كورونا تحت “المجهر الدقيق”.. هل بات العلاج قريبًا؟

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

سباق محموم تقوده دول العالم وحرب يقف فيها الأطباء والعلماء معًا لإيجاد علاج لفيروس كورونا المستجد الذي أصاب حتى الآن أكثر من مليوني شخص، وتسبب في وفاة ما يزيد عن 154 ألفا.

ويسعى العلماء والباحثون لمعرفة مضاعفات المرض بشكل دقيق، وما الأعضاء التي يصيبها، لأن هذا سيساعدهم على تقديم العلاج الأكثر نجاعة للمرضى.

ومؤخرًا وجهت عدد من الدول بتخصيص ميزانيات ضخمة وعاجلة لدعم الأبحاث العلمية وأبحاث اللقاحات، من أجل كبح جماح هذا الفيروس القاتل في أقرب وقت ممكن.

تأثيرات جديدة للمرض

واصل العلماء سعيهم الدؤوب لفهم مضاعفات المرض، حيث درسوا كثيرا من  التأثيرات الجديدة للعدوى في جسم الإنسان.

وإضافة للصداع الشديد والسعال والتهاب الحلق، رصد الأطباء آثارا جديدة للمرض في عدد من أعضاء الجسم الأخرى مثل الكلى والقلب والأمعاء وحتى أصابع القدم، بحسب مجلة “ساينس”.

يقول الباحث المختص في صحة القلب بجامعة يال الأمريكية، إن المرض يستطيع أن يهاجم أي شيء في الجسم، مؤديا إلى تبعات كارثية.

سكتة والتـهاب بالدماغ

ويصاب بعض مرضى “كوفيد-19” بسكتة أو التهاب في الدماغ، وسط سعي من الباحثين إلى فهم كيفية حصول هذه الاضطرابات من جراء العدوى.

وأوضح الأكاديمي المختص في أمراض الرئة بمستشفى تامبل الجامعي، جيمي غارفيلد، إن الخطر الأكبر لهذا الفيروس يحدث في الأرجح جراء استجابة الجهاز المناعي عند الإصابة بالعدوى، أي أن الجسم يسجل التهابا كبيرا عند التعرض للفيروس.

عواصف الســــيتوكين

وتعرف هذه الظاهرة في الوسط بـ”عواصف السيتوكين” ويُقصد بها الاستجابة المبالغ فيها من الجهاز المناعي والتي تؤدي إلى مهاجمة “زائدة” لمناطق سليمة من الجسم.

والسيتوكينات عبارة عن مركبات بروتينية يجري إفرازها من قبل الجهاز المناعي لمحاربة العوامل الخارجية مثل الفيروس أو الالتهاب، لكن عددها الكبير يؤدي إلى أضرار صحية.

أضــــرار بالقلب والدم

وبحسب أطباء فإن عدوى فيروس كورونا تؤدي إلى ضيق في الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ضعف وصول إمدادات الدم إلى بعض أعضاء الجسم مثل أصابع القدم.

ومؤخرا كشفت مجلة ” جاما كارديولوجي” العلمية المتخصصة عن تسجيل أضرار صحية في عضلة القلب لدى 20% من مرضى كورونا في أحد مستشفيات مدينة ووهان الصينية.

وكشفت دراسة أخرى، تأثير “كوفيد-19” على صحة القلب لدى 44% بين 138 مصابا، ما يعني أن الرئة ليست العضو الوحيد الذي يتضرر من جراء العدوى.

ولا يقف الاضطراب عند القلب، إذ يمتد أيضا إلى الدم، ففي مستشفى هولندي، أصيب 38% من مرضى كورونا بمشاكل تخثر الدم التي تنذر بمتاعب كثيرة.

وفي حال تفتت الدم المتخثر، فإنه قد ينتقل إلى الرئة أو يؤدي إلى انسداد الأوردة، وهذا الاضطراب الخطير يعرف بالانصمام الرئوي. ويعاني المصاب بهذه الحالة ضيقا في التنفس وألما في الصدر.

الهامستر الســــوري

يعد فريق جامعة هونغ كونغ واحدا من عشرات المجموعات التي تتسابق لتطوير نماذج حيوانية يمكنها المساعدة في إيجاد لقاحات وعلاجات لجائحة كورونا العالمية.

وحظي حيوان الهامستر السوري بنوع آخر من الاهتمام بين العلماء الذين يحاولون فهم فيروس كورونا المستجد لإنتاج مصل له والقضاء عليه.

ومع ظهور وتفشي “كوفيد 19” الفيروس التاجي الناجم عن سلالة شبيهة بـ”السارس”، تبدو النتائج “أكثر إشراقا” من خلال التجارب على “الغولدن هامستر”.

ومؤخرا قام العالم جاسبر فوك ووتشان من جامعة هونغ كونغ وزملاؤه، بإعداد دراسة قاموا خلالها بنقل عدوى الفيروس إلى 8 حيوانات من الهامستر.

واستنتج العلماء أن الحيوانات فقدت وزنها، وأصبحت خاملة، وطورت فروا غريبا على جسدها، واتخذت وضعية منحنية، وأصبح تنفسها سريعا.

وعند إجراء الفحص على هذه الحيوانات المصابة، عثر الخبراء على مستويات عالية من SARS-CoV-2  في رئتي الهامستر وأمعائه، كما لاحظوا أن أنسجة أجسامها امتلأت بالفيروس أيضا.

1000 ورقة علميـــــة

حتى الآن قام العلماء والباحثون بإعداد ونشر ما يقارب من 1000 ورقة علمية حول الفيروس، لكن ما بدا لهم هو أن “كوفيد-19” لا يتحرك على غرار الميكروبات التي عهدتها البشرية حتى الآن.

وتؤكد الباحثة في المركز الطبي التابع لجامعة راش، أن الأكاديميين ما زالوا في طور دراسة فيروس كورونا المستجد، لأن أشهرا قليلة فقط مرت على ظهوره.

ربما يعجبك أيضا