إنجاز إماراتي جديد.. تطوير علاج لكورونا باستخدام الخلايا الجذعية

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

بهمة أبنائها المخلصين، تواصل دولة الإمارات جهودها للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد داخليا وخارجيا مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية وفق أعلى المعايير بما يسهم في حفظ صحة وسلامة المواطنين والمقيمين.

إنجاز إماراتي

وبالأمس حققت الإمارات إنجازًا علميًا جديدًا يضاف إلى سجل إنجازاتها، حيث نجح مركز أبوظبي للخلايا الجذعية في تطوير علاج بالخلايا الجذعية لـ”كوفيد-19″ يتضمن استخراج الخلايا الجذعية من دم المريض وإعادة إدخالها بعد تنشيطها.

ويخضع العلاج الجديد لتجارب سريرية لأول مرة في دولة الإمارات، وتم تحقيق هذا الإنجاز من خلال فريق عمل ضم 28 باحثا ومتخصصا، قام بتكثيف الأبحاث والتجارب للوصول إلى نتيجة واعدة وإنجاز وطني مشرّف.

الإنجاز الإماراتي الجديد يسهم بكل قوة في الجهود الدولية المبذولة حاليًا للقضاء على فيروس كورونا المستجد والحفاظ على سلامة وصحة سكان العالم أجمع.

كما يساهم العلاج الجديد في تعزيز مكانة الدولة لتكون نموذجا عالميا للرعاية الصحية وإنتاج العلاجات الطبية، كما سيكون له أثر إيجابي بعيد الأمد يعود بالنفع على دولة الإمارات والمنطقة والعالم.

وبعد ساعات من الإعلان عن الإنجاز تصدر وسم “#الخلايا_الجذعية” قائمة الموضوعات الأكثر تداولاً على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” في الإمارات.

وتداول آلاف المغردين، مقيمين ومواطنين، الوسم، معبرين، من خلاله، عن فرحتهم بهذا الإنجاز الذي اعتبروه “بشرى خير”، وأنه بداية الخروج من الأزمة التي فرضها فيروس كورونا على العالم.

ما هو العلاج؟

يتضمن العلاج الجديد استخراج الخلايا الجذعية من دم المريض وتنشيطها ثم إعادة إدخالها إلى الرئتين من خلال استنشاقها بواسطة رذاذ ناعم، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية “وام”.

ويعمل التأثير العلاجي عن طريق تجديد خلايا الرئة وتعديل استجابتها المناعية لمنعها من المبالغة في رد الفعل على عدوى “كوفيد-19″، والتسبب في إلحاق الضرر بالمزيد من الخلايا السليمة.

وتجاوز العلاج المرحلة الأولى من التجارب السريرية بنجاح، ولم يبلغ أي من المرضى الذين تلقوا العلاج والبالغ عددهم 73 شخصاً عن أي آثار جانبية فورية، ولم يتم العثور على أي تفاعلات مع بروتوكولات العلاج التقليدية لمرضى الفيروس.

وسيقدم العلاج للمرضى تزامناً مع التدخل الطبي التقليدي، حيث يتم تطبيق العلاج الجديد كمساعد لبروتوكولات العلاج المعمول بها وليس كبديل لها، وفقاً للوكالة.

ومنحت وزارة الاقتصاد الإماراتية براءة اختراع للعلاج الجديد، ومن المتوقع استكمال التجارب لإثبات فعاليته في غضون أسبوعين.

عــلاج داعــم

مركز أبوظبي للخلايا الجذعية أوضح أن العلاج الذي تم الإعلان عنه هو علاج داعم وليس شافيًا لمرض “كوفيد-19″، حيث يساعد المرضى للتغلب على الأعراض التي يسببها فيروس كورونا المستجد، لكنه لا يقضي على الفيروس نفسه.

وأضاف: “قمنا بعزل نوع من الخلايا الجذعية البدائية التي تدعى بالخلايا الجذعية الجنينية الصغيرة جداً، والتي نعتقد أنها قادرة على تجديد الخلايا التالفة والتقليل من الالتهاب في أنسجة الرئة الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وأكد المركز أنه يقترب  حالياً من الانتهاء من جمع البيانات لإجراء مزيد من تجارب المقارنة، وبزيادة عدد التجارب نستطيع معرفة مدى فعالية هذا العلاج الداعم بصورة أسرع، ومقارنة حال المرضى بعد تلقيهم العلاج الداعم بحال المرضى الذين لم يتلقوا نفس العلاج.

جهود متواصلة

ويطور الباحثورن في “جامعة خليفة” للعلوم والتكنولوجيا نظاماً لتشخيص صحة الأفراد في الأماكن العامة دون الحاجة للتواصل المباشر، كما طوروا خلال شهر أبريل الماضي نموذج محاكاة للتنبؤ بتطور جائحة “كوفيد-19”.

وخلال الشهر الماضي أيضاً أعلنت الجامعة أن فريقا بحثيا في الجامعة يعمل على التحضير للمتطلبات اللازمة لتأسيس وحدة إنتاج لأجهزة تنفس اصطناعية للحالات الطارئة.

ووصل إجمالي عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الإمارات إلى 13,599 حالة، شفي منها 2,646 حالة، وتوفي 119 شخصا، بحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة ووقاية المجتمع.

قادة الإمارات

وجّه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التهاني لشعب الإمارات والمقيمين على الإنجاز الذي حققه مركز أبوظبي للخلايا الجذعية.

وعبروا عن خالص شكرهم وتقديرهم لفريق الأطباء والباحثين والعاملين في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية على جهده الكبير في التوصل إلى هذا الإنجاز العلمي.

وأكد قادة الإمارات أن الدولة تولي حياة الإنسان وصحته وسلامته أهمية قصوى وتضعه على قمة أولوياتها وخططها وستواصل تعزيز التدابير والإجراءات والمبادرات الاستباقية التي تضمن سلامة مجتمعها.

وأشادوا بجهود مؤسسات الدولة كافة وكوادرها المخلصة التي تؤدي مهامها بكفاءة عالية ومسؤولية ومهنية خلال هذه الظروف الاستثنائية والتحدي الصعب في مواجهة كورونا.

ربما يعجبك أيضا