تحولات درامية في إبريل ومايو بعد انتخابات الكنيست الـ 23، في مقدمتها انشقاق بيني جانتس بحزبه حوسن ليسرائيل (مناعة لإسرائيل) عن تكتل كاحول لافان (أزرق أبيض) الذي أوصله للكنيست، ليعلن عن مفاوضات تشكيل مع بنيامين نتنياهو بالتناوب بينهما على رئاستها.
إلغاء مراسم حلف اليمين دال على الغضب الشديد على نتنياهو من كوادر كبيرة بالحزب، وفي الوقت نفسه أعلن كل من نفتالي بينط وأييلت شاقيد مؤسسا حزب هايمين هاحداش (اليمين الجديد)، وبتسلئيل سموتريتش رئيس حزب هاإيحود هاللئومي (الاتحاد القومي) رفضهما المشاركة في الحكومة الجديدة، وأعلنوا انضمامهم إلى صفوف المعارضة.
بعد محادثات طويلة بين نتنياهو من جانب، وحلفائه من اليمين الديني والحريديم، أُعلن أن حزبي يهدوت هاتوراه وشاس سيشاركان في الحكومة الجديدة، بينما فشلت محاولات التقريب بين بيبي وتكتل يامينا ليخرج الثلاثي بينط وشاقيد وسموتريتش في مؤتمر صحفي يعلنوا فيه أن نتنياهو عمل كسارق في الليل، ليضمن وجوده في الحكومة، بدلا من تشكيل وزارة من اليمين مثلما وعد، لأنه كما قال بينط: “يهتم بالكرسي وليس الأيديولوجيا”.
استمر تبادل الهجوم بين هاليكود ويامينا، وفجأة أعلن الحاخام رافي بيرتس رئيس حزب هاإيحود هالئومي ووزير التعليم في حكومة تسيير الأعمال انفصاله بحزبه عن تكتل يامينا وموافقته على الدخول في حكومة نتنياهو – جانتس ليمسك وزارة شئون القدس والتراث. بالإضافة إلى تعيينه مراقبا في الحكومة الإسرائيلية، وعضوا في “اللجنة الوزارية لشؤون التشريع”، ومسئولا عن ضخ ميزانيات لجهاز التعليم اليهودي المُتدين.
تحولت كتلة اليمين إلى حصن يتخندق داخله بيبي، ويقف على أبوابه ليهاجم الجميع، مؤسسات الدولة، القضاء، النيابة، المعارضة، الإعلام، وبمجرد أن لاحت لنتنياهو فرصة للتحرك وحده؛ اقتنصها، لأنه في الأساس لا يهتم إلا بوجوده الشخصي ومسيرته السياسية، بعيدا عن الرسائل السياسية الممجوجة التي رددها مع حلفائه من اليمين على مدى عام ونصف، وتحرك أخيرا للتعاون مع خصمه جانتس، ويوافق على حكومة بعدد حقائب متساوٍ لكل طرف، لأنه يفكر الآن في نجاته فقط، ويترك حصنه، ويكسر بيده بلوك اليمين، ويتحرك حلفاؤه إلى جانب المعارضة، التي ستتشكل من طوائف متشتتة ومتصادمة: القائمة العربية وحدها في جانب، أفيجادور ليبرمان وحده في جانب، بقايا تحالف كاحول لافان في جانب، وأحزاب يامينا من جانب، وعلى قدر الخصومة التي تحملها هذه الطوائف تجاه نتنياهو الآن، على قدر ما تحمل مثلها تجاه بعضها، لتتشكل في الأخير كتلة رمادية كبيرة غير متوافقة من المعارضة بالكنيست الجديد.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=347500