اغتيال مادورو.. حلم يراود المعارضين وأمريكا المتهم الأول

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

خبايا وأسرار كشفها مرتزقة حاولوا التسلل إلى فنزويلا للإطاحة برئيسها نيكولاس مادورو، تشير بأصابع الاتهام للولايات المتحدة بتدبير خطة لغزو فنزويلا واغتيال رئيسها بعد فشل محاولة زعيم المعارضة الفنزويلية خوان جوايدو الإطاحة بمادورو العام الماضي.. اتهامات نفتها الولايات المتحدة وتحداها ترامب بقوله: “لو أردت دخول فنزويلا لما جعلت الأمر سرًّا”.

محاولة اغتيال مادورو

بعد فشل خطة زعيم المعارضة للإطاحة بالرئيس الفنزويلي، قامت مجموعة من المرتزقة بالتسلل من كولومبيا إلى الأراضي الفنزويلية، بينهما أمريكيان بهدف زعزعة استقرار البلاد بقتل الرئيس وتصفية القادة العسكريين.

كانت السلطات الفنزويلية قد ألقت القبض على 45 شخصًا حاولوا التسلل إلى فنزويلا، بينهم جنديان أمريكيان سابقان يدعيان “لوك دينمان” و”آيرن بيري”، كما أصدرت مذكرات توقيف دولية بحقّ المسعف في الجيش الأمريكي “جوردان غودرو” الذي يشتبه بأنه نظم ودرب مجموعة المرتزقة.

وتتهم النيابة الفنزويلية هؤلاء بأنهم “مرتزقة” جنّدتهم المعارضة لتدبير محاولة توغل من طريق البحر، عبر قوارب كانت آتية من كولومبيا “لارتكاب أعمال إرهابية في فنزويلا، واغتيال مسؤولين حكوميين، وإحداث فوضى ومحاولة انقلاب”.

كما اتّهمت السلطات الفنزويلية جنديين أمريكيين سابقين بالإرهاب والتآمر لمشاركتهما المفترضة في محاولة فاشلة للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، الذي اتّهم بدوره نظيره الأمريكي دونالد ترامب بالوقوف وراء العملية.

وبحسب وثائق واعترافات أعلنت عنها الحكومة الفنزويلية ونسبتها للمرتزقة الأمريكيين، فإن خطة المجموعة التخريبية كانت الاستيلاء على مطار كاراكاس والسيطرة عليه وضمان أمنه الخاص حتى نقل رئيس الدولة نيكولاس مادورو، إلى الولايات المتحدة.

ومن جهته أعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أن هدف الغزو هو اغتياله، وأنه بين المشاركين المعتقلين في الهجوم البحري المسلح اثنان من المواطنين الأمريكيين وصفهما بالحرس الشخصي للرئيس الأمريكي.

كولومبيا والولايات المتحدة

الرئيس الفنزويلي جدد إدانته لتورط الحكومة الكولومبية برئاسة إيفان دوكي في هذه العملية، كما حمّل الإدارة الأمريكية مسؤولية تدبير العملية مستغلة جائحة كورونا التي تعصف بالعالم لتنفيذه لإثارة أعمال عنف في فنزويلا، مستخدمة مرتزقة مسلحين بهدف إيجاد مبرر لتصعيد وتدخل عسكري جديد، وكذلك لتحويل انتباه الرأي العام الأمريكي عن تداعيات الجائحة في الولايات المتحدة.

وجاءت تصريحات مادورو بعد تأكيد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن واشنطن ستبذل كل ما هو ممكن لإعادة الأمريكيين اللذين كانا في الماضي من عناصر القوات الخاصة الأمريكية.

وكان الجنديان لوك دينمان (34 عاما) وآيرن بيري (41 عاما) بين 17 شخصًا أوقفهم الجيش الفنزويلي، ووجهت إليهم النيابة العامة تهم تتعلق بـ”الإرهاب، التآمر، تجارة الأسلحة الحربية بشكل غير شرعي وتكوين جمعيات (إجرامية)”، وهي تهم قد تصل عقوبتها إلى ما بين 25 و30 عامًا في السجن.

