“بقيمنا نمضي نحو المستقبل”.. محمد بن زايد يبعث رسالة إلى مواطني الإمارات والمقيمين بها

شيماء مصطفى

رؤية

أبوظبي – بمشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، استضاف مجلس محمد بن زايد، ضمن سلسلة المحاضرات الرمضانية، محاضرة تحت عنوان “بقيمنا نمضي نحو المستقبل” قدمها عن بعد، الدكتور عمر حبتور الدرعي المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، تناول خلالها، قيم الخير والعطاء والتعاون والتراحم والأخوة والتفاؤل التي لا تتغير على مر الأزمان، والتي تعين المجتمعات على مواجهة التحديات والظروف، بجانب دروس الطاعة والعبادة في أجواء أسرية نتعلمها من شهر رمضان المبارك هذا العام، وهو يهل علينا في ظروف استثنائية لم نعتدها.

وشارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بمداخلة عن بعد في المحاضرة التي بثت على قناة الإمارات وقناة محمد بن زايد على اليوتيوب، وذلك توافقاً مع الإجراءات الاحترازية التي تنفذها الدولة وجهودها في مكافحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي. نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن العالم يعيش تحديات جمّة في هذه الآونة، بسبب تفشي جائحة “كورونا”، مشددًا على أنه لكي يتم تجاوز هذه التحديات فلا بد من أن يتلازم الإيمان بالقيم الإنسانية في آلية عمل واحدة.

وتمنى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن يشعر المقيمون بأن الإمارات هي وطنهم الثاني، وقال “صحيح لا نستطيع أن نعوضهم عن وطنهم الأول، ولكن هذا وطنهم الثاني، وهذه الأزمة ستمر”، وقال: “إن القيم والأخلاق لها دور جوهري في المجتمع، وهذا ما فعله المواطنون والمقيمون على أرض الإمارات، وفي هذا الشهر الفضيل علينا بالتحلي بالصبر وتحمّل المشاق في مواجهة التحديات، فشهر رمضان هو شهر البذل والعطاء والخير للبشرية، ومن ثم علينا استثماره بما ينفع الناس ويرسم البسمة على وجوههم”.

ووجّه رسالة إلى مواطني الدولة والمقيمين فيها قائلاً: “الأزمة مستمرة وعلاجها يحتاج إلى الصبر والتكاتف ومساندة كل من يعمل لأجل صحة هذا الوطن وسلامته من مواطنين ومقيمين لا نفرّق بينهم، فدولة الإمارات قوية وقادرة على الخروج من هذه الأزمة واجتيازها”.

جاء ذلك في مداخلة أجراها، خلال أولى محاضرات مجلس محمد بن زايد الرمضاني، والتي ألقاها “عن بُعد، المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتية، الدكتور عمر حبتور الدرعي، تحت عنوان “بقيمنا نمضي نحو المستقبل”.

وشارك في المحاضرة عن بعد، الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، والدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والدكتور حمدان مسلم المزروعي مستشار في ديوان ولي عهد أبوظبي، وسعادة حمد بن سهيل الخييلي.

بقيمنا نمضي نحو المستقبل

فيما أوضح الدرعي في بداية المحاضرة، أن شهر رمضان يعود علينا هذا العام ونحن في ظروف لم نعتدها، ليعلمنا من مدرسته العامرة بالقيم، درس الطاعة والعبادة في أجواء أسرية مفعمة بالسكينة، فإحياء رمضان من بيوتنا هو إحياء للأنفس، ونؤمن بأن بقاءنا في بيوتنا هذا العام فيه بقاء الأجور واستمرار الثواب، ليصبح كل بيت حصانة وسلامة ومحراب تراويح وجلسات قرآن وتسبيح ومجالس علم وذكر وروضة من رياض الجنة في الدنيا.

وعرض مقطع فیدیو للمغفور له الشیخ زاید بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في حديثه عن القيم التي يجب أن يتحلى بها المجتمع، وقال: “سنستعين بالتاريخ لأن التاريخ يعيد نفسه ليروي لنا رواية القيم التي لا تتبدل، ولا تتغير فصول تلك الرواية فتأخذنا إلى خلاصة واحدة وهي أن الأزمات مختبرات معادن الرجال وقيم المجتمعات”.

وفي ختام المحاضرة، أثنى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على اختيار المحاضر الدكتور عمر الدرعي لموضوع المحاضرة وعنوانها “بقيمنا نمضي نحو المستقبل”، مشيراً إلى أنه من الشباب والكوادر الوطنية التي نفخر بها ونراهن عليها في دولة الإمارات في هذا المجال بجانب بقية إخوانه الذين يحافظون على هويتهم الوطنية وقيمهم الأصيلة.

وأوضح الدرعي في رده على مداخلة الشيخ محمد بن زايد، أن الناس في الرخاء سواء وإذا حصلت الأزمات والشدة تباينوا، فإذا كان الإنسان متشبثًا بقيمه وأخلاقه في الرخاء فإنه يمارسها ويطاوعها وقت الشدة فيكون معطاء ونافعاً لبلده ومستجيباً لنداء الفطرة الإنسانية والأخوة مع جميع الخلق، فمن خلال التمسك بالقيم وجعلها عنواناً لحياة الإنسان يستطيع أن يراقب الله عز وجل، وأن يؤدي أعماله بكل أمانة وإخلاص وإتقان في ظل الرقابة، وحتى إذا لم تكن هناك رقابة في بيته وعمله ومقاعد الدراسة، فالقيم هي الحاكمة لحياة الإنسان في كل تصرفاته ولها مكانة رفيعة للخلق.

وشكر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، المحاضر على ما قدم من معلومات وأفكار جميلة، وقال: “بالفعل هذا الشهر هو شهر الصبر وتحمل المشاق ومواجهة التحديات، شهر يلهمنا العمل والعزيمة والإرادة في تحقيق أهدافنا، شهر فيه البذل والعطاء لخير البشرية، فعلينا استثماره لما ينفع الناس ويرسم البسمة على وجوههم”.

وأضاف، اسمحوا لي أن أوجه كل التحية والتقدير إلى كل من يعمل لأجل سلامة هذا الوطن وصحة المواطنين والمقيمين، نفخر بهم جميعاً ولا نفرق بينهم في عطائهم وفي حبهم لهذه الدولة.

ودعا الدرعي في ختام محاضرته، إلى المحافظة على حیاة الإِنسان، والعمل من أَجل الحضارة والعمران والحفاظ على مقدرات ومكتسبات الأوطان، متوجهاً إلى الله عز وجل، أن يجعل شهر رمضان المبارك فرجًا وشفاءً للإنسانية جمعاء، وأن يوفق الأطباء والعلماء في إيجاد علاجات لهذا الوباء.
 

ربما يعجبك أيضا