تحت ستار مكافحة كورونا.. الحرس الثوري يتغلغل في المجتمع الإيراني

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

كشفت وسائل إعلام إيرانية عن تشكيل الحرس الثوري فرقة جديدة باسم “معسكر الإمام الحسن”، ضمن قواته لمكافحة فيروس كورونا الآخذ في التفشي في جميع أرجاء البلاد.

وكانت تقارير إخبارية محلية كشفت، في وقت سابق، عن تدخل وحدات من الحرس الثوري على خط أزمة كورونا في إيران، من خلال الدفع بوحدات في أبرز المدن التي تشهد انتشار الفيروس، تعمل على رش وتعقيم أشهر الميادين ووسائل المواصلات.

وتشهد إيران انتشارًا واسعًا لفيروس كورونا، وصل لجميع أقاليم البلاد، بعدما كان ينحصر في مدينة قُم والعاصمة طهران، كما باتت إيران بؤرة تفشٍ للفيروس في منطقة الشرق الأوسط، بعدما سجلت أغلب دول الجوار حالات إصابة بالفيروس لمواطنين قادمين من إيران.

وفي مقابلة مع صحيفة “شرق”، أوضح العميد رمضان شريف، المتحدث باسم الحرس الثوري، عن أهداف إنشاء معسكر جديد باسم، معسكر الإمام الحسن، قائلاً إنه تم إنشاء المقر الجديد بقرار من القائد العام للحرس الثوري الإيراني، ومن خلال 52000 قاعدة للباسيج في جميع أنحاء البلاد، تقوم بجمع المعلومات والإحصاءات من الأحياء والأشخاص الذين يعانون مشاكل معيشية، ليتم لاحقًا توزيع المساعدات والمعونات عليهم.

ووفقًا لما قاله شريف، فإن مهمة مقر الإمام الحسن هي مساعدة العائلات التي تحتاج إلى المساعدة. والتي يبلغ عدد أفرادها حتى الآن 3.5 مليون نسمة، مضيفًا أن حزم المساعدات ستستمر من شهرين إلى ثلاثة أشهر.

هذا، وكان المرشد الأعلى، علي خامنئي قال في تغريدته التي نشرها على حساباته بلغات مختلفة منها العربية: “بعد توجيه الشكر للخدمات التي قدّمتها القوات المسلّحة في مجال التصدّي لفايروس كورونا والتأكيد على استمراريّتها وتطويرها، يجدر تنظيم خدمات القوات المسلّحة في التصدّي لفايروس كورونا على شكل مقرّ صحّي وعلاجي واتّخاذ أساليب متعددة ترمي لتوقّي ارتفاع نسبة تفشّي هذا المرض..”

وتابع قائلا: “بإمكان تأسيس مقرّ صحّي وعلاجي لمواجهة كورونا أن يكون بمثابة مناورة دفاعيّة بيولوجيّة نظراً للقرائن التي تشير إلى احتمال كون هذه الأحداث “هجوماً بيولوجيّاً” وأن يضاعف القوّة والقدرات الوطنيّة”.

كيان مواز

تأتي تحركات الحرس الثوري، بعد أول مبادرة قامت بها الحكومة لاحتواء الفيروس، وهي هي إنشاء “مقر وطني” لمكافحة هذا الوباء تحت توجيه الرئيس حسن روحاني، إلى جانب مجلس لدعم قرارات هذا الكيان الجديد.

ومع ذلك، فإن عدم كفاءة الحكومة، والفجوة بين الرئيس ومنافسيه، والانتشار السريع لـ “كوفيد-19” في جميع أنحاء البلاد سرعان ما أقنعت المرشد الأعلى علي خامنئي بإشراك القوات المسلحة في المبادرة.

وحسب تقرير لمعهد واشنطن، بدلاً من وضع القوات تحت سيطرة روحاني، أمر خامنئي بإقامة “مقر الإمام الرضا الصحي والعلاجي” في 12 آذار/ مارس برئاسة رئيس “هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة” اللواء محمد باقري. وقد طُلب من اللواء التعامل مع الوضع على أساس أنه مناورة دفاعية ضد هجوم بيولوجي، بما يتماشى مع ادعاء خامنئي الخيالي بأن الوباء جزء من حملة حرب بيولوجية أمريكية ضد النظام.

ومن خلال وضع “مقر” العلاج الجديد تحت سلطة “هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة” – أعلى هيئة عسكرية في إيران – كلّف خامنئي بشكل أساسي جميع القوات المسلحة في البلاد بمكافحة الفيروس.

تغلغل اجتماعي

إنشاء مقرات الدفاع البيولوجي والانتشار الواسع لـ”وحدات حرس المحافظات” التابعة لـ الحرس الثوري؛ يُعدان إشارتان مقلقتان أخريان إلى عدم أهمية حكومة روحاني وازدياد وتيرة تسييس القضايا الأمنية في الجمهورية الإسلامية وتبرير اللجوء إلى تدابير استثنائية لمعالجتها.

إنّ النفوذ والتغلغل الاجتماعي اللذين يستطيع الحرس الثوري تحقيقهما من خلال هذه القيادات المحلية في المحافظات سيعززان ثقله في الصراع النهائي لتحديد خلَف خامنئي. وأكثر الاحتمالات ترجيحاً في الوقت الراهن هو أن يصبح المرشد الأعلى المقبل دميةً يحرّكها الحرس الثوري. وفي الواقع، قد تستغني القيادة العسكرية حتى عن المنصب بالكامل. لذلك، يجب على صناع القرار السياسي مراقبة عن كثب المزيد من التوسع بين “وحدات الحرس الموزعة بين المحافظات”، مع التركيز على الدور البارز الذي قد يؤديه الحرس الثوري في إيران بعد رحيل خامنئي.

ربما يعجبك أيضا