منهم نحو 120 ألفًا، وتعافى أكثر من 452 ألفًا، حسب موقع ” Worldometer “.

 

ربما يعجبك أيضا