بدوره أعلن وزير الخارجية الفنزويلي خورخيه ارياسا، أن السلطات الفنزويلية تدرس خيار تقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد الولايات المتحدة وتوجيه اتهامات ضد حكومة دوكي لسماحه للمرتزقة باستخدام الأراضي الكولومبية للتدريب والتخطيط لغزو فنزويلا.
واشنطن تنفي وترامب يتحدى

ردًّا على اتهامات مادورو، نفى مجلس الأمن القومي الأمريكي تورط الولايات المتحدة في عملية توغل فاشلة في فنزويلا قيل أنها استهدفت الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد نفى بالفعل تورط بلاده في الحادث ولكن مجلس الأمن القومي أكد ذلك.

وجاء في بيان المجلس “ليس للحكومة الأمريكية علاقة بالأحداث المزعومة التي وقعت في الآونة الأخيرة في فنزويلا. الادعاءات بعكس ذلك غير صحيحة. لو كانت تلك عملية خططتها الولايات المتحدة مثلما زعم مادورو، الذي يواجه اتهامات لها صلة بالمخدرات والإرهاب، لكانت صريحة ومباشرة وفعالة”.

من جهته، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفيه ضلوع بلاده في أي مؤامرة في فنزويلا، مفنّدا الاتهامات التي توجهها كاراكاس لواشنطن بتورط أمريكيين في محاولة للتوغل في فنزيلا واغتيال رئيسها.

وقال ترامب -في حديث لشبكة “فوكس نيوز”- “لو أردت دخول فنزويلا لما جعلت من الأمر سرًّا”. وأضاف: “لكنت دخلت ولما فعلوا شيئًا بهذا الشأن ودون إرسال أي مجموعة صغيرة”، موضحًا أنه لو قرر ذلك لأرسل جيشًا يغزو فنزويلا.

هل تآمر جوايدو مع واشنطن؟

مادورو وصف عملية اغتياله بأنها تكرار لعملية “غزو الخنازير الفاشلة في 1961″، عندما حاول كوبيون في المنفى بتمويل وإدارة الحكومة الأمريكية السريين الإطاحة بالزعيم الكوبي آنذاك فيدل كاسترو.

وعلى خلفية محاولة انقلابه الفاشلة في أبريل 2019، اتهمت السلطات الفنزويلية زعيم المعارضة خوان جوايدو الذي تدعمه الولايات المتحدة وأكثر من 50 دولة أخرى في نزاعه على السلطة مع مادورو، بالوقوف وراء العملية.

واتّهمت جوايدو بالتوقيع على عقد بقيمة 212 مليون دولار مع “مرتزقة مستأجرين” باستخدام أموال استحوذت عليها الولايات المتحدة من شركة النفط الوطنية الفنزويلية.. اتهامات نفاها الفريق الإعلامي لجوايدو واعتبرها مبررات لإصدار مذكرة توقيف بحقه، رغم دعوته السابقة للإطاحة بمادورو العام الماضي.

نفي واشنطن تورطها في العملية، يتعارض مع ما صرحت به سابقًا في مارس الماضي عندما قامت بعرض مكافأة يمكن أن تصل إلى 15 مليون دولار لقاء أي معلومات تتيح اعتقال مادورو المتهم أمام القضاء الأمريكي “بالإرهاب المرتبط بتهريب المخدرات”، بحسب ما جاء على وكالة “فرانس برس”.

 وقال وزير العدل الأمريكي بيل بار -في مؤتمر صحفي عقد عبر الفيديو بسبب فيروس كورونا المستجد- “نريد اعتقاله ليحاسب على أفعاله أمام محكمة أمريكية”، ولفت إلى أنّه يجب علينا حاليًا أن نفعل ما بوسعنا لتخليص البلد من هذه العصابة الفاسدة.

مما سبق، يبدو أن هناك مساعٍ أمريكية دؤوبة للتخلص من مادورو عبر فرض عقوبات اقتصادية ودعم جوايدو، والهدف الـمُعلن لترامب هو إقصاء خليفة هوجو تشافيز المناهض الكبير “للإمبريالية الأمريكية الشمالية”.

ربما يعجبك أيضا