موجة غضب عارمة ضد فيسبوك بعد اختيار توكل كرمان كمراقب على المحتوى

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

عاصفة غضب وانتقادات حادة طالت شركة “فيسبوك” بعد قرارها المفاجئ اختيار بعض الشخصيات الداعمة للإرهاب ضمن مجلس مراقبة المحتوى الخاص بالموقع، ومنهم توكل كرمان.

واختارت فيسبوك الناشطة اليمنية توكل كرمان في مجلس الإشراف العالمي لمحتوى فيسبوك وإنستجرام، ما اعتبره كثيرون سقطة كبيرة يجب التراجع عنها.

ومجلس الإشراف ستكون مهمته الفصل في المضمون الخلافي على موقع التواصل، وسيكون بمثابة “محكمة عليا” ويضم شخصيات منوعة من كل الدول.

كرمان والإخوان

علامات استفهام كبيرة حول القرار، خاصة وأن تاريخ الناشطة اليمنية ومواقفها السياسية معروفة بقربها من تنظيم الإخوان الإرهابي، المصنّف في عدد من دول العالم كتنظيم إرهابي.

قرار فيسبوك دفع نشطاء تويتر لتدشين هاشتاجات تصدرت قوائم الأكثر متابعة وتغريدًا اعتراضًا على تعيين كرمان باعتبارها متهمة بدعوات تطرف كثيرة.

السياسي اليمني، أحمد سعيد الوافي، اعتبر ترشيح كرمان جزءًا من مهام الاستخبارات الدولية الراعية لجماعة الإخوان وسياسة التمكين للقيادات الليبرالية للجماعة لخدمة الأجندات الدولية.

وأوضح في منشور على صفحته بـ”فيسبوك”، أن هناك رائدات يمنيات يفقن توكل كرمان قدرة ونشاطًا واتزانًا، لكنهن لسن ضمن المخطط وهي الحقيقة الموجعة.

مواقع التواصــل

ودشن نشطاء وسياسيون يمنيون وعرب هاشتاج NoTawakkolKarman# مؤكدين أن كرمان لا تقبل النقد وحظرت على صفحتها عشرات النشطاء ممن تختلف مع آرائهم السياسية.

كما انتشر وسم “أرفض الإرهابية توكل كرمان أن تكون من حكماء فيسبوك”، واستخدمه الكثيرين لإبداء استيائهم من قرار “فيسبوك” الذي وصفوه بـ”الغريب”.

وأعرب مغردون عن رفضهم واستنكارهم الشديد لتولي “إخوانية”، تلك المهمة والتي بالتأكيد ستسخرها لتصفية الحسابات مع معارضيها كعادتها.

واشتدت حدة الغضب بين النشطاء ووصل الأمر لعدد كبير منهم بالتهديد بحذف برنامج “فيسبوك” نهائيا والانتقال إلى موقع “تويتر” لو لم يتم التراجع عن القرار.

اختيــــار كارثي

الناشط اليمني كامل الخوداني، علق ساخرًا بأن قرار فيسبوك أجبره على دخول حسابه لنسخ صوره ومقالاته كونه يتخوف من أن يكون اسمه ضمن قائمة حسابات قد تبلغ عنهم كرمان.

ووصف قرار فيسبوك بـ”الكارثة الكبيرة”، مشيرا إلى قيام توكل كرمان بحظر نصف اليمنيين، بسبب عدم تقبلها للنقد أو الرأي الآخر وتخدم أجندة ومشروعا معينا.

‏واتفق معه كثيرون في الرأي منهم الناشط محمد علي البيضاني، والذي رفض ضم توكل كرمان للإشراف على منصات التواصل الاجتماعي كونها حزبية وغير محايدة وتسببت بالكثير من الدمار لوطنها اليمن.

قطر وتركيـــــــا

واستذكر كثيرون ارتباط توكل كرمان بقطر وتركيا، وجماعة الإخوان الإرهابية، وما تتلقاه من تمويل لخدمة أجندتهما وأنشطتهما التخريبية في المنطقة.

وعن طريق الأموال القطرية والتركية تمكنت الناشطة اليمنية من تكوين امبراطورية مالية في الخارج، وأسست في تركيا حيث تقيم قناة “بلقيس” بجانب “مؤسسة توكل كرمان” ووسائل إعلام وجمعيات حقوقية، تستخدمها كستار لتحركاتها لخدمة تنظيم الإخوان.

عيـــــن الإخوان

واعتبرها البعض “عين الإخوان في فيسبوك”، قائلين: “توكل كرمان لا تستحق هذا التعيين، فهي محسوبة على جماعة الإخوان، ويدرك القاصي والداني أنها تدعو للإرهاب الفكري والغلو وستستعمل منصبها الجديد في تصفية الحسابات مع معارضيها”.

وحتى الآن لم يصدر “فيسبوك” بيانًا للتعليق على هذا الجدل الواسع، كما لم يبين أسباب اختيار كرمان لشغل هذا الموقع الحساس في إقليم يموج بالصراعات والاستقطاب السياسي.

كـرمان تـــــــرد

وأمام الهجوم عليها اضطرت توكل كرمان للرد على الانتقادات بقولها إن ما تقوم بنشره من مواقف ووجهات نظر في صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي تعبير عن وجهة نظرها الخاصة، ولا يعبر عن وجهة نظر “فيسبوك” و”إنستجرام”.

خطـاب رفـــض

وأكد عدد كبير من النشطاء بالقول: “يجب علينا الاتحاد والتعاون لرفع اعتراضنا على هذا الاختيار.. الكل يرفع خطابا من حسابه للشركة الأم وليس لفيسبوك الشرق الأوسط”، وطالبوا بوضع صيغة عامة للخطاب.

من جانبه، دعا عضو لجنة الاتصالات في مجلس النواب المصري، جون طلعت، البرلمانيين من مختلف الدول العربية إلى تحرك عاجل تحت مظلة البرلمان العربي للاعتراض على تعيين كرمان، واصفًا هذا القرار بـ “مهزلة” و”خطوة مستفزة”.

نـقطة ســــــوداء

وبحسب خبراء ومتابعون لشؤون الجماعات المتطرفة، يعد اختيار توكل كرمان في هذا المجلس “نقطة سوداء”، إذ إنه معروف عنها انتماؤها لتنظيم الإخوان الإرهابي.

كما أنها معروف عنها استقواؤها بالخارج ضد وطنها، وتدعيمها خراب اليمن عن طريق مساندة مليشيات الحوثي الإرهابية.

وكانت توكل كرمان قد دفعت بآلاف الشباب إلى ساحات الاعتصام عام 2011، لكنها باعت اليمن بعد أشهر من أجل تكوين امبراطورية إعلامية خاصة بها في إسطنبول.

وكانت توكل كرمان أكبر المستفيدين من احتجاجات 11 فبراير 2011، حيث استطاعت من خلال دماء الشباب اليمنيين الوصول إلى جائزة نوبل للسلام التي فازت بها بالمناصفة في العام ذاته.

ربما يعجبك أيضا