اليمن.. الميليشيات الانقلابية تواصل جرائمها

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

استمرت ميليشيات الحوثي الانقلابية الموالية لإيران في جرائمها رغم تفشي فيروس كورونا في الأراضي اليمنية، ورغم السيول التي عمت صنعاء وعددًا من المدن اليمنية وخلفت دمارًا كبيرة في البنية التحتية المتهالكة أصلا.

وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني: “إن مرتزقة إيران “الميليشيا الحوثية” تحرم ملايين المواطنين الذين تقطعت بهم السبل بعد نهب مرتباتهم وشلل القطاع الخاص في مناطق سيطرتها من المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة التي تقدمها منظمات الأمم المتحدة وترسلها لبيعها في الأسواق وتعزيز عناصرها في مختلف جبهات القتال.

تهديد حوثي للمنظمات الإنسانية

واتهمت الحكومة اليمنية الشرعية، ميليشيات الحوثي بتهديد المنظمات الإنسانية الأممية والدولية والفرق والبعثات الأممية العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرتها والتحريض عليها، ووصفت ذلك “بالتصرفات الإرهابية” والتدخل السافر في عمل المنظمات، واعتبر وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة في اليمن عبدالرقيب فتح، الأساليب الهمجية التي تنتهجها الميليشيات والتهديدات لعمل المنظمات الدولية “محاولة لابتزاز المنظمات وتجيير عملها الإنساني لصالح ميليشيات الحوثي ومشاريعها العسكرية الإرهابية”.

مقتل 36 مدنيًا

فيما رصدت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، ارتكاب ميليشيات الحوثي الانقلابية 36 حالة قتل لمدنيين بينهم (11) امرأة، و(11) طفلاً في عدد من المحافظات اليمنية خلال الأسبوعين الماضيين من الشهر الجاري.

وقالت، إنها وثقت 180 حالة انتهاك ارتكبتها ميليشيا الحوثي ضد المدنيين في مختلف المحافظات منذُ بداية شهر إبريل الجاري، ولفت التقرير إلى أن ميليشيات الحوثي قصفت الأحياء السكنية في محافظات مأرب والحديدة وتعز ومنطقة الحشاء بالضالع بمدافع الهاوزر وصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون وقذائف الدبابات والصواريخ البالستية والذي أسفر عن سقوط (16) حالة قتل، فيما تسبب قناصو الميليشيا بقتل (7) أشخاص.

وأوضح التقرير أن الفريق الميداني للشبكة رصد (6) حالات قتل بطلق ناري مباشر، و(3) حالات إعدام ميداني قامت بها الميليشيات بحق مدنيين، ولفت التقرير إلى أن الحوثيين قاموا بتغيير أسماء 35 منشأة تعليمية حكومية واستبدالها بأسماء تنتمي لأفكارها ومعتقداتها واستبدال أسماء قاعات التدريس في جامعة صنعاء وغيرها من الجامعات الحكومية بأسماء قياداتها الذين لقوا مصرعهم في مختلف جبهات القتال.

سرقة ونهب المساعدات

ما زالت ميليشيا الحوثي في اليمن مستمرة بسرقة ونهب المساعدات، فقد عثرت قوات الجيش اليمني، على كميات من المواد الإغاثية المقدمة من منظمات أممية بمواقع الحوثيين في جبهة صرواح، غرب مأرب، بعد دحرهم منها.

بدوره، أفاد برنامج الغذاء العالمي في اليمن بأنه على عِلم بالفيديو الذي تم تداوله مؤخراً على وسائل التواصل، والذي يُظهر مواد إغاثية تحمل شعار برنامج الأغذية العالمي على خط المواجهة في صرواح (40كم في الجهة الغربية لمدينة مأرب)، مضيفاً في منشور على صفحته بـ”فيسبوك” في وقت متأخر أنه “لا يمكن لبرنامج الأغذية العالمي تأكيد مصدر الفيديو أو صحته”، مشدداً على أن “المساعدات الغذائية التي يقدمها هي موجهة للمدنيين اليمنيين الأشد احتياجاً”.

وبحسب مراقبين، فإن هذه العملية تفضح مجدداً نهب ميليشيات الحوثي للإغاثة وتسخيرها لصالح مقاتليها في الجبهات بدلاً من توزيعها على مستحقيها من الجوعى في ظل أسوأ أزمة إنسانية في العالم يشهدها اليمن كما وصفتها الأمم المتحدة.

الحوثي تتسبب بتقليص المساعدات

وفي الـ11 من شهر أبريل الحالي، كشف برنامج الأغذية العالمي أنه “سيخفض إلى النصف المساعدة التي يقدمها للسكان في مناطق اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين ابتداء من منتصف أبريل نيسان بعدما خفض المانحون التمويل بسبب مخاوف من أن الحوثيين يعرقلون إيصال المساعدات”، فيما شتكت الجهات المانحة والوكالات الإنسانية وهيئات الأمم المتحدة في الأشهر الأخيرة بشكل متزايد من تدخل وعرقلة الحوثيين وهددت بتقليص المساعدات إذا لم تتحسن الظروف.
واتهم النشطاء، ميليشيا الحوثي بـ”نهب المساعدات الإغاثية المقدمة للفقراء والمحتاجين، وتوزيعها على المقاتلين التابعين لها في الجبهات، وبيعها في السوق السوداء”.

التحالف العربي

من جهته، قال تحالف دعم الشرعية في اليمن، إن ميليشيات الحوثي قامت بـ 1096 انتهاكا لوقف إطلاق النار في اليمن، وأوضح التحالف أن الاختراقات شملت الأعمال العسكرية العدائية، واستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة والصواريخ الباليستية، وأردف التحالف أنه يطبق أقصى درجات ضبط النفس بقواعد الاشتباك مع حق الرد المشروع لحالات الدفاع عن النفس في الجبهات، وأكد على استمرار التزام التحالف بوقف إطلاق النار ودعم جهود المبعوث الخاص إلى اليمن.

أزمة الغاز المنزلي

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية، أزمة خانقة في الغاز المنزلي لليوم الرابع على التوالي، بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان، وذكرت مواقع إخبارية محلية أن “أزمة خانقة في الغاز المنزلي بدأت منذ الأربعاء الماضي وحتى اللحظة لا تزال مستمرة، حيث ارتفع سعر الأسطوانة في السوق السوداء إلى تسعة آلاف ريال يمني”.

ومنذ فترة طويلة يشكو سكان العاصمة صنعاء من صعوبة الحصول على اسطوانات الغاز المنزلي نتيجة استمرار الميليشيات بالتحكم بتوزيع الأسطوانات عبر عقال الحارات، بالإضافة إلى بيعه في السوق السوداء، الذي يسيطر عليه قيادات حوثية رفيعة.

وتتعمد ميليشيا الحوثي افتعال الأزمات المتتالية في الغاز المنزلي والمشتقات النفطية، في الوقت الذي يعاني فيه غالبية المواطنين في العاصمة صنعاء من أوضاع اقتصادية صعبة، جراء انقطاع المرتبات وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق خصوصا مع اقتراب شهر رمضان المبارك.

ربما يعجبك أيضا