“الغواصة S43”.. “القاتل الصامت” ينضم إلى أسطول القوات البحرية المصرية

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – انضمت الغواصة المصرية الجديدة “S43” “ألمانية الصنع”، والملقبة بـ”القاتل الصامت”، “رسميا” إلى أسطول القوات البحرية المصرية، لتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية المصرية وحماية الأمن القومي المصري، واستمراراً لجهود القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية في دعم القدرات القتالية لكل الأفرع الرئيسية، والتشكيلات التعبوية وتطويرها، وفقاً لأحدث النظم القتالية في العالم، بما يساهم في تطوير قدرات التسليح البحري، ويدعم جهود الدولة المصرية في تأمين سواحلها”.

“وصول S43”

المتحدث العسكري المصري، العقيد تامر الرفاعي، أعلن اليوم الثلاثاء، وصول الغواصة إس 43 من طراز 209/ 1400 إلى قاعدة الإسكندرية البحرية، قادمة من ميناء كيل الألماني، وانضمامها إلى أسطول القوات البحرية المصرية، بعد أن أبحرت 7800 كيلو متر، لمدة 20 يوما بطاقمها المصري، بعد استلامها وإنهاء الاستعدادات لطاقمها وتنفيذ رحلة العودة لأرض الوطن.

وقال المتحدث العسكري المصري، في بيان سابق، إنه تم تزويد الغواصة بأحدث المنظومات القتالية والأنظمة الملاحية وأنظمة الاتصالات والحرب الإلكترونية بما يمكنها من تأمين المياه الإقليمية والاقتصادية المصرية وتعزيز الأمن القومي المصري، موضحا أن الغواصة (S43) ستقوم بإجراء عدد من التدريبات البحرية المشتركة مع القوات البحرية لعدد من الدول الصديقة أثناء رحلة العودة إلى أرض الوطن.

وكانت القوات البحرية المصرية، قد تعاقدت للحصول على 4 غواصات ألمانية من هذه الفئة في عام 2014، حيث تم تدشين الغواصة الأولى والتي حملت اسم “S41” بتاريخ 10 ديسمبر عام 2015، بأحواض مدينة كيل الألمانية، وتم تسليمها ورفع العلم المصري عليها مع تدشين الغواصة الثانية “S42” بتاريخ 12 ديسمبر عام 2016. كما تم تدشين الغواصة الثالثة “S43″، في 3 مايو 2019، وستحمل الغواصة الرابعة اسم “S44” وسيجرى تدشينها عام 2020.

“رفع القدرات القتالية”

وخلال احتفال القوات البحرية المصرية بتدشين ثالث غواصة حديثة من طراز “209 – 1400″، قبل عام؛ ذكر المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، إن “تدشين الغواصة يأتي استمراراً لجهود القيادة العامة للقوات المسلحة في دعم القدرات القتالية لكل الأفرع الرئيسية، والتشكيلات التعبوية وتطويرها، وفقاً لأحدث النظم القتالية في العالم، بما يساهم في تطوير قدرات التسليح البحري، ويدعم جهود الدولة المصرية في تأمين سواحلها”.

وأكد قائد القوات البحرية المصرية الفريق أحمد خالد، خلال مراسم الاحتفال بتدشين الغواصة الثالثة، التي تم بناؤها بترسانة شركة “تيسين جروب” الألمانية، أن ذلك يعكس عمق علاقات التعاون، التي تربط بين مصر وألمانيا، وجهود القيادة السياسية للبلدين، ودعمها لدفع علاقات التعاون والشراكة في الكثير من المجالات الاقتصادية والعسكرية”.

وأوضح خالد أن مصر لديها من الكوادر القادرة على استيعاب التكنولوجيا الحديثة في التشغيل والصيانة، والعمل بكفاءة تامة على الأنظمة الحديثة، مشيراً إلى الجهد الذي قامت به البحرية المصرية خلال الفترة الماضية لإعادة تطوير وتأسيس الأسطول البحري والبنية التحتية، من أرصفة وقواعد ومنشآت وخدمات متنوعة، إضافة إلى أحدث أنظمة التدريب والمحاكاة لتدريب أجيال من الأطقم العاملة مستقبلاً.

