إطلاق صواريخ واستعراض في العراق .. الحرس الثوري الإيراني مستمر في استفزاز واشنطن

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

كان سلاح البحرية الأمريكية أعلن الأسبوع الماضي أن زوارق حربية تابعة للحرس الثوري الإيراني نفذت مناورات “استفزازية خطرة” بالقرب من بوارج أمريكية كانت تُسير دوريات في المياه الدولية في الخليج.

كما شدد الحرس الثوري على أنه سيرد بشكل حاسم على أي خطأ حسابي للأسطول الأمريكي في الخليج، واصفًا ادعاءات الجانب الأمريكي حول حادث 15 أبريل بأنها “مزورة” وعلى “غرار أفلام هوليوود”.

واليوم الأربعاء،أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه أصدر أوامر إلى البحرية الأمريكية المنتشرة في مياه الخليج بالتصدي لأي تحرش تقدم عليه إيران في عرض البحر.

وقال في تغريدة على تويتر “أمرت البحرية الأمريكية بإسقاط وتدمير أي وجميع الزوارق الحربية الإيرانية إذا تحرشت بسفننا في البحر”.

وكان البنتاجون قد أكد قبل يومين جهوزية عالية لمواجهة أي احتمالات “تحرش” من قبل سلاح البحرية التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني” في مياه الخليج.

وتُسير سفن حربية غربية دوريات منتظمة لضمان حرية الملاحة في الخليج بعدما شهدت مياهه العام الماضي حوادث عدة كان الحرس الثوري الإيراني طرفا فيها.

إطلاق الصواريخ

تقوم إيران بإطلاق صواريخ الأقمار الاصطناعية من أجل إثبات استمراريتها في تطوير برنامج الصواريخ الباليستية.

واليوم الأربعاء، أعلن الحرس الثوري، عن “إطلاق أول قمر صناعي عسكري، ووضعه في مداره حول الأرض”.

وتأتي عملية الإطلاق في وقت يشهد توترات عالية مع الولايات المتحدة، بعد أشهر من مقتل أكبر مسؤول عسكري إيراني خلال زيارته إلى بغداد بواسطة طائرة مسيرة نفذت ضربة جوية يوم 3 يناير/ كانون الثاني.

وقال الحرس الثوري إنه تم إطلاق أول قمر صناعي عسكري إيراني “نور 1” باستخدام الصاروخ الحامل “قاصد” على مرحلتين، مشيرا إلى استقرار القمر في المدار على مسافة 425 كم من سطح الأرض.

وأضاف الحرس الثوري أن إطلاق الصاروخ الحامل تم بنجاح من الصحراء وسط إيران، معتبرا ذلك “إنجازا كبيرا وتطورا حديثا في المجال الصاروخي الإيراني”.

وصرح قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، بأن إطلاق القمر الصناعي العسكري إلى الفضاء سيطور قدرات إيران الدفاعية، وسيمكنها من يوسع نطاق معلوماتها الاستخباراتية الاستراتيجية.

وأكد سلامي أن توصل القوات الجوية في الحرس الثوري إلى تكنولوجيا الفضاء ضرورة هامة، وإنجاز استراتيجي يمنحنا خارطة دفاعية شاملة ويوسع مساحة قدراتنا الدفاعية على شاكلة الجيوش الأقوى في العالم.

وكانت الولايات المتحدة قد حذرت مرارًا وتكرارًا من أن إطلاق إيران للأقمار الصناعية مرتبط ببرنامجها الصاروخي، وهو ما يعد انتهاكًا لقرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر عام 2015، بالتزامن مع الاتفاق النووي الإيراني.

وتشعر واشنطن بالقلق من أن إيران قد تستخدم تكنولوجيا إطلاق الأقمار الصناعية لبناء صواريخ باليستية بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس حربية نووية.

وفي السياق ذاته، كانت الإذاعة الوطنية الأمريكية، قد أعلنت، في سبتمبر/ أيلول الماضي، نقلاً عن صور جوية، أن إيران حاولت إطلاق صاروخ فضائي من “قاعدة الخميني الفضائية” في سمنان، وأنها واجهت مشكلة في المرحلة الأولية على منصة الإطلاق، وفشلت.

عملية استعراضية في قلب بغداد

نفذت مليشيات عراقية تدار غبر الحرس الثوري الإيراني عملية استعراضية في قلب العاصمة العراقية، للتدليل على قدراته الكبيرة والإعلان عن نيته التدخل المباشر في مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، إذا لم تسر على هواه.

وهذه العملية التي تمت بعد مدة من مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني على يد قوات أمريكية؛ هي محاولة استفزاز للولايات المتحدة الأمريكية، ومحاول إثبات من إيران، أنها ما زالت فاعلة وصاحبة القرار في العراق.

وأرسل الحرس الثوري الإيراني العشرات من عناصر مليشيات شيعية عراقية موالية له، في عربات شبه عسكرية مدججة بأسلحة متوسطة، إلى منطقة حساسة داخل المنطقة الخضراء، وأمرهم بالانتشار فيها انتظارا للأوامر، بعدما عرفوا عن أنفسهم بأنهم قوة خاصة تابعة لقيادة قوات الشرطة الاتحادية، إحدى التشكيلات القوية في وزارة الداخلية.

وذكرت المصادر أن عناصر هذه القوة المجهولة انتشروا في موقعين داخل المنطقة الخضراء، تفصل بينهما مسافة صغيرة، الأول قرب دار ضيافة تابعة للحكومة العراقية، والثاني مجاور للسفارة التركية.

وأضافت أن هذه القوة، اصطحبت معها عددًا من عجلات الدعم اللوجستي الخاصة بأغراض التخييم، وأفرغت حمولاتها في الموقعين، قبل تدخل الجهاز الأمني المسؤول عن المنطقة.

وبعد اتصالات قام بها ضباط ميدانيون مع مراجعهم الأمنية، والاستفسار من مكتب رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي وسؤال جهات سياسية ومليشياوية عديدة، تكشفت التفاصيل بشأن تبعية هؤلاء الأشخاص، إذ تبين أنهم ينتمون إلى مليشيات كتائب حزب الله وسرايا الخرساني وكتائب سيد الشهداء وأنصار الله الأوفياء.

واللافت أن عناصر الميليشيات هؤلاء أبرزوا لرجال الأمن في الموقعين وثائق رسمية، تؤكد حصول شركات تابعة للحرس الثوري الإيراني على حقوق استثمار هذين الموقعين، برغم وقوعهما في منطقتين حساستين، تضمن مؤسسات سيادية وسفارات دول مهمة، مثل الولايات المتحدة وتركيا.
 
وتحرض طهران حلفائها خاصة في العراق على تنفيذ هجمات صاروخية ضد القواعد الأمريكية في العراق ما دفع الجيش الأمريكي إلى تفعيل منظومة صواريخ باتريوت.

وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران من تبعات الاستفزازات الإيرانية مشددًا على رفضه رفع العقوبات على طهران والتي دعت إليها عدد من الدول خاصة الصين وروسيا بسبب تفشي فيروس كورونا.

ربما يعجبك أيضا