اليمن.. جرائم الميليشيات الانقلابية مستمرة في رمضان

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تستمر جرائم الميليشيات الحوثية الإرهابية الموالية لإيران، وتستمر الميليشيات الانقلابية في تنفيذ مخططات مرشد الثورة الإيراني علي خامنئي متجاهلة حرمة شهر رمضان المبارك.

حيث أفادت مصادر حقوقية وتجار في العاصمة صنعاء، بأن جماعة الحوثي بدأت مع مطلع شهر رمضان في تدابيرها التعسفية في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لها لجباية أموال الزكاة لهذا العام وتوريدها إلى حسابها، وقالت المصادر المحلية إن الميليشيات نشرت فرقًا ميدانية للنزول إلى شركات القطاع الخاص والتجار وملاك العقارات والأراضي الزراعية، لتحصيل أموال الزكاة، وهددت في إشعارات وزعتها بمعاقبة من يتأخر عن الدفع، وهو ما يعني السجن أو التصفية.

قتل المدنيين

ووثقت “الشبكة اليمنية للحقوق والحريات” ارتكاب ميليشيات الحوثي الانقلابية 28 حالة قتل لمدنيين، بينهم 4 نساء و6 أطفال، في عدد من المحافظات اليمنية خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر أبريل/ نيسان الماضي، وقصفت الميليشيات الحوثية الأحياء السكنية بشكل مفرط في العديد من المحافظات، كان أبرزها مأرب والحديدة وتعز ومنطقة الحشاء بالضالع، وذلك بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة، وفق البيان.

كما تسببت الألغام التي تزرعها ميليشيات الحوثي بشكل عشوائي بقتل 10 أشخاص، أغلبهم نساء وأطفال، كما سجل الفريق 3 حالات إعدام ميداني قامت بها الميليشيات بحق مدنيين، و4 حالات قتل نتيجة طلق ناري مباشر على المدنيين.

أقبية تعذيب خفية

وكالة “الأسوشييتد برس” الأمريكية سلطت الضوء على شبكة من السجون السرية، وأقبية التعذيب، التابعة لميليشيات الحوثي تقبع في حي تعز بصنعاء، مموهة بين مدارس وبيوت، لا يمكن للمرء أن يتخيل أنها تضم عشرات النساء اللواتي يخضعن لانتهاكات الميليشيات اليومية من اغتصاب وضرب وتعذيب، هذا ما أكدته ناشطات يمنيات ومعتقلات سابقات.

وتشير التقديرات إلى أن ما يتراوح بين 250 و300 امرأة محتجزات حالياً داخل محافظة صنعاء وحدها، وقد روت الناشطة سميرة الحوري كيف اصطحبها عناصر من ميليشيات الحوثي إلى قبو مدرسة سابقة، حيث رأت الزنازين القذرة تعج بالمحتجزات، وأشارت إلى أنه كان واضحاً جداً أن السيدات اللواتي تجرأن على الانشقاق أو حتى مجرد العمل في المجال العام، تحولن إلى أهداف حملة قاسية ومتصاعدة من قبل الحوثيين، كما قالت الحوري إن المحتجزات كان بينهن “مدرسات وناشطات بمجال حقوق الإنسان ومراهقات”.

رئيس قسم التحقيقات الجنائية لدى الحوثيين، سلطان زابن، كان يتولى إجراء التحقيقات، حسبما ذكرت ناشطات، وكان يصطحب “الفتيات الجميلات والصغيرات” إلى خارج المدرسة لاغتصابهن، وكانت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة قد أشارت إلى زابن باعتباره يتولى إدارة موقع احتجاز لم يكشف عنه تتعرض فيه نساء للاغتصاب والتعذيب.

الكورونا والكلاشنكوف

كما تداول ناشطون يمنيون على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه أحد أفراد فرق الاستجابة الميدانية في صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية، مرتدياً ملابس الوقاية الخاصة، وبيده سلاح كلاشنكوف، قبل أن يباشر بإطلاق عدة أعيرة نارية، خلال عملية نقل حالات اشتباه بإصابة كورونا، وفي خلفية الصوت -يتحدث مصور المقطع القصير- عن إصابتين تم تحميلها على متن الباص، وقال الصحافي اليمني فاروق الكمالي، إن المقطع، في حارة تسمى “ضبوة” جنوب صنعاء.

وعلى مدى الأيام الماضية، تتناقل وسائل الإعلام أنباء عن عمليات مداهمة يقوم بها الحوثيون للأحياء والمستشفيات وينقلون بصورة لا إنسانية، مواطنين قد يكونون حاملين للفيروس، وتوقعت منظمة الصحة العالمية احتمالية تأثير فيروس كورونا على 16 مليون رجل وامرأة وطفل في اليمن، أي ما يزيد عن 50% من سكان البلاد.

انتهاك حرمة المساجد

قتلت ميليشيات الحوثي الانقلابية الجمعة الماضية شوقي جابر محمد رفعان وهو إمام وخطيب مسجد في قرية مكعد الأمحال “حمير” بمديرية عتمة غرب مدينة ذمار، وسط اليمن، أمام المصلين، بعد أن اقتحمت المسجد بثلاثة أطقم وعشرات من المسلحين، وبحسب مواقع إخبارية محلية، “أن الحوثيين أطلقوا الرصاص على المصلين بشكل عشوائي، حتى وصلوا إلى إمام وخطيب المسجد وفتحوا نيرانهم مباشرة على جسده، وسحبوه والرصاص في جسده ثم أنهوا حياته في الطريق”.

كما اقتحمت الميلشيات مسجد ومركز الخير في الثلوث مركز مديرية عتمة واعتقلت إمام وخطيب المسجد الشيخ بشير علي البحري ونقلته إلى جهة مجهولة، ومنذ سيطرة ميليشيات الحوثي على محافظة ذمار مطلع العام 2014، اقتحمت عشرات المساجد ودور تعليم القرآن وقتلت واعتقلت أئمتها وخطبائها، كما أن عائلاتهم وأقاربهم لم يسلموا من المصير ذاته، حيث جرى اعتقال وتعذيب المئات من أهاليهم.

استمرار احتجاز الصحفيين

على صعيد الحريات، دعا التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (رصد)، ميليشيا الحوثي إلى إطلاق سراح الصحفيين المعتقلين وإلغاء أحكام الإعدام التي أصدرتها ما تسمى بالمحكمة الجزائية المتخصصة فاقدة الأهلية والولاية، بحق أربعة صحفيين منهم، بناء على اتهامات ملفقة، جاء ذلك في بيان أصدره تحالف رصد بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، مشيرا إلى أن اليمن تقبع في المرتبة 168 على مستوى العالم حسب التصنيف العالمي لحرية الصحافة.

ربما يعجبك أيضا