وأضاف الفريق خالد أن هذا النوع من الغواصات “يأتي تنفيذاً لاستراتيجية عسكرية مصرية، تهدف إلى تطوير القدرة على مواجهة التحديات والمخاطر، التي تشهدها المنطقة، والحفاظ على مقدرات الوطن وإعلاء كلمته، وتحقيق السيطرة على السواحل المصرية الممتدة، وما تحويه من ثروات اقتصادية، وأهداف حيوية على كل الاتجاهات”.

وأكد قائد القوات البحرية أن “الصفقة ساهمت في رفع القدرات القتالية للوحدات البحرية، بما يمكنها من مجابهة كل التهديدات التي تؤثر على الأمن القومي المصري، وتكون بمثابة رسالة ردع لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر، وكذا تأمين الأهداف الاقتصادية بالبحرين الأحمر والمتوسط، ولتكون قوة ردع لتحقيق السلام، وتوفير حرية الملاحة البحرية الآمنة، ودعم أمن قناة السويس كشريان حيوي للتجارة البحرية الدولية، في ظل التهديدات والتحديات التي تشهدها المنطقة”.

“القاتل الصامت”

وتتميز الغواصة المصرية الجديدة ببصمتها الصوتية المنخفضة والتي تصعب من مهمة كشفها بواسطة أنظمة الرصد المعادية، وتمتاز بمنظومتها الإلكترونية المتطورة، وتسليحها القوي المتمثل في صواريخ عمق-سطح الأمريكية المضادة للسفن من نوع “UGM-84 Harpoon Block II” وطوربيدات “DM2A4” الألمانية الثقيلة، بخلاف قدرتها على نثر الألغام البحرية، وحمل عناصر القوات الخاصة والضفادع البشرية، وتمتاز كذلك بمنظوماتها المحسنة في مهام الاستطلاع والاستخبار الإلكتروني.

وتبلغ إزاحة الغواصة 1600 طن أثناء الغوص في الأعماق و1450 طنا أثناء الطفو على سطح الماء، ويبلغ طولها 62 مترا وعرضها 7.6 متر، وارتفاعها 5.8 متر أو 12.5 متر متضمنة البرج، وتعمل بطاقة دفع ديزل كهربائي، تؤمنها 4 محركات ديزل من طراز “MTU-396 12V” تولد قوة قدرها 3800 حصان، مع 4 مولدات تيار متناوبة من “سيمنز موتور سيمنز” تولد قوة ثابتة قدرها 5000 حصان، لتدوير مروحة الدفع الخلفية، بحسب “روسيا اليوم”.

ويشغل الغواصة طاقم مؤلف من 30 فردا، وتبلغ سرعتها 40 كيلومترا في الساعة أثناء الغطس و20 كيلومترا في الساعة أثناء السير فوق الماء، وتستطيع الغوص حتى عمق 500 متر لمدى 15 ألف كيلومتر في وضع الغطس، والبقاء حتى 50 يوما في البحار، كما تتميز الغواصات من هذا الطراز بمدى إبحار يصل إلى (20) ألف كم وسرعة إبحار عالية ولها القدرة على إطلاق الطوربيدات والصواريخ عمق سطح.

وزودت هذه الغواصة بأجهزة بيروسكوب للمراقبة فوق الماء، ونظام تصوير حراري من الجيل الثالث المتطور، ونظام تحديد مسافات بالليزر ورادار فوق السطح يعمل على نطاق “I-band”، وحزمة سونارات تتضمن سونار “Atlas Elektronik CSU 90” (سلبي/ إيجابي) للبحث والهجوم.

كما زودت الغواصة أيضا بنظام للحماية الذاتية مضاد للطوربيدات، يقوم بإطلاق الشراك الخداعية والمؤثرات المضللة للطوربيدات. وزودت الغواصة بـ 8 فتحات أنابيب عيار 533 مم لإطلاق صواريخ عمق-سطح “UGM-84L Harpoon Block II” الأمريكية المضادة للسفن بمدى 140 كيلومترا، وطوربيدات “DM2A4” الألمانية الثقيلة البالغ مداها 50 كيلومترا. ويتسع مخزن الغواصة لـ 14 سلاحا منها الطوربيدات والصواريخ، فضلا عن تزويدها بأحدث المنظومات القتالية والأنظمة الملاحية وأنظمة الاتصالات والحرب الإلكترونية، بما يمكنها من تأمين المياه الإقليمية والاقتصادية المصرية وتعزيز الأمن القومي المصري.

ربما يعجبك أيضا